من أجمل المواقف في مراجعات الترجمات..
ذات مراجعة، عدلت عبارة [الأم التي توفت]..
ليس إلى توُفيت، لأن الصح أن تكون مبنية للمجهول لأن الله هو الفاعل والميت مفعول به، فهي إما توفاه الرب أو تُوُفِي الرجل.. هذه مسألة لغة عربية
لكنني عدلتها [الأم التي ماتت]
الزميل المترجم سألني ليه ماتت مش توفيت، تفرق ايه؟
إجابتي كانت لأن التي تفكر طفلة في الخامسة.. طفلة ماعندهاش فكر مين اللي توفاها وبناء للمجهول وكل ده، هي بالنسبة لها أمها ماتت، هكذا ببساطة وأهمية موتها، ودون اعتبار للبعد الديني والنسب للإله. وإذا نكتبها بفكر طفلة
في جملة أخرى عدلت [أحبك للغاية] إلى [أحبك جدا].. لنفس السبب، الطفلة في الخامسة ستقول جدا وليس للغاية.. إذا نكتبها بلسان طفلة
ما الجميل في ذلك؟
الجميل هو هذا الزميل الراقي نفسه، وقبوله للتعديل باعتبار فنيات السرد وليس صحة اللغة وحدها
هو ربما أقدر مني في الإنجليزية، ولغته العربية وأسلوبه جيدين..
لكن كان قبوله وبساطة قوله "عندك حق" من أجمل ما يمكن أن يمر بالمرء في معاملاته مع الناس
فصباحه خير وسلام ورضا
وصباح الخير على الطيبين، وحدهم وجميعهم، وفقط