غريبان؟
أيمكن، بعد أن تفيض بقلبي وأفيض لجناحك، أن نكون غريبين؟
أأمرُّ جانب كتفك فلا تُعرْ اهتمامًا،
ولا يسرق سمعي ضحكاتك مع الرفاق؟
أأعيدك إلى منطقة الغرباء؟
هذيانٌ يطلقه بعضُ الأغبياء، أو مَن أحبّوا آناء الليل وولّوا بأطراف النهار.
أما عنّا! فمعًا نسجنا حبَّنا بزمانٍ ومكانٍ خلف أبواب الضجيج،
كنّا لوحةً تماهت ألوانُها، وتداخلت معانيها في انسجام.
الرفاق يسألون اليوم:
هل في يوم الحبّ أحضر لكِ الزهور؟
فضحكتُ،
أتذكّر ما كنتَ تُحضر لي في طقوس الحبّ:
قوسًا وسهامًا وكنانةً ولوحًا،
تعلّمني الرمي،
وتخبرني أنّها قصّتُنا،
وكيف أصابتنا نُبَلُ العشقِ منذ عقدين،
رغم أننا افترقنا بعد نَيْفٍ.
أيها الرامي،
جعلتني ريشًا كميزانٍ على قوسك،
قلتَ لي: يا بوصلةَ الحظ، يا نقطةَ الغرض، ولحظةَ انتصارٍ عنيد.
غريبان؟
نحيا على وترِ الروح، ويلفّنا قوسُ القدر،
نصيبُ معًا عمقَ اللوح،
هكذا نحن معًا،
نحدّق جيدًا ولا نرى سوانا،
نألف المشيَ في الزحام فرادى،
غريبان في عيون الجميع الآن،
قريبان كقُرب الوتر من النقيرة.
يا روحَ روحي،
في يوم الحبّ أُخبرك:
ربما كان قراري ألّا أكون قريبة،
لكن بالقرار ذاته أُخبرك:
أنا يا أنا لن أكون غريبة.
ربما سأبقى في مخيّلتك ظلًّا،
يرسم بالأوهام أحلامَ اللقاء...
ربما ريشةٌ بيضاءُ تدور حولك،
تشعر بها على كفّك، وتطير بهواء أنفاسك،
هاربةً من القُرب،
من التكرار،
من احتفالٍ مزعومٍ بيومِ حبٍّ كأنّه طفلٌ يتيم،
ومن تقديمِ قرابينَ من الأزهار، وتبادلِ لحظاتِ الروتين وكذبات عن قصص حبٍ عادية تنتهي بتوقيت قسوة أو انفلات الوتر بين شك و يقين










































