-إيه الخَبط والرزع دَه يا هبابة؛ مُش عارف أنام!
=يعني بلاش أروَّق للعيد؟
-هو في حد بيروَّق للعيد بعد صلاة العيد؟ النَّاس روَّقت وخلَّصت من زمان وقاعدين مرتاحين دلوقت.
=ما أنا عرفت وقُلت لازم أروَّق زيهم، مُش أنت دايمًا بتقول: "أن تأتي متأخرًا خيرٌ من ألا تأتي".
-حصل يا زعفرانة؛ بَس دي أن تأتي متأخرًا؛ مُش تنضَّفي متأخرًا، وتعملي إزعاج متأخرًا، وتصدَّعيني متأخرًا، وبعدين أنا سهران أشتغل طول الليل ومطبَّق ودلوقت عاوز أنام.
=في حَد بينام في العيد؟
-أنا بنام في العيد.
=والشَّقة اللي عاوزة تتروَّق دي!
-أنتِ خلِّيتي فيها شقة يا زعفرانة؟ دي بقت ملاهي!
=مبقتش ملاهي غير بعد ما مبروك اللي أنت جايبه دَه دخلها، وقال إيه نفسه يبقى ممسوس، تحِب أمِسُّه عشان يحترم نفسه؟
-خليكي في حالك يا زعفرانة مالكيش دعوة بحد، أقول لِك: ركِّزي أنتِ مع الست لطفات وشيلي مبروك من دماغك.
=الست لطفات طلعت أنصح منّي وروَّقت الشقة، أتاريها من يومين مطلَّعة كل حاجة في البلكونة.
-أنتِ لو مش شاغلة دماغك غير بالخناقات بتاعتها؛ كان زمانك عرفتي إنها بتروَّق للعيد، بَس أنتِ فهمتيها متأخر، أصل في مثل بيقول: الحمار سمع نكتة ضحك عليها بعد يومين.
=مش هرد عليك على فكرة، عشان أصلًا العالم بتاعنا مفيهوش حمير، مفيش غير نعجيج.
-شكرًا على المعلومة، ياريت تبطَّلي كركبة بقى عشان أنام.
=معادش فاضل غير المطبخ، هروح أروَّقه على السريع ويبقى كده خلاص.
-متقرَّبيش من المطبقية يا زعفرانة ومالكيش دعوة بالكوبايات.
=لأ أنا حرَّمت خلاص.
***
-إيه اللي وقع دَه يا نيلة؟
=متشغلش بالك؛ كل حاجة هتبقى كويسة.
-إيه دَه يا لئيمة؟ أنتِ وقَّعتي قطعة المطبخ!
=وأنا ذنبي إيه؛ هي اللي مش ماسكة نفسها!
-ليه يعني! هي قطعة المطبخ بتشِم بخور زي حالاتك وبتتسطل!
=أصل أنت مُش عارف، أنا من يوم ما دخلت الشقة هنا وأنا ملاحظة إن قطعة المطبخ لازم تبقى أعلى من كده شوية، قُلت وأنا بروَّق بقى أرفعها، شيلتها وجيت أخلع المسامير بتاعتها عشان أدقُّهم في مكان عالي المسامير اتكسرت.
-كسرتي المسامير الصُّلب يا زعفرانة؟
=مكُنتش أقصد، المسامير بتاعتكم هي اللي ضعفية، أنا يادوب شديتهم بطرف صوابعي اتكسروا، ما أنت عارف قوِّة العفاريت دي حاجة مش بإيدي.
-طيّب؛ هفترض إن العيب في مصنع المسامير اللي أنتج المسمارين اللي شايلين قطعة مطبخي، إيه برضه اللي رزع القطعة جابها خمسين حتة كده؟
=ما شاء الله عليك أنت بتعرف تعِد بسرعة كده إزاي؟
-أنتِ عبيطة يا زعفرانة؟
=أصل قطعة المطبخ بقت خمسين حتة فعلًا، وقبل كده قدرت تعِد شماعة الهدوم لما وقعت من الشباك واتكسرت برضه خمسين حتة.
-وخدي الجديد بقى، هقُص ديلك ده وأقطعه خمسين حتة وأعمل منُّه كام طاجن عكاوي، وأعزم عليه العمارة كلها.
=وحِّد الله في قلبك، هتقُص ديلي عشان قطعة مطبخ لا راحت ولا جت! وبعدين عكاوي إيه أنت أصلًا نباتي مالكش في الكلام ده.
