(مقال توصيف المشكلة)
قطعا لو انخفاض سعر الدولار الحالى بسبب زيادة الموارد الحقيقية .. كانت حتبقى حاجة زى الفل وحتنخفض الاسعار ... وكنت حابقى اسعد واحد فى مصر ... وارفع القبعة للمجموعة الاقتصادية.
ولكن المشكلة ان السبب الوحيد للانخفاض الحالى هو تدفق الدولارات الساخنة فى صورة سندات وودائع عشان يستفيدوا من ارتفاع سعر الفائدة على الجنية فى مصر ..
لما رفعنا سعر الفائدة على الجنية جاء الخواجة ومعاه شوية دولارت .. نظير كل 1 مليار دولار حولهم جنيهات بقى معاه 18 مليار جنية فقام حطهم ودائع وسندات بفائدة 16% فبقى معاه بعد سنة 21 مليار جنية ... وطبعا لما حول الدولارات لجنيهات عمل وفرة فى الدولارات فى السوق فنزل سعر الدولار الى 17 جنية وزاد الاحتياطي الدولاري (اوعى تنسى ابدا ان دي ديون ومش موارد) ...
لو ظلت اسعار الفائدة مرتفعة حتفضل فلوس الخواجة فى بنوكنا .. ولكن لو نزلت اسعار الفائدة فى مصر او قامت اى دولة تانية برفع اسعار الفائدة اعلى مننا حيلم الخواجة فلوسه ويروح هناك (ولدوام انتقال الفلوس دى بيسموها ساخنة) ..
المصيبة انه لما يجي يخرج حيحول فلوسه اللى بقت بالجنية الى دولارات تانى ...بس حيحولها بالسعر السائد ساعتها وليكن 17 جنية مثلا .. يعنى لو خرج بعد سنة واحدة بس حيحول 21 مليار جنية الى مليار وربع دولار ... يعنى كسب 25% سنويا فايدة مننا (فى حين ان الفايدة على الدولار فى بلد الخواجة لا تزيد عن 2% فقط) ...
اكثر التقديرات تحفظا تشير لدخول 18 مليار دولار ساخنة فى اخر سنتين .. دول حتدفع لهم 77 مليار جنية سنويا فوائد للخواجة .. مش كده وبس متوقع طبعا لما تخرج الدولارات دي حيرتفع سعر الدولار الى اعلى من 18 جنية مرة اخرى ويهبط الاحتياطي الدولاري الوهمى مرة اخرى !
ده بالضبط اللى بيحصل دلوقتى فى تركيا بتنهار عملتهم وبيقل الاحتياطي بتاعهم .. وحصل فى الارجنتين قبل كده. .. وفى الفلبين قبلها ...
استمرارك فى منح نسبة فائدة عالية 15.75% عشان جذب مزيد من الدولارات الساخنة حيزود الاحتياطي الدولاري ظاهريا (تانى متنساش انها ديون) وحيخفض سعر الدولار (مؤقتا) ولكن الثمن الرهيب انه بيضاعف الديون الداخلية بجنون لتتحول ميزانييتك كلها لسداد الدين الداخلى والخارجي !!!! (ده السبب الحقيقي للحفاظ على سعر فائدة مرتفعة رغم انخفاض التضخم.. وعدم تخفيض سعر الدولار الجمركي).
ولكنك فى النهاية حتما حتوصل للحظة الحقيقة لما تصبح مخصصات خدمة الدين اكبر من ميزانيتك .. فتضطر مرغما تقلل سعر الفائدة فتخرج الدولارات الساخنة ليشتعل سعر الدولار وينخفض الاحتياطي الدولاري ولكنك للاسف حتكون اتكبلت بديون اكبر بكثير من استطاعتك.. فلن تستطيع سداد فوائدها الا بمزيد من الديون وتنتظر مساومة الدائنين التى نخشاها جميعا ...
طب ايه الحل يا عم خالد ... انت ليه بس عمال تسودها علينا؟ ..
لا اصبروا متقلقوش كده .. اثبتوا اومال .. حقولكم الحل لانقاذ ما يمكن انقاذه .. فى المقال القادم ان شاء الله ...