أترى ذاك الصف المكتظ بالبشر أمام ناظريك؟ أتبصرُ عيناك لهف نظراتهم المترقبة؟ أتصل لأسماعك همهماتهم التي تتداول حروف اسمك وتلوكها بإلحاحٍ مستفز؟ أتدرك أنك محور حديثهم مؤخرًا؟ أعلم أنك على درجة من الفراسة تجعلك تراهم وتسمعهم جيدًا، وتعرف أنهم يرغبون في ذاك الشيء الذي تقبض عليه بيدك الآن... "رقمك القومي"، كلهم يريدونه، يتوقون لامتلاكه، حتى ذاك العجوز الذي تفوح رائحة الطيبة من بين دواخله؛ يريده هو الآخر.
فلتتوخْ الحذر إذًا ولتنتبه، ولتُسرعَ الخُطى مبتعدًا، إنّْ استطعت الهرولة؛ فافعل. ولتخفِه في مكانٍ ما، أو أنه يمكنك إعطائي إياه لأحفظه لك منهم، فأنا كما ترى.. شخصٌ مؤتمَن!. ها أنا قد حصلتُ عليه الآن فلا تقلق، ولكن من باب الأمانة فقط أقولها لك، أني لا أختلف عنهم كثيرًا، في واقع الأمر أنا مثلهم تمامًا ولربما أسوأ، حتى وإن أبديت لك غير ذلك، أتقول بأني احتلت عليك للحصول على هذا الرقم القومي..!! حسنًا يا عزيزي... أعترف بأني قد فعلت. فلا بأس ببعض الاحتيال أحيانًا إذا ما اقتضت الضرورة ذلك، بالله لا تحدجني بنظرة الاتهام تلك، ولا تلومن إلا نفسك، فما أنت إلا... خاسرٌ جديد.






































