في السابعِ من أكتوبر، تَصَدَّعَ سِتْرُ الرُّكونِ عن غزَّةَ الأبيَّة، وتَزَلْزَلَتْ هَياكِلُ الظُّلْمِ على هَديرٍ يَعْصِفُ بِصَمتِ الدَّهْر. لمْ يكنْ فَجراً عاديّاً؛ إنما قُبْضَةً فَتَّقَتْ دَياجيرَ القَنُوط، وصَبْغَةً خَلَّدَتْ بِنَجيعِها مِيثاقَ البَعْث على جُدرانِ القَدَرِ المَحتوم.
هيَ غزَّةُ الخَطْوِ الأَبِيّ، المَكْسُوَّةُ بِخُيُوطِ الصَّبْرِ المُدَجَّج والحدِيد، التي تَجْتَثُّ عن مَتنِها وَبَرَ السَّنَواتِ المَجْدوبَة. في ذلكَ اليومِ، تَفَجَّرَتْ شَقائِقُ الشُّجاعَةِ من مَهْدِها المُعَمَّد، وعزَفَتْ الرُّوحُ لَحناً خالِداً، تَراقَصَتْ على أنغَامِهِ قُلوبُ المُتَشَوِّقِينَ للحُرِّيَّة. لمْ يكُنْ غَزواً، كانَ انبعاثاً مَزَّقَ سَتائِرَ الوَهْمِ الخادِع، وكَشَفَ عُروَةَ القَيدِ الصَّدئة.
لِيَخْلُدَ شاهِداً على أنَّ الحَقَّ لا يَذوي ما دامَ في الصَّدرِ نَبضٌ. السابعُ من أكتوبرِ لم يكن مجرَّدَ تاريخ، بقدر ما كان ميثاقاً أُبرِمَ بينَ شَهقَةِ الرُّوحِ وحُبِّ الوَطَن؛ مِرْفَأٌ يُرْسِي أنَّ العِزَّةَ أثْمَنُ من قُيُودِ الغَدْر، وأنَّ الفَلَقَ سَيَثُورُ حتماً من أَصْقاعِ الدَّيْجُورِ المُتَعَمِّق؛ ملحَمَةٍ خُطَّتْ بِدَواةِ الأَلَمِ وبِريشَةِ الإبَاءِ! لِتَبقَى غزَّةُ، في سَابعِها، مَشعَلاً يَهدِي التَّائهِينَ إلى دُرُوبِ العَوْدَةِ المُمْتَدَّة.





































