شاشة عملاقة نبضت بلهيب غزة. ثلاث ظهور، وقارٌ يتّشحُ بالخشوع. الأوسط، أبيض كضميرٍ مُعَلّق؛ كَتفاه عبءُ عوالم. يمينه، بنيٌّ يبتسم للفناء. أما الثالث، فعينُ جمهورٍ يرتجفُ ندمًا.
المدينة: هياكل خاوية، عيونٌ مفقوءة، أنقاضٌ لا نهاية لها. دخانُ الموت يتصاعد، ولهبٌ يلتهمُ حلمًا، فيما مئذنةٌ شامخةٌ تشهدُ وحدها.
هدوءٌ قاسٍ في القاعة. أسئلةٌ بلا إجابة: هل هم صانعو المأساة؟ شهودُ العجز؟ أم أيادٍ خذلت؟
كراسٍ مخملية، وجحيمٌ مشتعل. التناقضُ يمزّق الروح. لم ينبسوا، لم يتحركوا؛ راقبوا الخراب، وأصغوا لثقل المأساة.
الفجوةُ هوّة. عالمٌ آمنٌ يراقب، وغزةُ تتهاوى. ثمة سكونٌ جاثمٌ، تتلاطمُ الأسئلةُ بلا صدى.
ثم، على الشاشة، ظهرت يدٌ صغيرة؛ يدُ طفلٍ تمدّدت من الركام، تحمل ورقة بيضاء. رفعت الورقة بصعوبة، لتقابل أعينهم المنتفخة بدموع غير مُنهمرة. كُتب عليها بخطٍ متعرج: "متى ينتهي العرض؟"