المعنى أحيانًا لا يُقال بالكلمات، بل يُحس بالجمال.
في لوحة مرسومة، صوت موسيقى، رائحة المطر على التراب، أو غروب الشمس الذي يذوب في الأفق،
تنبثق لحظة صغيرة من الوضوح،
توقظ شيئًا صامتًا في داخلنا،
تذكرنا بأن الحياة ليست فقط أحداثًا، بل إحساس مستمر بالجمال.
حين نقف أمام لوحة، ربما نرى شيئًا مختلفًا عن الآخرين،
رسمٌ أُخذت منه خطوط قليلة،
لكنها توقظ فينا إحساسًا بالاكتمال، بالفراغ الذي أصبح مليئًا بالمعنى.
المعنى هنا ليس مجرد فهم،
بل تجربة حسية، شعورية،
تختبرنا وتمدنا بشعور أننا جزء من شيء أكبر،
شيء خالد، رغم زوال اللحظة.
الشعر والموسيقى، خصوصًا،
هما نوافذ على الداخل،
يمتدان من القلب إلى القلب،
يُعيدان ترتيب العالم في داخلنا،
يجعلان للحظة عابرة قيمة لا تُقدّر بثمن،
ويذكّرانا أن الحياة تمنحنا المعنى في التفاصيل الصغيرة، في النغمات التي تلامس أعماقنا.
حتى الطبيعة نفسها، في سكونها وصخبها،
تعلمنا كيف نحتضن الحياة كما هي،
كيف نرى الجمال في الأشياء العادية،
كيف نستشعر معنى الوجود بلا كلمات، بلا تفسير، فقط حضور وصمت وتأمل.
في البعد الجمالي، المعنى ليس خيارًا أو سؤالًا،
بل إحساسٌ ينساب داخلنا،
يغذي الروح،
يذكرنا أن المعنى يمكن أن يكون لحظة، لوحة، لحن، أو نسمة هواء،
ويظل معنا حتى بعد أن يغيب المشهد، حتى بعد أن تنقشع الموسيقى،
فالروح تحفظ هذه اللحظة، وتجعلها جزءًا من رحلة البحث عن المعنى.





































