حروب الجيل الخامس باستخدام الكذب في الإعلام والسوشيال ميديا عن طريق الذكاء الاصطناعي
حروب الجيل الخامس هي شكل من أشكال الصراعات التي تعتمد بشكل كبير على التأثير على الإدراك البشري والتلاعب بالمعلومات، بدلاً من الاعتماد الكلي على القوة العسكرية التقليدية. في هذا النوع من الحروب، تصبح وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ساحة معركة رئيسية، حيث يتم استخدام الذكاء الاصطناعي Ai لتعزيز فعالية حملات التضليل والخداع.
وهنا يتبلور دور الكذب والتضليل في حروب الجيل الخامس
تعتبر المعلومات سلاحًا قويًا في حروب الجيل الخامس، حيث يتم استهداف العقل البشري والمشاعر بدلاً من الأهداف المادية. فيتم استخدام الكذب والتضليل الإعلامي لعدة أغراض :
• تشويه الحقائق وتغيير الروايات فيتم خلق قصص كاذبة أو تضخيم أحداث معينة لتشويه سمعة طرف ما أو لتغيير الرأي العام حول قضية معينة.
• بث الشقاق والانقسام تستهدف هذه الحملات إثارة الانقسام بين أفراد المجتمع الواحد، أو بين الدول من خلال نشر معلومات مضللة تزيد من التوترات العرقية والدينية، أو الأيديولوجية.
• التأثير على الانتخابات والقرارات السياسية يمكن استخدام التضليل الإعلامي للعبث بالعمليات الديمقراطية والتأثير على نتائج الانتخابات أو دفع الحكومات لاتخاذ قرارات معينة.
• زعزعة الثقة في المؤسسات فيتم استهداف وسائل الإعلام التقليدية والمؤسسات الحكومية، والخبراء، لنزع الثقة في مصداقيتها وجعل الجمهور أكثر عرضة للمعلومات المضللة.
• الحرب النفسية تهدف هذه الحملات إلى إضعاف الروح المعنوية للخصم أو بث الخوف واليأس في صفوفه فينهزم ذاتيا قبل بدء المعركة الفعلية .
استخدام الذكاء الاصطناعي في التضليل الإعلامي
لقد أحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في قدرة أطراف الصراع على شن حملات تضليل إعلامي واسعة النطاق ومعقدة ومن أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في هذا السياق:
• الصور ومقاطع الفيديو المزيفة (Deep fakes ) حيث يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء صور ومقاطع فيديو واقعية جدًا لأشخاص يقولون أو يفعلون أشياء لم تحدث في الواقع وهذا يجعل من الصعب جدًا التمييز بين الحقيقة والخيال.
• الروبوتات والحسابات المزيفة Bots and Fake Accounts) ) حيث تستخدم الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإنشاء وتضخيم الروايات المضللة على منصات التواصل الاجتماعي ويمكن لهذه الروبوتات أن تتفاعل مع المستخدمين وتنشر المحتوى بشكل مكثف وتخلق انطباعًا زائفًا عن وجود دعم شعبي واسع لآراء معينة.
• الاستهداف الدقيق حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل كميات هائلة من البيانات لتحديد اهتمامات وسلوكيات الأفراد. هذا يسمح للمهاجمين بتكييف رسائل التضليل لتناسب كل فرد أو مجموعة مما يزيد من فعاليتها.
• توليد المحتوى حيث يمكن للذكاء الاصطناعي توليد نصوص ومقالات إخبارية تبدو حقيقية تمامًا، ولكنها تحتوي على معلومات كاذبة أو مضللة.
• غرف الصدى يساهم الذكاء الاصطناعي في إنشاء "غرف الصدى" على الإنترنت، حيث يتعرض المستخدمون فقط للمعلومات التي تتوافق مع معتقداتهم الموجودة مسبقًا، مما يعزز هذه المعتقدات ويجعلهم أقل عرضة لتقبل الحقائق المخالفة.
وهناك كثير من الأمثلة والتحديات
شهدنا بالفعل أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في حملات التضليل على سبيل المثال:
• هناك تقارير عن حملات تضليل تستخدم صورًا وفيديوهات مولدة بالذكاء الاصطناعي لادعاء انتصارات عسكرية أو لنشر أخبار كاذبة عن أحداث سياسية مهمة أو صناعة فيديوهات مزورة عن هزائم ودمار واسع في جانب وانتصار وزهو في الجانب الآخر .
• بعض الجهات تستخدم الذكاء الاصطناعي لتحليل المحتوى الإعلامي للخصوم، ثم تقدم "حقائق مجتزأة" أو مغلوطة لخدمة أجندتها الخاصة.
• حملات تستخدم حسابات مزيفة تدار بالذكاء الاصطناعي لنشر رسائل معادية لمجموعات معينة أو لتشويه سمعة قادة سياسيين.
تتمثل التحديات الكبرى في مواجهة حروب الجيل الخامس المدعومة بالذكاء الاصطناعي في صعوبة الكشف عن التضليل وتحديد مصدره والتعامل مع انتشاره السريع عبر الشبكات الرقمية. يتطلب ذلك تعزيز الوعي الرقمي لدى الجمهور، وتطوير أدوات للكشف عن المحتوى المزيف، وتوحيد الجهود بين الحكومات والشركات التكنولوجية لمكافحة هذه الظاهرة وهنا يبرز دور الجامعات ومراكز البحث خاصة المتصلة بعلوم الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري لسرعة مواكبة هذا اللون الجديد والمستحدث من الإعلام الكاذب والمضلل والمدعوم علميا وتقنيا بوسائل الذكاء الاصطناعي الحديثة النشأة .