على "درب الأربعين" الملعون، الدخان غطاء الفاشر الأخير؛ صارت كشجرة نازفة. كانت الشمس تلوِّن الأشلاء المتناثرة. الفرشاة الوحيدة للرسام هي صرخات الجوع، التي تبيع حلم "المانجو" الباردة لثمن السفر الملغوم.
شيء لامع على حافة الطريق جذب صبري. انحنى نحو جثة عظمية صغيرة. قوام طفل. مُسنَد إلى صخرة، قميصه الأزرق بقايا قماشة. سقطت من تجويف الجمجمة قطعتان: مانجو بلاستيكية خضراء مصمتة، وقطعة معدنية صدئة.
رفعها، مسح عنها غبار النزيف. نقشها دقيق، يظهر عرش السلطان المنقوش بالخلود.
تملَّك صبري شعور بارد. لماذا يمتلك طفلٌ ختم السلطان؟ نظر إلى البقايا مجددًا. مستحيل.
نظر إلى قطعة المعدن في يده، ثم إلى عظام الطفل، وأخيرًا إلى المانجو البلاستيكي. أدرك أنَّ السلطان مجرد عظم هش، وقطعة اللحم الوحيدة التي كان يحملها معه هي حلمه الذي لم يبلغه: "مانجو" باردة.





