-بس الناس اللي ساكنة في العمارة أكيد بتحب العكاوي وهتنبسط.
=دَه ديل عفاريت مُش ديل بقرة على فكرة.
-أنتِ أصلًا محصَّلتيش بقرة، البقرة مش بتكسر المطابخ باللي فيها.
=مش هرُد عليك عشان إحنا في أيام مفترجة وده أوِّل يوم العيد، وبعدين مين قال إن الناس في العمارة بتحب العكاوي، مُش كلهم على فكرة.
-وعرفتي منين بقى إن مش كلهم بيحبوا العكاوي؟
=أصل الست لطفات...
-يادي النيلة؛ دَه عيد باين من أوِّله!
=الست لطفات بعتت شُكري جوزها يشتري لحمة العيد، وقالت له يخلّي الجزار يحُط حتّة ليَّة، بتقول إنها بتخلي الشوربة طعمها حلو.
-وبعدين يا زعفرانة، حصل إيه؟
=شُكري جارنا راح للجزار وجاب اللحمة، بَس لمَّا رِجع الست لطفات مسكت في خناقه.
-خير يارب!
=أصلها بتفتح اللحمة ملقتش حتة الليَّة اللي طلبتها، ولقت مكانها كام حتة عكاوي من اللي بتقول عليها دي.
-وعملت إيه الست لطفات.
=قالت له: مُش عيب عليك راجل في سنَّك مش عارف يفرَّق بين العكاوي والليَّة، واتضح بقى إنه كان بيضايق الست لطفات واشترى عكاوي، لأنه بيحب العكاوي وهي بتحب الليَّة.
-وأنا إيه علاقتي بكل دَه يا زعفرانة؟
=حبِّيت أقول لك إن الست لطفات مش بتحب العكاوي، وأكيد في زيَّها كتير في العمارة، يعني شيل حكاية إنك تعمل ديلي طاجن عكاوي دي من دماغك.
-دَه أنا هقُص ديلك وأحُط مكانه ليَّة وأقلبِك نعجة لو مقولتيش إيه اللي دشدش قطعة المطبخ كده.
=أصل لمَّا المسامير التعبانة بتاعتكم اتكسرت؛ افتكرت إن معايا جوز مسامير صُلب عفاريتي كُنت جيباهم معايا من القبيلة، دقِّيتهم في الحيطة وبعلَّق عليهم قطعة المطبخ راحت واقعة.
-يعني المسامير اللي شايلة المطبخ من سنين تعبانة؛ ومساميركم اللي وقعت من أول ثانية دي هي اللي حاصلة على شهادة الآيزو!
=هي فعلًا واخدة شهادة الآيزو عندنا، بَس شكلها كده مش بتتفاعل مع أي حاجة في العالم بتاعكم، مقرأتش شيَّالات المطبخ لمَّا اتعلَّقت عليها وسابتها تنزل في الأرض.
-مُش لمَّا تقرأي أنتِ الأول تبقى المسامير بتاعتكم تعرف تقرأ، أشوف فيكي يوم يا زعفرانة يا لئيمة يا بنت الحاج حبهان ملك ملوك الجان.
=أنت بتدعي عليا في العيد!
-وإن شاء الله هرتاح منك أنتِ والست لطفات في ليلة واحدة.
=دَه بدل ما تيجي تساعدني نلِم الحاجات اللي اتكسرت دي.
-أنتِ اللي هتلميها وهتصلَّحي قطعة المطبخ زي ما بهدلتي الدنيا، من أتلفَ شيئًا فعليه إصلاحه يا زعفرانة.
=خلاص ادخل كمّل نوم وأنا هرجَّع الدنيا زي ما كانت.
***
-بِس.
-إيه يا مبروك، أنا ناقصك يا أخي؟
-أنت بتكلِّم مين؟
-أها، بُص يا أخ مبروك، شايف الديب فريزر اللي هناك دَه؟
-أيون شايفه.
-دَه مُش ديب فريزر، دَه مدخل سرّي للعالم السفلي، جوَّاه فجوة ممكن تنقلك هناك.
-يعني أقدر أروح هناك وأتكلم معاهم وأبقى ممسوس؟
-طبعًا تقدر بَس مش دلوقت، لازم تتأهِّل الأول.
