انتظرتكِ…
كما ينتظر العاشقُ خبراً يُعيد له الأمل،
كما ينتظر الجسدُ المطر بعد صيفٍ مجنون،
كما ينتظر القصيدة بيتها الأخير.
كنتُ أُهيّئ الليل ليليق بكِ،
أرتب تفاصيل الغياب،
أضع عطرَكِ على المقاعد،
وأجعلُ القهوة أكثر مرارة،
لأُقابل بها قسوة الغياب.
كنتِ موعدًا…
ولم تأتِ.
وكنتُ قلبًا…
وما زلتُ هناك، على أول درجٍ في الحنين،
أعدّ خطواتكِ التي لا تصل.
هل تعلمين ما معنى أن ينتظر رجلٌ امرأةً لا تُجيد العودة؟
هو أن يُقيم في القصائد…
ويهرب من الواقع.
أن يزرع الوقت بالاحتمالات…
ويحصد الصمت.
في كل مرةٍ كنتُ أقول:
ستجيء.
فالعيون التي قالت: “أحبك”،
لا يمكن أن تخون الطريق.
لكن الطريق طال…
والمساءات تهالكت على قلبي،
وصرتُ أكتبكِ… لا لأتذكركِ،
بل لأنساكِ… ولا أنجح.
تعالي…
ولو متأخرة.
فالحبّ لا يعرف الساعة.
الحبّ لا يضع منبّهًا في القلب.
وإن جئتِ آخر العمر،
سأفتح لكِ الباب…
كأنكِ المعجزة التي انتظرتُها
منذ أول خيبة.





































