وأنت في مكة
تشعر ان الله يتعمد ان يرضيك
لأنك تعمدت الا تفكر الا فيه سبحانه
وتخنقك العواطف بالبكاء وانت واقف او جالس في حضرته
وكل همك ان تركع وتسجد علي الارض وكل اغراضك وضعتها امامك كأنك القيت بهمومك جانبا ...
والمهم فقط ان يرضي عنك صاحب البيت !
...
وأنت في مكة
تجد من يصلح لك هندامك او يربط لك رباط حذائك ويناولك عصاك ويأخذ بيديك كي تقف لو انك مريض او شيخ هرم او بك عاهة اصابتك ويذهب الي حال سبيله لا يريد منك جزاءا او شكورا !
....
وأنت في مكة
تجد المرأة مهمومة بنفسها كي لا تهرب منها نفسها التواقة للعري الذي اصابها ذات يوم
وتسبق الرجال للجلوس امام الله بكل أدب وخشوع !
...
وأنت في مكة
تأكل وتشرب فقط لتقوي علي
سباق الاَخرين كي لا تفوتك صلاة الفجر التي طالما نمت وسط شخيرك ثم تصلي الصبح
والشمس تلسع قفاك ووجهك وقد تسللت من خلال النافذة
....
وانت في مكة
تشعر ان الايام تفلت منك كانها
حلم فلا تصدق انك انت بهمومه ونزواته وقلة ادبه
مع نفسه ومع الناس وتجد نفسك مطيعا لمن يعظك او
ينصحك او يعلمك شيئا!
....
وانت في مكة
تسمع صوت الأذان كأنك تسمع الله يكلمك ويطبطب عليك ويدللك فتجري اليه بعقل طفل
وحب طفل وكل ما فيك يهرول
مغسولا من الغرور والعنتظة وحب الذات والنفخة علي الفاضي !
...
وأنت في مكة
تحرص علي رؤية الكعبة والطواف حولها وليس تقديسا لجدرانها بل لانها بيت الله واول بيت علي الارض يركع الناس ويسجدون لصاحبه ملك الملك
(ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا ) ٩٦ ال عمران
...
وأنت في مكة
اعضاء جسمك تنسي اوجاعها
وتنشرح خلايا جسمك لهواء مكة المحاطة بالجبال (مسامير وقلاووظ الارض )
وكأنما مسامير جسمك تم تجديدها وتم صنفرتها من الصدأ وعادت اليها حيويتها !
....
وأنت في مكة
تدع الله بدون خجل مما صنعته نفسيتك المريضة وهواك العفن في حق الناس والجيران وذوي الارحام وأمك وأبيك وكأنك في خلوة بعيدة عن الناس وتحكي علي راحتك
وبصراحة امام الله ما فعلته
فلن يفضح سرك بل ؤسترك
مهما حاول الناس ان يتجسسوا
عليك بأحدث المناظير لديهم
وتجد نفسك بعدها مسنودا بظهرك علي ركن متين!
....
وانت في مكة
تشعر ان العالم تافه ومزيف ونسبة النفاق عالية ونسبة الغرور مرتفعة ونسبة الكلام والنميمة قد تجاوزت حدودها
(لا خير في كثير من نجواهم )
١١٤ النساء
....
وأنت في مكة
تري جميع اجناس الدنيا وجميع لغات الارض ويقولون
لبيك اللهم لبيك
...
وانت في مكة
تتواري المظاهر والمفاخر والحناجر وعفن الضمائر
وخفايا السرائر وتصبح العبادة
لله علي المكشوف
....
وأنت في مكة
تشعر الاله واحد ولا اله غيره
وتعرف ان البيت الوحيد لعبادة الله كان في مكة
وتعرف ان الرسل بعثوا لاممهم فقط
اما ابن مكة محمد بعث للناس جميعا
وتجرك اقدامك وراء قلبك لزيارة حبيبك ورسولك محمد
....
وأنت في مكة
تحمد الله انك
كنت في مكة