تَجلَّى الليلُ بِوشاحِ السَّدَف؛ أثوابُهُ مُسدَلةٌ من خَيطِ الزُّفتِ، وبُرْدُهُ لا يُبشِّرُ إلا بخفاءِ مُعتَق؛ استَلَّتهُ يدُ الغيبِ كـسيفِ قَصّاص، قد تَدثَّرَ بِجِدِّيةِ المَشهدِ الأخير من مسرحيةِ الكَون.
أطفأتِ الأرواحُ مصابيحَها. تَلَجَّمتِ النَّوافذُ بأختامِ الرَّهبة، كأنَّ الجميعَ يُقايضُ الرُّؤيا بالسَّلامة، مُتأهِّبينَ لِوُلوجِ الضَّيفِ الغامضِ من مَنافي اليَقظة.
جَدَّلتْ "سارةُ" الصَّمتَ حولَ أصابعِها، وتجاهلت لَمعةَ الرَّجاءِ المَخزونة في شاشةِ الهاتف. حينئذٍ، تَسرَّبَت في دهليزِ الصَّمتِ رَجفةٌ مُتوجِّسة؛ أزيزُ مِفتاحٍ لَمْ يُرتَّلْ بِنبرةِ الأُلفةِ المَعهودةِ لـ"أبي". اقتَحَمَتْ دقاتُ قلبِها ضُلوعَها، مُعلنةً نَفيرَ الحربِ في مَعبدِ الخَفاءِ المُستَحكَم.
اِرتَفعَتْ حينَها سَجَفُ الحَقيقةِ أمام بَصيرتِها.
فَما كان السَّدَفُ الذي ائتَزَر به الليلُ إلا قِناعاً شَفَّافاً، أُسدِلَ لِيُمرِّرَ صَفقةَ خَلاصٍ رَخيصةٍ لِمَا هَزُلَتْ أثوابُهُ وتاهَتْ مَلامحُهُ تحتَ غَمَغَمَةِ الشَّمسِ.





































