آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مها الخواجه
  5. علامات باهتة - قصة قصيرة

خمسة وعشرون عامًا، ولا تزال تحمل ذكرى ما عانته وهي بعمر ابنتها الآن.

 

خمسة وعشرون عامًا منذ أوقفها جارهم وهي عائدة من مدرستها الواقعة في أول الشارع الذي تسكن فيه، كانت حينها في الصف الأول الابتدائي، وبعد أن أوقفها سألها وهو يمسح على رأسها: على فين يا أمورة؟

فأجابته: مِرَوَّحَة يا عمو .. أخدنا واجب آاااد كده، فتلفت حوله .. رفع عينيه إلى البلكونة حيث تنتظرها أمها كل يوم فلم يرها، ثم اقترب منها وأشار بيده الأخرى لأعلى:

- إنتي عارفة إن الحَمَام إللي في الغِيَّة فقس وطلَّع زغاليل صغيرة حلوة زيك؟ تحبي تشوفيهم؟

لمعت عيناها وهي تجيبه:

- الله .. عاوزة اشوفهم .

 

فاصطحبها معه إلى السطوح، حيث عُلَب الصفيح معلقة على الجدران تطل منها حمامات كبيرة، وطلب منها أن تصعد أمامه على السلم الخشبي لترى الزغاليل الصغيرة داخل الصفائح، كان يمسك بها قائلاً:

- متخافيش همسكك علشان متقعيش .. أمسكها من وسطها ورفعها أمامه لتراهم، كانت ذراعه تطوق وسطها بينما يده الأخرى تتحرك على ساقيها، حينها شعرت به يضغطها أمامه ويحتك بأسفل ظهرها فحركت قدميها ودفعت بنفسها للأسفل لتفلت منه، فبادرها بالسؤال وهو يلهث بجانب وجهها: ‏

- إيه مش عاوزة تلعبي معاهم؟!

فهزت رأسها بالرفض :

- لأ .. عاوزة اروح ..

كان يرفعها أمامه وهي ترفض وترفس بقدميها، تكاد أن تبكي، كانت يداه تمسكانها بعنف متزايد كلما حاولت الفكاك منه والابتعاد عن جسده الملتصق بها، فأنزلها، ثم أخرج من جيبه جنيهًا ورقيًا ودسه بيدها:

- خدي هاتي حاجة حلوة ..

وتركها تمشي.

 

عندما خرجت من منزل جارهم كانت أمها تقف في البلكونة تنتظرها كعادتها، وحين رأتها تخرج من هناك ضربت يدها على صدرها وتوعدتها بعلقة ساخنة، هذا ما فهمته من أصابعها حين أشارت لها بالطلوع.

 

ما إن دخلت من باب الشقة حتى شدتها أمها من ملابسها ودفعتها أمامها :

- نازلة ليه من بيت الجيران؟ .. كُنتِ فين؟!

فأخرجت من جيب مريلتها الجنيه ترفعه بين أصابعها:

- عمو أخدني السطوح ورفعني لفوق أشوف الزغاليل .. وعطاني ده أجيب حاجة حلــ ... .

لم تتم جملتها التي انقطعت بفعل اللطمة التي تلقتها على خدها، حتى لطمها ثانية صراخ أمها:

- إوعي تنطقي الكلام ده تاني . .

فانفجرت بالبكاء وهي ترفع يدها تحمي وجهها فوقع الجنيه على الأرض، لم تكن تفهم ماذا يستدعي أن تجرجرها أمها خلفها إلى داخل الغرفة، ولا ما يثيرها إلى هذا الحد، كانت تزرع قدميها بالأرض وتحاول انتزاع نفسها من بين الأصابع التي تطبق على ذراعها وهي تبكي:

- معملتش حاجة سيبيني ..

إلا أن أمها جَرَّتها إلى الغرفة وأغلقت الباب خلفهما، دفعتها أمامها على السرير، استقرت على ظهرها، فهجمت عليها وانتزعت ملابسها الداخلية وتفحصتها جيدا.

 

الأم التي اطمأنت لم تكتفِ بذلك، قامت وأحضرت شمعة أشعلتها وهي تهددها بالحرق؛ إن تكرر ذلك، كانت هي تصرخ تحت يديها والسائل الساخن يكوي فخذيها.

 

لم تنس أبدًا بكاءها تلك الليلة، ولا ما عانته بعدها من وجع حَبَسَ أنفاسها وجعلها تطلق صرخة انشرخت لها أحبالها الصوتية حين أرادت قضاء حاجتها، ولا ألمها حين حاولت إنزال ملابسها الداخلية فوجدتها ملتصقة بفخذيها الملسوعين فانسلخ عنهما الجلد، وتسرب الماء الدافئ من بين ساقيها وهي واقفة، لم تنس أي من ذلك .. كما لم تنس حبسها بالمنزل الأيام التالية ثم مرافقة والدتها لها ذهابًا ورجوعًا من المدرسة، والتحذيرات التي كانت تطن بأذنيها .. والرعب الذي يصيبها كلما اقترب منها أحد.

 

    رغم مرور السنوات مازال يؤلمها العقاب الذي نالته، وما زال يؤلمها تَذَكُّر صورة والدها عندما كان يرد تحية جارهم أو يجلس معه على المقهى يتناولان الشاي ويبادله الضحك، كانت تتمنى لو أخبرته بما فعل هذا الذي يجالسه، لينتقم لها منه وينال عقابه مثلما عُوقبت، لكن ها هي السنوات قد مرت دون أن تخبره .. كانت قد حاولت البوح مراراً، إلا أن صورة أمها وصوتها الذي يطن بأذنيها يأمرها بالصمت كان يسكتها رغما عنها.

    ‏

    هي الأن تجلس محتضنة ابنتها، وتضع أمامها مجموعة من العرائس، وقد أمسكت بيدها إحداهن تشير لها على مواضع معينة بجسد العروسة كانت قد غطتها ببعض القماش، وهي تكلمها بلهجة حانية وصوت هادئ :

- دنيا حبيبتي .. إحنا غطينا هنا ليه؟ .. وأشارت بيدها نحو العروسة ..

 فأجابتها :

● علشان عيب ..

فاحتضنتها وقبلت خدها وهي تقول:

 - شطورة .. علشان عيب وإيه كمان ؟

● وعلشان جسمنا محدش يشوفه ولا يلمسه ..

 -ولو حصل غير كده؟

 تابعت الطفلة :

● نقول لأ ونصرخ ..

فأكملت أمها:

- ونقول لماما وبابا ومنخافش .. فاهمة يا دنيا؟!

فتهز الطفلة رأسها بالموافقة ..

    ‏أما هي فتلاحقها الذكري .. تقتحمها وتعيد إليها كل لحظات الخوف والألم والخذلان، تمتلئ عيناها بالدموع وتفر متسربة على خديها، ولا يفيقها إلا يد ابنتها وهي تمسح على وجهها وتسألها:

- ماما بتعيطي؟ إنتي زعلانة؟

 

   ‏احتضنتها في صمت، ثم تركتها تلعب بالعرائس ودخلت غرفتها، أغلقت الباب خلفها وهي تمسح دموعها، وقفت أمام المرآة، رفعت القميص عن ساقيها ثم مدت يدها تتحسس على فخذيها علامات باهتة لحروق قديمة.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328546
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184318
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176069
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126465
6الكاتبمدونة مني امين115749
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96564
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86757

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1874 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع