آخر الموثقات

  • ق.ق.ج/ نفاق السراب
  • ق.ق.جدا/ غيبوبة
  • تغريد الكروان: رحمة تتنزل
  • التعامل مع ورق الشفااف
  • بأن تثق ..
  • لولا التأني ..
  • شتراوس بالزنجبيل احمدك يا رب - ابنك مجنون يا حاج - الحب هو الغاز الذى نشعل به البوتجاز -)
  •  قراءة نقدية في رواية "البتراء"
  • دنيا ومتلونة
  • خاتم ...
  • فيروز هي بلدي
  • ميشيل سافيني .. رمز الدبلوماسية الراقية
  • النتيجة سيخسرون
  • قلوب قاسية على الأرض
  • كأنني لم أكن... فقط ظلٌّ يمشي فوق الأرض.
  • بين الوطن والمنفى.. عامٌ من الغياب والبصيرة
  • ناجحوا التيك توك القدوة
  • تغريد الكروان: مرآتي
  •  عائلة يعقوب (بني يعقوب) سيئة السمعة
  • تغريد الكروان: اللامبالاة
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مها الخواجه
  5. علامات باهتة - قصة قصيرة

خمسة وعشرون عامًا، ولا تزال تحمل ذكرى ما عانته وهي بعمر ابنتها الآن.

 

خمسة وعشرون عامًا منذ أوقفها جارهم وهي عائدة من مدرستها الواقعة في أول الشارع الذي تسكن فيه، كانت حينها في الصف الأول الابتدائي، وبعد أن أوقفها سألها وهو يمسح على رأسها: على فين يا أمورة؟

فأجابته: مِرَوَّحَة يا عمو .. أخدنا واجب آاااد كده، فتلفت حوله .. رفع عينيه إلى البلكونة حيث تنتظرها أمها كل يوم فلم يرها، ثم اقترب منها وأشار بيده الأخرى لأعلى:

- إنتي عارفة إن الحَمَام إللي في الغِيَّة فقس وطلَّع زغاليل صغيرة حلوة زيك؟ تحبي تشوفيهم؟

لمعت عيناها وهي تجيبه:

- الله .. عاوزة اشوفهم .

 

فاصطحبها معه إلى السطوح، حيث عُلَب الصفيح معلقة على الجدران تطل منها حمامات كبيرة، وطلب منها أن تصعد أمامه على السلم الخشبي لترى الزغاليل الصغيرة داخل الصفائح، كان يمسك بها قائلاً:

- متخافيش همسكك علشان متقعيش .. أمسكها من وسطها ورفعها أمامه لتراهم، كانت ذراعه تطوق وسطها بينما يده الأخرى تتحرك على ساقيها، حينها شعرت به يضغطها أمامه ويحتك بأسفل ظهرها فحركت قدميها ودفعت بنفسها للأسفل لتفلت منه، فبادرها بالسؤال وهو يلهث بجانب وجهها: ‏

- إيه مش عاوزة تلعبي معاهم؟!

فهزت رأسها بالرفض :

- لأ .. عاوزة اروح ..

كان يرفعها أمامه وهي ترفض وترفس بقدميها، تكاد أن تبكي، كانت يداه تمسكانها بعنف متزايد كلما حاولت الفكاك منه والابتعاد عن جسده الملتصق بها، فأنزلها، ثم أخرج من جيبه جنيهًا ورقيًا ودسه بيدها:

- خدي هاتي حاجة حلوة ..

وتركها تمشي.

 

عندما خرجت من منزل جارهم كانت أمها تقف في البلكونة تنتظرها كعادتها، وحين رأتها تخرج من هناك ضربت يدها على صدرها وتوعدتها بعلقة ساخنة، هذا ما فهمته من أصابعها حين أشارت لها بالطلوع.

 

ما إن دخلت من باب الشقة حتى شدتها أمها من ملابسها ودفعتها أمامها :

- نازلة ليه من بيت الجيران؟ .. كُنتِ فين؟!

فأخرجت من جيب مريلتها الجنيه ترفعه بين أصابعها:

- عمو أخدني السطوح ورفعني لفوق أشوف الزغاليل .. وعطاني ده أجيب حاجة حلــ ... .

لم تتم جملتها التي انقطعت بفعل اللطمة التي تلقتها على خدها، حتى لطمها ثانية صراخ أمها:

- إوعي تنطقي الكلام ده تاني . .

فانفجرت بالبكاء وهي ترفع يدها تحمي وجهها فوقع الجنيه على الأرض، لم تكن تفهم ماذا يستدعي أن تجرجرها أمها خلفها إلى داخل الغرفة، ولا ما يثيرها إلى هذا الحد، كانت تزرع قدميها بالأرض وتحاول انتزاع نفسها من بين الأصابع التي تطبق على ذراعها وهي تبكي:

- معملتش حاجة سيبيني ..

إلا أن أمها جَرَّتها إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفهما، دفعتها أمامها على السرير، استقرت على ظهرها، فهجمت عليها وانتزعت ملابسها الداخلية وتفحصتها جيدا.

 

الأم التي اطمأنت لم تكتفِ بذلك، قامت وأحضرت شمعة أشعلتها وهي تهددها بالحرق؛ إن تكرر ذلك، كانت هي تصرخ تحت يديها والسائل الساخن يكوي فخذيها.

 

لم تنس أبدًا بكاءها تلك الليلة، ولا ما عانته بعدها من وجع حَبَسَ أنفاسها وجعلها تطلق صرخة انشرخت لها أحبالها الصوتية حين أرادت قضاء حاجتها، ولا ألمها حين حاولت إنزال ملابسها الداخلية فوجدتها ملتصقة بفخذيها الملسوعين فانسلخ عنهما الجلد، وتسرب الماء الدافئ من بين ساقيها وهي واقفة، لم تنس أي من ذلك .. كما لم تنس حبسها بالمنزل الأيام التالية ثم مرافقة والدتها لها ذهابًا ورجوعًا من المدرسة، والتحذيرات التي كانت تطن بأذنيها .. والرعب الذي يصيبها كلما اقترب منها أحد.

 

    رغم مرور السنوات مازال يؤلمها العقاب الذي نالته، وما زال يؤلمها تَذَكُّر صورة والدها عندما كان يرد تحية جارهم أو يجلس معه على المقهى يتناولان الشاي ويبادله الضحك، كانت تتمنى لو أخبرته بما فعل هذا الذي يجالسه، لينتقم لها منه وينال عقابه مثلما عُوقبت، لكن ها هي السنوات قد مرت دون أن تخبره .. كانت قد حاولت البوح مراراً، إلا أن صورة أمها وصوتها الذي يطن بأذنيها يأمرها بالصمت كان يسكتها رغما عنها.

    ‏

    هي الأن تجلس محتضنة ابنتها، وتضع أمامها مجموعة من العرائس، وقد أمسكت بيدها إحداهن تشير لها على مواضع معينة بجسد العروسة كانت قد غطتها ببعض القماش، وهي تكلمها بلهجة حانية وصوت هادئ :

- دنيا حبيبتي .. إحنا غطينا هنا ليه؟ .. وأشارت بيدها نحو العروسة ..

 فأجابتها :

● علشان عيب ..

فاحتضنتها وقبلت خدها وهي تقول:

 - شطورة .. علشان عيب وإيه كمان ؟

● وعلشان جسمنا محدش يشوفه ولا يلمسه ..

 -ولو حصل غير كده؟

 تابعت الطفلة :

● نقول لأ ونصرخ ..

فأكملت أمها:

- ونقول لماما وبابا ومنخافش .. فاهمة يا دنيا؟!

فتهز الطفلة رأسها بالموافقة ..

    ‏أما هي فتلاحقها الذكري .. تقتحمها وتعيد إليها كل لحظات الخوف والألم والخذلان، تمتلئ عيناها بالدموع وتفر متسربة على خديها، ولا يفيقها إلا يد ابنتها وهي تمسح على وجهها وتسألها:

- ماما بتعيطي؟ إنتي زعلانة؟

 

   ‏احتضنتها في صمت، ثم تركتها تلعب بالعرائس ودخلت غرفتها، أغلقت الباب خلفها وهي تمسح دموعها، وقفت أمام المرآة، رفعت القميص عن ساقيها ثم مدت يدها تتحسس على فخذيها علامات باهتة لحروق قديمة.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1089
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني429
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338880
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196093
3الكاتبمدونة ياسر سلمي184921
4الكاتبمدونة زينب حمدي170714
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133698
6الكاتبمدونة مني امين117530
7الكاتبمدونة سمير حماد 109747
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99648
9الكاتبمدونة مني العقدة96377
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95614

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

2907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع