تأخرت في كتابه حكايتها فكتبت كاتبتنا الكبيرة (برج الحظ) قصه باسمها, ولم يكن ممكناً أبداً أن لا تكون حكايتي باسمها ...(سارة)!!
فعذراً, ولمن لا يعرف (سارة) ف( سارة) تلك هي عشق قديم !!(أسمعكم تقولون وديت نفسك فداهيه!!)
كانت بداية معرفتي ب(سارة ) في العام 2002 , أكتوبر ربما نوفمبر, ورغم أنها خطيئة كبرى أن أنسى تاريخ هذا اليوم إلا أنني لم أنسى أبدا أحداثه
كانت حصتي الخامسة(غالبا) للصف الثاني الإعدادي في تلك المدرسة النائية في المدينة النائية من مصرنا المحروسة حين كنت أمارس هذا العمل الإضافي كمعلم نشء!!
وتلك المدرسة كانت ابتدائي وإعدادي, ثمانية فصول, فصل لكل صف (قبل عودة سنه سادسة)
وهاهي الحصة الخامسة قد بدأت ولكن السيد المدرس الزميل لم يخرج من الفصل بعد فآثر أن يقتطع بضعه دقائق من حصتي ليكمل درسه ولم أشأ أن أقاطعه, بل كان على أن اشكره!!
ففي تلك الدقائق تعرفت عليها
من لو شاءت البراءة في أن تتجسد لما وجدت أجمل من هذا الوجه لترتديه!!
كان لملامحها الرقيقة الدقيقة مفعول السحر على نفسي بل ربما على كل من يراها فمن مثلها!!؟؟
من مثل (سارة)!!
كان هذا اسمها عندما سألتها
وعندما سألتها عن سبب وجودها منفردة في فناء المدرسة أخبرتني بصوتها الأرق
: أن عندهم(ألعاب)!!
وعندما سألتها: لماذا لا تعلبين؟
هذت كتفيها الصغيرين ومطت شفتيها بما معناه أنها لا تعرف !!
على الأرجح أن مدرسها كان غير موجود أو انه لم يكن هناك مدرسا للألعاب من الأصل (لم اعد اذكر)
تجاذبت معها أطراف الحديث تعرفنا بل أصبحنا أيضا أصدقاء في نفس(البضعة دقائق)
وعندما انتهت تلك الدقائق عرضت عليها مرافقتي لحصتي كان هذا ليسعدني أن تلبى دعوتي ولبت
دخلت الفصل برفتها وأجلستها بجوار الفتيات(المدرسة مختلطة) وقد بدت الابتسامات الخبيثة على وجوههن والساخرة على وجوه الصبية!!
فماذا ستفعل تلميذه الصف الثاني الابتدائي في حصة رياضيات للصف الثاني الإعدادي!!؟؟
لم يكن مهما أن تفهم بل فقط يكفى أن تتواجد!!
اذكر أن (سارة ) أكملت حصتي كلها, بعدها ودعتها على وعد باللقاء
تعددت لقاءاتنا, معها ومع أصدقائها وأصدقائي الصغار, كنت امضي اغلب وقت(الفسحة) معهم ومعها
أكاد أجذم أن الجميع كان يدرك حجم اهتمامي ب(سارة) حتى أظنهم كانوا يعتقدون أنها قريبتي
طبعاً هي منى قريبه وأقرب لدى من أي قريبه!! , لم افهم أبداً لماذا هي مختلفة!!؟؟
ولا لماذا أن متعلق بها هكذا و أأنس دائما بوجودها وبرفقتها!!
فكل الأطفال أبرياء!!
كلهم رقه وصدق و بساطه ولكن (سارة) كانت استثنائية جداً جداً !!
فلأجل (سارة) أي طلب مجاب, فمن يريد أن(يشرب) فليذهب ومن يريد (الحمام) فليذهب ومن يريد من جيبي نقوداً حتى فليأخذ !!!.
انتهى عامي الأول في تلك المدرسة وفى تلك المدينة ولأني ظللت لعام آخر قررت فيه التخلي عن حصص(ماده الرياضيات) طواعية ولأن المقابل ثمن بخس والمجهود كبير
واكتفيت فقط بحصص(الحاسب الآلي) وفقط لتستمر علاقتي بأصدقائي الصغار ولأقطع علاقتي بمللي.
لم يكن ممكنا أبدا أن أتخلى عن حصصي هناك في مدرسه(سارة ) وفقط لأرى(سارة)
حتى ولو يوما واحدا. ولأن اللحظات السعيدة تنتهي سريعاً فكان لابد لعامي الثاني والأخير أن ينتهي هناك
ولكن المؤسف حقا أنى حتى لم احظ بفرصه لوداع (سارة) حينها
لم تسعفني الظروف ولا الوقت ساعتها, وبسرعة أتى وقت الرحيل.
أما الأكثر سوءا أنى لم احتفظ ولو حتى بصوره لها , صورة لأرق وجهه وأجمل ابتسامه يمكن أن تراها عينك
صوره(سارة), ربما لأنه لم يكن لدى وقتها (موبايل بكاميرا ) أو (موبايل) من الأصل!.
بقى أخيرا أن اذكر لكم انه بعد رحيلي من هناك ربما بعام كنت في زيارة لأحد أقاربي وهو من عمري وكان يعمل معي في نفس المدرسة واستمر أيضا بعدى(مدرس أساسي) وكان يقوم بتدريس ماده التربية الفنية(رسم)
إلا انه كان أيضا فنانا موهوبا أيضا يستشعر الجمال ويدركه
عندما سألته عن المدرسة هناك متذكرا أيامي الخوالي
سألته عن الجميع بما في ذلك أصدقائي الصغار وأهمهم ملاكي الصغير(سارة)
لم أكن أتوقع انه يعرفها , فأجابني انه يعرفها!!. لا ليس هذا فحسب بل اخبرني انه رسم لها أيضا صورة!!!!
وأعطاها لها ؟؟...وهى فحسب !!, دونا عن الآخرين مما أثار حفيظة رفيقاتها الصغار فكلهن يردن صورة
مثل( سارة)
وهل هن مثل (سارة)
اخبرني انه شعر بالرغبة في هذا ما إن شاهدها
فلوجه (سارة) ملامح مميزة لا تخطئها عين فنان
كانت هذا نهاية حكاية(سارة) ولأني لم اعرف بعدها ماذا حدث ل(سارة) ولا أين ذهبت ولا لأي مرحله دراسية وصلت الآن ولا ماذا صنع بها الدهر؟؟. فهي عن تلك المدينة مغتربة و قريبي أيضا رحل من هناك بعدها.
ولكنى سأظل دائما متمنيا لها كل الخير والتوفيق , وأبداً أبدا... لن انسي(سارة).