مع قدوم شهر شعبان، بدأت جميع القنوات التلفزيونيّة بعرض البرومو الرسمي للمُسلسلات المُشاركة في السباق الدرامي، الخاصّ بشهرِ رمضان الكريم.
طالما أنَّ شركات الإنتاج تدّخر جُلّ جُهدها لشهر رمضان، فتقوم بإنتاج المُسلسلات، لِمَ لا تنتج لنا مُسلسلات نافعة ومُفيدة تليق بالشهرِ الفضيل؟
كيفَ يكونَ شهر رمضان هو شهر سِباق العُرِّي والبلطجة؟
لِمَ لا تكون المُسلسلات مُفيدة شكلًا وموضوعًا؛ لِمَ لا تكون شخصيّات أبطال المُسلسلات هُم أحمد زويل، ومجدي يعقوب، وزاهي حوّاس، والعرّاب أحمد خالد توفيق، ونبيل فاروق، وجمال شعبان، مع حِفظِ الألقاب، وهذهِ النماذج كَمثال لا كَحصر.
الحمدُ لِلَّهِ الذي أنعمَ على مصرنا بكثرةِ العُلماء في مُختلفِ المجالات، فلا تجد مجالًا إلَّا وبهِ العديد من العُلماء المُحنّكين.
لنستخدم الواقع في الفن لتكونَ رسالتهِ أكثر مِصداقيّة؛ لماذا يتمّ تجاهُل هذا الجانب المُشرق من واقعنا، والتركيز كُلّ التركيز على الجانب المُظلِم؟؟؟
كُلّ دول العالم بها جرائم وفساد، حتّى المُجتمع الغربي ذاته مليء بأبشعِ الجرائم التي لا يُصدّقها العقل، ناهيكَ عن الإنحلالِ والإنحراف، لكنَّهم لم يُفصحوا عنها في أعمالٍ دراميّة يراها القاصي والداني.
سيقولُ قائل: وأينَ المِصداقيّة إذًا إنْ كانتْ المُسلسلات لا تُحاكي الواقع؟
أقولها لكَ بمُنتهى الأريحيّة: ما قُلتُ أنْ تكونَ المُسلسلات لا تُحاكي الواقع، بل على العكسِ تمامًا، تقوم شركات الإنتاج بعمل مُسلسلات تُحاكي واقعنا المصري الذي نفخر بهِ، تتناول المسلسلات شخصيّات عُلمائنا الأفاضل بمُختلفِ المجالات، وكذا تراثنا المصري العريق وعاداتنا الأصيلة وأعرافنا الجميلة.
أمَّا عن الجانب المُظلِم من الواقع فيُمكن مُعالجته دراميًّا بشكلٍ لائقٍ دونَ مُزايدة.
أينَ مُسلسلات هذا العصر من مُسلسلات الزمن الماضي، لدينا بأرشيف الدراما المصريّة ما يَسُرّ وينفع، بل إنَّ الدراما المصريّة كانتْ بمثابة مدرسة يتعلّم منها مَن أرادَ أنْ يدلف مجال الدراما.
طالما أنَّ شركات الإنتاج تُنتجُ ببذخٍ مُسلسلات هائلة، ليَكُن هذا الإنتاج لنفع المُشاهدين وتوعيتهم، وكذا تقديم صورة حيّة عن واقعنا المصري الجميل، لا ما نراهُ من إسفافٍ وبلطجة، وعُرّي وتجارات غير مشروعة، وسلوكياتٍ دخيلة على مُجتمعنا.