صوت القصف المستعر شكَّل خلفية يومية، لكن يوسف ذا السبع سنوات عجز عن إدراك ذلك.
في زاوية الركام البارد، وجد علبة معدنية لامعة لم يطمس بريقها. حملها باهتمام بالغ، وهرع نحو والدته التي كانت تُسعِف جارهم. "أمي، هدية! هل هذا طعام؟"
لم ترفع الأم رأسها، اكتفت بلمسة سريعة على شعره: "نعم يا حبيبي، طعام معلب."
في الليل، نام ممسكاً بها، يحلم بفتحها. مع بزوغ الفجر هربت العائلة من الخطر الداهم. عند المعبر، أوقفتهم جندية. رأت شيئاً بيد الطفل. ابتسمت ساخرة: "ماذا معك أيها البطل؟ هل هي ذخيرتك؟"
أشار يوسف إليها بفخر: "طعام معلب!"
انتزعتها الجندية بفضول، ثم شهقت بصدمة: لم تكن تحوي طعاماً. كان بداخلها كف يده الصغير الذي قُطِع قبل أيام في غارة للعدو.





































