جلس وحيدًا في الحديقة. رداء الظلمة الثقيل يلفّها، لا يصارعه إلا بقعة ضوء صفراء من مصباح وحيد.
انكمش على نفسه فوق المقعد الخشبي البارد، بكتفين منكسرتين كجناحي طائر أرهقه التحليق. جمودٌ نُحت من يأس.
مرت الدقائق مثقلة، كأنها مربوطة بزمن يرفض الانفلات. فجأة، تحرّكت يده – كمن يحرك صخرة – لتضع ما كان قابضًا عليه على المقعد: هاتف. سطعَت شاشته بصورة ابتسامة واسعة، لوجه لا يخصّه الآن.
رفع رأسه. عيناه محمرتان تلمعان بالدمع. تفرَّس في الصورة، ثم في أصابعه التي وشمت زجاج الشاشة بالرطوبة. همس بصوت أجش: "لقد نسيتُ مَن أنا."
سحب البطانية وغطى ساقيه، ثمّ أطفأ الشاشة. واختفى الشاهد الوحيد على وجوده.





