-أتأهل إزاي؟
-أنت دلوقت إنسان، وعشان تروح هناك طبيعة جسمك مش هتمشي مع العالم بتاعهم وهتتأذى، فأنت لازم تتأهّل شوية هنا في العيادة عندي الأول؛ عشان لمَّا تروح عندهم تبقى في أمان.
-يعني أنت كُنت بتتكلم معاهم عن طريق الفجوة اللي في الديب فريزر؟
-بالظبط يا مبروك، أنت كده بدأت تتأهِّل بسرعة.
-طيِّب بقول لَك إيه؟
-قول يا مبروك.
-أنا بقالي كام ساعة شايف العفش بيتحرَّك لوحده والشقة بتروَّق نفسها بنفسها، هي إيه الحكاية؟
-يعني شُفت كل ده ومشُفتش قطعة المطبخ اللي اتدشدشت برضه من نفسها، ما علينا، كل الحكاية يا سيدي إن الشقة عندي ذاتية الترويق، يعني بتروَّق نفسها بنفسها.
-هي شقَّة ولا عيادة!
-مُش هتفرق كتير يا مبروك، المهم أنت مبسوط معانا؟
-مبسوط؛ بَس في حاجة شاغلة بالي.
-خير يا مبروك.
-أحيانًا بحِس إن في حد معايا ومش قادر أشوفه، وبحِس بحاجة بتخبطني من وقت للتاني.
-حاجة زي إيه؟
-مُش عارف، بس هي إحساسها زي لسعة الكرباج.
-"أكيد ديل اللئيمة اللي مش بتسمع الكلام ولا هتجيبها لبَر".
-بتقول حاجة؟
-لأ أبدًا يا مبروك، بقول إنك منوَّرني، بَس حابب أطمِّنك إن كل ده معناه إن تأهيلك ماشي مظبوط، اطمِّن ومتقلقش من حاجة.
-يعني أنا كِدَه بقيت ممسوس ولا لسه؟
-أنت طالما شُفت العفش بيتروَّق مع نفسه، وبدأت تحِس إن في حد معاك وأنت مُش شايفه؛ فأحب أبشَّرك إنك بقيت ممسوس مُبتدئ ومع الوقت قدراتك هتزيد.
-بجد أنا مُش عارف أشكرك إزاي، ألف شُكر بجد.
-لا شُكر على مَس يا أخ مبروك، أنت هتنبسط معايا خالص.
***
-بتضحكي على إيه يا زفتة؟!
=على مبروك اللي أنت جايبه ده.
-مُش أنا منبِّه عليكي بلاش تقرَّبي منه، لازم تزاوليه بديلك اللي عاوز قطعه ده!
=هوَّ اللي عامل الفرخة اللي عليها البيضة مُش عاوز يهدا في مكان، رايح جاي من هنا لهنا وأنا ديلي طويل وبيخبط فيه.
-دَه أنتِ لو عندك ريش كنت قصقصته عشان المثل اللي قُلتيه دلوقت دَه.
=الحمد لله معنديش ريش، ما أنت مفتري وتعملها، وبعدين فين الديب فريزر اللي بتقول لمبروك إنه موجود وفيه فجوة بتوصَّل للعالم بتاعنا، أنت أصلًا معندكش ديب فريزر.
-أنا شاورت على مكان فاضي وسألته شايف الديب فريزر دَه قال لي شايفه، أقول له إيه يعني: أنت مجنون وبتشوف حاجات مش موجودة!
=قُمت أنت استغلِّيت إنه قال لك شايفه ورُحت دايس يا معلم وفضلت تشتغل فيه.
-معلم! اتحشِّمي يا زعفرانة وإلا هخليه عيد هباب على دماغك.
=خلاص هسكت مكانش قصدي، وبعدين دَه شكله بيصدَّق أي حاجة زي شُكري.
-يادي شُكري اللي قاعد لي في كلمة، بيطلع ورا كل جملة زي الفصلة المنقوطة.
=أنا بَس لاحظت تشابه الشخصيات.
-خلاص مُش عايز صداع، صلَّحتي قطعة المطبخ؟
=طبعًا، ولا أجدع نجَّار يقدر يصلَّحها زي ما أنا صلَّحتها.
-إيه دَه يا هبابة، أنتِ معلَّقة القطعة بالمقلوب؟
=أصل هقول لك، بعد ما صلَّحتها حاولت أكتر من مرَّة أركِّب الشيَّالات الحديد اللي هتتعلق منها لأنها كانت طارت لمَّا وقعت، ومن كتر ما حاولت مكان المسمامير اتنَحل، قُلت أقلبها وأركِّب الشيَّالات من الناحية التانية، ولا كنت عايزني أسيب المطبخ مكركب وإحنا في العيد؟
-تقومي تركِّبيها بالمقلوب! ما كانت راكبة يا زعفرانة وزي الفل.
