سالتها يوما : ماذا يفعل الفنان في حالة " اللخبطة" ؟
أجابت سميحة أيوب : "يقول لأ في أحوج اللحظات ولا يشارك في هدم الإنسان وتشويه المتلقي "
" داخل شارع شبرا في أربعينيات القرن الماضي، كانت توجد سينما صيفية تمرّ من أمامها فتاةٌ صغيرة من برج الحوت، ملتحقة بمدرسة راهبات قريبة من منزلها، وكانت تختلس أوقاتًا للذهاب إليها من أجل أن توزّع على صديقاتها في الحي أدوارًا أعجبتها على الشاشة منذ قليل، وتروي لهن ما شاهدته، وملامحها تضج بالبهجة. لكنها، حين تتلقى سؤالًا منهن: "ماذا تريدين أن تكوني يا سميحة؟"، تخبرهن بأنها تحلم بأن تصبح راقصة باليه.
لكن القدر يمنحها مفتاحًا آخر للحياة، حين تصادف بعد أيام صديقة لها طلبت مرافقتها إلى امتحان التمثيل، لتتغير حياتها إلى الأبد. تضحك في البداية، ثم تبكي حين يوجّه لها زكي طليمات سؤالًا، فتستقر على الحلم.
بعد مرور عام واحد، تقف الفتاة ذات الخمسة عشر عامًا أمام كاميرا السينما، وبعد عشرين عامًا، بقصة شعر مميزة «آل جارسون»، كانت الفتاة نفسها تصافح المفكر الفرنسي جان بول سارتر، حين أشاد بأدائها العظيم ودورها في مسرحية من تأليفه.
تتحوّل الفتاة إلى فنانة كبيرة تتصدر أغلفة مجلة «المصور»، وهي تستعد لدقات خشبة المسرح، التي تقف فوقها بثقة، ولا ترى إلا عيون الجمهور اللامعة. شغلني كيف تلتهم تلك السيدة الوقت بالنجاح".
جزء من مقدمة حوارية مع سيدة المسرح العربي نُشر في جريدة الدستور منذ ٣ سنوات
اليوم رحلت عن عالمنا بطلة كل تلك الحكايات.. سيدة المسرح العربي، رحلت السيدة سميحة أيوب وبقي فنها إلى الأبد ❤️