أنينٌ مدوٍّ يمزّق هجعة السهول، تحت وطأة الخُطى اللاهثة. اثنان يترصدان، وواحد يستجير بالعدم.
لم يكن الغزال الصغير يستدعي ظلال العشب النديّ. تيمّم بالرمل المتطاير الذي انبعث كستار من العماء. كانت الخفّة هي حرزه الأوحد من البقع النمرية التي أحاطته كهالة من فزع.
فجأة، تخاذلت وتيرة المطاردين. تسمّرا، وأرسلا إليه نظرة مريبة. ارتسم على محيّا أحدهما ما يشبه الضجر السقيم. نفض الآخر بظفره بقايا من وحل البيداء عن شدقيه.
انتفض الغزال، مستجمعاً بقية من جلد لقفزة أخيرة مستحيلة.
تأفّف أحدهما، مخاطباً الآخر: "ضئيل هذا الجَلِيس! أتدري؟ لقد أوفدتني الوالدة لأتمرّن على اقتناص المناطيد وحسب، لا لأقوات الذبح بعد." وقهقها، والغزال ما زال مُعلَّقاً في وهج اللحظة.





