=مش هتفرق كتير، أصل أنا قلبت الأرفف اللي فيها، حتى إحنا ممكن نرُص الكوبايات كلها هنا.
-عشان تنزل تتكسر وميبقاش عندي كوبايات.
=ياريت؛ جايز لمَّا يحصل كِدَه تكون الكوباية اللي في بالي منهم.
-بعينك يا لئيمة؛ ولا هتعرفي توصلي للكوباية اللي في بالك.
=خلاص هتصرَّف وأرجَّع القطعة زي ما كانت، متعصَّبش نفسك إحنا في عيد.
-لمَّا أشوف أخرتها معاكي يا نيلة.
***
-بِس.
-إيه يا مبروك، أنت بتنادي على قطة يا أخي! عاوز إيه؟
-أنت بتكلم مين؟
-تاني يا مبروك؟
-بتكلمهم عن طريق الفجوة اللي في الديب فريزر صح؟
-بالظبط، ما أنت فاهم كل حاجة أهو أومَّال بتسأل ليه!
-أنا بتأكِّد إني ماشي مظبوط في التأهيل.
-اطمن أنت زي الفل.
-هي قطعة المطبخ دي مقلوبة صح؟
-لأ قطعة المطبخ مظبوطة وزي الفل، بَس لو أنت شايفها راكبة بالمقلوب؛ فأحب أقول لَك إنك كده بتتقدِّم بسرعة في مرحلة التأهيل، ووصلت لمرحلة القطعة المقلوبة.
-والمرحلة الجاية عبارة عن إيه؟
-مرحلة الديب فريزر المقلوب، أوِّل ما تشوفه مقلوب تقدر تفتح الباب بتاعه وتدخل العالم بتاعهم.
-وأنا هفتح بابه إزاي وهوَّ مقلوب؟
-ابقى كلِّمني ساعتها وأنا أعدِله، ورُوح أنت بقى سلِّي نفسك في أي حاجة لحد ما أشوف مين اللي بيخبَّط.
***
-صباح الخير، كل سنة وأنت طيب.
-صباح النور، وأنت بصحة وسلامة، إزيك يا أستاذ شُكري.
-في الحقيقة أنا مبسوط إن ليَّا جار زي حضرتك، مالوش دعوة بحد وفي حاله.
-أنت بتقول فيها يا أستاذنا، دَه أنا حتى فخور إن شباك الصالة بتاعتي فاتح على بلكونة شقة حضرتك، والحقيقة الشباك عندي واخد موقع استراتيجي مش موجود عند حد في المنطقة، وتخيل إن ده اتسبب في رفع سعر الشقة بتاعتي.
-ربنا يديم الوِد والجيرة الطيبة يا أستاذنا.
-كله على الله، حضرتك مقولتش يعني، تأمرني بخدمة؟
-كل خير، أنا بَس جاي أسأل أنت ليه عامل إزعاج، مُش لو عاوز تروَّق شقتك يبقى في دوشة تنضيف العيد والناس بتنضَّف؟
-الحقيقة يا أستاذ شُكري...
-حقيقة إيه يا أفندي، النَّاس خلَّصت تنضيف للعيد ودلوقت نايمين مرتاحين وأنت اللي نازل تخطبيط وكركبة.
-أفندي! أنت ليه محسِّسني إني بكلم شُكري سرحان مُش شكري جارنا.
-وكمان بتتمهزأ بكلامي.
-يظهر إن قاموسك اللغوي محتاج أب ديت يا أستاذ شُكري، بَس أحِب أقول لَك إن الخبط والكركبة انتهوا وتقدر تنام وترتاح لو حابب.
-مُش أنا اللي عاوز أنام، أنا راجل نشيط بقوم من بعد الفَجر وبلعب تمارين، اللي عايزة تنام هي الست لطفات مراتي، ودي أعوذ بالله لو مأخدتش راحتها في النوم بتصدَّع وبتنكِّد على اللي خلفوني.
-وإحنا مش قد نكد الست لطفات، قول لها تنام وترتاح، وياريت متصحاش غير على العيد الكبير.
