ليس كل حزنٍ ضعفًا،
ولا كل دمعة انكسارًا.
أحيانًا يكون الحزن أكثر صدقًا من كل الكلمات التي نُخفي خلفها هشاشتنا.
يأتي دون موعد، كضيفٍ يعرف الطريق إلى القلب،
ولا يرحل إلا بعدما يُغيّر شيئًا فينا إلى الأبد.
الحزن لا يطرق الباب،
يدخل فجأة، يجلس في أعمق ركنٍ من الروح،
ويبدأ في إعادة ترتيبنا كما يشاء.
يأخذ منا ضحكاتٍ كثيرة، لكنه يُعيد إلينا وعينا.
يُرهقنا، لكنه يُعلّمنا أن لا شيء يدوم… لا الفرح، ولا الوجع.
في لحظات الحزن الصادق،
نرى وجوهنا الحقيقية بلا أقنعة،
ونكتشف كم كنّا نُجمّل الألم بالكلام.
الحزن يجعلنا نُنصت لما كنا نهرب منه:
صوت الوحدة، صدى الذاكرة، وجع الخسارة الذي لا يُرى.
قال الشاعر:
"علّمني الحزن أن أبتسم بصمت،
وأخفي كسري كي لا ينكسر من أحبّ."
إنه معلمٌ قاسٍ،
لكنه الوحيد الذي يُجبرك على النظر للسماء وأنت منحنٍ.
يُعيد ترتيب أولوياتك،
يُعرّفك على نفسك حين يرحل الجميع.
وبينما يظنه الناس لعنة،
هو في الحقيقة منارة،
تُضيء لك الطريق إلى ما تبقى منك بعد العاصفة.
في الحزن نكبر بصمت،
نتعلّم أن لا أحد ينجو تمامًا،
لكن الجميع يستطيع أن يبدأ من جديد.
نكتشف أن أقسى التجارب هي التي تُنبت أجمل القلوب.
فالألم لا يُميت، بل يُنضج،
يُكسر الغرور، ويزرع فينا التواضع أمام رحمة الأيام.
وفي النهاية،
الحزن ليس نهاية الطريق،
بل بدايته الحقيقية نحو الفهم،
نحو إنسانٍ أهدأ، أصدق، أكثر وعيًا بما تعنيه الحياة.
فمن مرَّ بالحزن وعاد،
لن يكون كما كان أبدًا…
بل صار هو نفسه الحقيقة الهادئة بعد العاصفة.








































