ما يديها الخشنتان إلا خشبي، وقد أهدتني إياه من حزمة قمحها اليابسة.
وجهها الشاحب، عيناها الجامدتان، وثوبها المغبر، كلها تفاصيل لم تكن تعنيني كثيرًا في صخب الحياة، ولكني كنت أعود إليها كلما شعرت بالوحدة. كانت صامتة، ثابتة، بلا ظل.
في كل مرة أعود إليها، أجدها تمنحني جزءًا من جسدها. مرة يديها الخشنتان، ومرة حزمة القمح، ومرة ثوبها المغبر الذي احتفظت به ذكرى.
عدت إليها بعد سنوات، لأجد أنها لم تعد هناك، لكنها تركت لي شيئًا آخر. وجدت نفسي أمام حقل قمح كبير، لم يكن يابساً هذه المرة، بل كان ذهبياً لامعاً. كان كل حبة قمح فيها تحمل صورة وجهها. في وسط الحقل، كان هناك تمثال خشبي، يحمل ملامح وجهي.