-ربنا يسمع منَّك يا بني أصلها عصبية شويِّتين، وأنا راجل صحِّتي على قدي ومش حِمل مناهدة ونكد.
-عارف يا أستاذ شُكري.
-وتعرف منين إن شاء الله!
-لأ مُش القصد، أقصد إن واضح إن حضرتك غلبان وفي حالك ومش بتاع مشاكل ولا نكد.
-جدًا يا بني ميكونش عندك فكرة، وكفاية إنها خلَّتني أطلَّع المراتب فوق سطح العمارة وضهري اتكسر.
-وأنت ضَهرك باين عليه ميستحملش تطليع مراتب، الله يكون في عونك، طيِّب ما كانت تفتح شباك الأوضة والشمس تدخل وخلاص.
-والله يا بني قُلت لها بَس هتقول إيه، دماغها ناشفة زي بلاط الشقة، قال إيه شافت واحدة جارتنا مطلَّعة مراتبها على السطوح؛ لقيتها بتقول لي قوم شيل المرتبة محدش أحسن مننا، وليلتها نمت على الأرض لحد ما جالي رطوبة في ضهري.
-لأ ألف سلامة عليك يا أستاذ شُكري، أنت بَس ادهِن أبو فاس وحُط قِربة مَيَّه سخنة وهتبقى زي الفُل.
-أوعدك إني هاخد بنصيحتك.
-بَس معلش سؤال لو فيها إحراج.
-اتفضل يا بني.
-مين اللي بيسيب المرتبة على السطوح في الجَو دَه؟
-سيبتها غصب عني، أصل ضَهري طقطق لمَّا طلَّعتها ومقدرتش أنزِّلها في نفس اليوم، ونزِّلتها تاني يوم الصبح.
-أنا مُش عارف أقول لَك إيه، بَس السِّتات أحيانًا بتطلب حاجات غريبة، ومعلش بقى مراتك استحملها هتودِّيها فين يعني!
-ما أنا مستحملها وصابر هعمل إيه.
-ربنا يجعله في ميزان حسناتك.
-اللهم آمين، بَس ممكن أسأل سؤال أخير؟
-طبعًا اتفضل.
-هوَّ أنت مربّي معزة وقطة جوَّه في الشقة؟
-أيون؛ ومربّي نعامة برقبة طويلة عشان تجيب لي الأطباق من آخر رف في المطبقية لأني مش بطولها، بَس أنت بتسأل ليه؟
-أصل وسط الكركبة والخبط سمعت معزة بتمامأ وكنت سامعك كل شوية بتقول بِس.
-دي معزة مربِّيها عشان أضحِّي بيها في عيد الأضحى، والقطة أنت عارف بقى بتسلّي وحدتي.
-ربنا يبارك لَك فيهم يا بني، بَس لو فكَّرت تبيع المعزة قبل العيد وتشتري مكانها خروف تضحِّي بيه؛ ابقى اعمل حسابي في حتِّة ليَّة، أصل الجزار اللي بشتري منه رخم ومش بيرضى يعطيني، والست لطفات مراتي بتتخانق معايا لمَّا مبعرفش أجيب لها حتة ليَّة.
-دَه أنت تأمرني يا أستاذ شُكري، دَه أنا هدخل جوَّه دلوقت أقطع الليَّة بتاعتها وأحدفها لَك من الشباك.
-كلَّك واجب يابني، وأنا هبقى أعدِّي عليك طبق كحك من اللي الست لطفات مراتي عملاه.
-متتعبش نفسك يا أستاذ شُكري، اعتبر طبق الكحك وصل.
-ودي تيجي، طالما اتكلمنا يبقى لازم أجيب لَك طبق.
-أصل أنت مُش عارف اللي فيها، أنت لو جيبت لي كحك فضولي هيخليني أعرف بيتكوِّن من إيه، ولو عرفت بيتكوِّن من إيه هبقى عاوز أعمل كحك وأجرَّب، والمطبخ هيتقلب عندي تاني والكركبة هترجع وهتبقى ليلة مش فايتة، أصل أنا عارف نفسي بحب أعمل كوارث، وبعدين أنا أصلًا ماليش في الكحك.
-اللي تشوفه يا بني، ولو غيَّرت رأيك ابقى نادي عليا من الشباك.
-كلك ذوق يا أستاذ شُكري يا أصيل، نوِّرتني.
***
=أنت مقبلتش منُّه الكحك ليه؟
-تعالي هنا.
=متشدِّش ديلي طيِّب.
-كحك إيه اللي عاوزاه؟
=مُش أعرف بيتكِّون من إيه وأجرَّب أعمله.
-كنت عارف اللي هيحصل عشان كده رفضت لأنك هتعملي كوارث وأنتِ بتجرَّبيه كالعادة.
=خلاص العيد الجاي هبقى أتصنَّت على الست لطفات وهي بتعمله وأعرف بتعمله إزاي!
-وأنتِ ناوية تشرَّفيني للعيد الجاي ولا إيه!
=هروح فين يعني أنا مرتاحة هنا، وبعدين ليِّة مين اللي هتدخل تقطعها وتحدفها لشكري من الشباك.
-صحيح فكَّرتيني، شُكري سمع صوت مِعزة عندي في الشقة إزاي؟
=أصل الست لطفات.
-هنزل على وشِّك بضهر إيدي، انجزي وردِّي عليا.
=كانت بتغنِّي وهي بتروَّق الشقة، قُلت أغنِّي زيِّها، وعشان مش عاوزة حد منهم يسمع صوتي الحقيقي خليِّتهم يسمعوا صوتي على إنه صوت معزة.
-حلو؛ أنتِ صوت معزة، والأخ مبروك كل شوية يبسبس، وشُكري جارنا فاكر إني عامل مزرعة مواشي في الشقة، دَه طلب منّي حتِّة ليَّة عشان لطفات تعمل عليها شوربة يا زعفرانة.
=يعني أنت قصدك تقطع ديلي أنا على أساس إنه ليَّة.
-كويس إنها وصلتك.
=كله إلا ديلي، أهم حاجة عند العفريتة ديلها.
-يبقى تتلمِّي يا زعفرانة، لا تغنِّي ولا تكركبي ولا ليكي دعوة بمبروك، ولا عاوزه ياخد باله إنك عايشة معايا، خلي عيدك يعدّي على خير.
=خلاص مش هنطق.
-لمَّا أشوف أخرتها معاكي.
***
"يا أستاذنا، ما تحط أكل للمعزة اللي عندك، صوتها مش مخلِّي الست لطفات تنام، وكله على دماغي أنا"
***
-بتغنّي تاني يا زعفرانة؟
=دَه أنا نسيت نفسي واندمجت ولقيت نفسي بغنِّي.
-أنتِ اللي جبتيه لنفسك.
=ارفع الكوباية، أنا نسيت واندمجت.
-وأنا هسيبك تحت الكوباية تندمجي براحتك لحد ما يحصل اندماج بينكم وتتقلبوا برَّاد شاي وديلك يبقى البوز بتاعه، كسرتي المطبخ وبهدلتي الدنيا وخليتي شُكري يخبط على باب شقتي ويقول لي يا أفندي، شايفني واقف قدامه لابس بنطلون بحمالات.
=دَه هو اللي بيلبس حمالات بس بيداريها تحت التيشيرتات.
-هوَّ يحُط الحمالات تحت التيشيرتات وأنا هحطِّك تحت الكوباية عشان أرتاح منِّك.
***
-بِس.
-ما تهدا بقى يا عم أنت، عاوز إيه؟
_أنت بتكلم مين؟
_بكلم نفسي يا سيدي.
-طيّب الديب فريزر هيتقلب إمتى؟
-أها، بُص أنا هنزل ربع ساعة وطالع، وساعتها هتعرف هيتقلب إمتى؟
-هي الكوباية المقلوبة دي علامة إن الديب فريزر هيتقلب قريب؟
-لأ دي علامة يا مارد بس أنت مش واخد بالك، أوعدك إنك هتنبسط يا أخ مبروك، أنا نازل وطالع تاني، بَس متقرَّبش من الكوباية دي عشان متسقطش في مرحلة التأهيل بتاعتك.
***
-الله إيه دَه، برميل إزاز؟
-عجبك؟
-جدًا.
-أنا عامل حسابي عليه بس كنت شايله عند الحارس تحت.
-ناوي تعمل إيه بالبرميل دَه؟
-دَه عشانك يا أخ مبروك، هتدخل تحته لحد ما العيد يخلص، جزء من التأهيل.
-وبعدها هبقى ممسوس؟
-هتبقى ممسوس وملبوس ومنحوس ومتعوس؛ وكل حاجة نفسك فيها، ادخل برجلك اليمين، ألف مبروك عليك البرميل يا مبروك.
تمت...
***