آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مها الخواجه
  5. خطوات - قصة قصيرة

انشق عنها الشارع فجأة تعدو بين المارة، جسد نحيل في العاشرة يغطيه جلباب قديم مهترئ، وخصلات شعرها الذهبي تنفر من تحت ذلك الوشاح الذي يحيط براسها الصغير تقلب عينيها الزائغتين بين أمواج البشر، خوف وفزع يتملكانها بينما صدرها يعلو ويهبط بتسارع شديد، تستحث قدميها المجهدتين للمضي قدمًا.

 

 بخطواتها المرتبكة تقطع الطريق وسط صرخات المارة وارتفاع نفير أبواق السيارات، متجاهلة أضواء إشارة المرور التي لا تفهمها، تلفتت يمينا ويسارا ثم قفزت فوق الرصيف، وقفت للحظات تسترد أنفاسها مرسلة بصرها نحو الرصيف المقابل، رأته يتلفت تتفحص عيناه المارة متحينا الفرصة لقطع الطريق والعبور نحوها، تشنجت يدها على الكيس البلاستيكي الذي تحمله وأطلقت العنان لقدميها فحملتاها لتختفي وسط المباني العالية.

 

من شارع إلى شارع أخذتها خطواتها ومع كل خطوة كانت تلتفت خلفها لتتأكد أنها ابتعدت وأنه لم يعد يتبعها .. 

 

أخبروها في دار الرعاية أنها وُجدت تبكي في إحدى محطات مترو الأنفاق، طفلة في الخامسة من عمرها لا تعرف إلا أن يدها انفلتت من يد أمها وحملها الزحام بعيدا، لا تتذكر اسم بلدتها ولا تعرف عنوانا تخبر به أحدًا ممن اسوقفهم بكاءها، اسمها فقط هو الذي تتذكره بصوت بعيد يتردد داخل رأسها (همي يابديعة .. مدي رجلك).

 

داخل الشوارع الملتوية تكمل هروبها بينما تغرق خديها الدموع، حطت رحالها على أحد الأرصفة ملتقطة أنفاسها، ممدة رجليها تفركهما من الألم ملتفتة يمينا ويسارا تستكشف المكان حولها، اعتدلت وفتحت الكيس الذي تحمله وأخرجت منه كسرة خبز، قربتها من فمها لكن نشيجها منعها أن تقضمها، عادت بذاكرتها لذلك اليوم في الدار حيث وجدت نفسها وحيدة غريبة في مكان غريب، يقولون عنه دار رعاية أو (ملجأ للأيتام)، المعاملة السيئة كانت عنوان واحد لكل من تعامل معها هي ورفيقاتها، الملابس الجميلة والطعام الشهي لم تعرفهم إلا في مناسبات خاصة. 

 

خمس سنوات قضتها في دار الرعاية تلك لم تعرف فيهم إلا الخوف والجوع، لم تشعر بالدفء ولم تغمض عينيها باطمئنان، كل ليلة تتكور على نفسها تحت الغطاء تضع يديها على أذنيها وتراقب بعينيها ذلك الشبح، الذي يتسلل إلى العنبر في الظلام وبأقدام خبيرة بالمكان، يتحرك نحو الأسِّرة بهدوء من يعرف هدفه .. ثم يخرج ساحبا إحدى رفيقاتها، التي تعود بعد بعض الوقت لتتكوم في السرير المعدني تبكي وتئن، وفي اليوم التالي تراها وقد انطفأ الضوء بعينيها وليلة بعد ليلة تذبل وتنزوي ولا تنطق بكلمة عما حدث، إلى أن جاء اليوم الذي أُخذت فيه صديقتها المقربة ولم تعد بعدها، والكلام الذي سمعته في اليوم التالي عن العثور على جثتها التي غطت الدماء نصفها السفلي.

 

الخوف الذي منعها من النوم والذي تضاعف تلك الليلة حين توقف الشبح عند سريرها وامتدت يده لتعبث بجسدها المرتجف، ليتردد الصوت بقوة في رأسها (همي يابديعة .. مدي رجلك) فمدت يدها وقبضت على الكيس الذي كانت تخبئه تحت وسادتها، ثم اندفعت تقفز من السرير مهرولة فاندفع خلفها محاولا عرقلتها والقبض عليها، كانت تعبر طرقات الدار تتخبط في الحوائط، ثم تتدحرج على السلالم .. يلاحقها دبيب أقدامه وصوت لهاثه .. إلى أن وجدت نفسها بعد دقائق في الشارع فأطلقت لقدميها العنان .

 

عادت تتلفت حولها مرتعبة من ظلام الليل، لملمت قدميها تحت جلبابها وانزوت خلف إحدى السيارات الواقفة بجوار الرصيف، قربت قطعة الخبز إلى فمها وأخذت منها قضمة مضغتها بين أسنانها، اقترب أحد كلاب الشارع يتشممها فمدت له يدها بقطعة الخبز، نظر إليها ثم التقطها وجلس يأكلها ثم نام مطمئنا بها؛ فغفت بجواره.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328546
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184318
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176069
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126465
6الكاتبمدونة مني امين115749
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96564
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86757

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1979 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع