خرج علينا من يقول إن مطالبة الزوجة بأجرة الرضاع
فيه إهانة للمرأة وحط من مكانتها فالمرأة ليست أجيرة!
ومادرى هؤلاء أنهم بهذا القول يسيؤون إلى أئمة أعلام
فهل الإمامان الشافعي وأحمد أهانا المرأة وحطا من قدرها
واعتبراها أجيرة ؟! لا والله ما أرادا هذا البتة وما قصداه!
فهل الشيخ الذي يأخذ مقابلا على إمامته للناس في الصلاة
هو أجير مهان حط من قدر نفسه ؟!
وهل العالم الجليل الذي يدرس في الجامعة و يأخذ مقابلا
على تدريسه أجير مهان حط من قدر نفسه ؟!
وهل المدرس الذي يدرس في المدرسة ويأخذ مقابلا هو أجير مهان حط من قدر نفسه ؟!
لا يجوز بحال من الأحوال أن نتعامل مع تراثنا الديني بهذه
السذاجة وهذا الاستخفاف فنحن للأسف نفتح الأبواب
لتشكيك المشككين وطعن الملحدين بهذه التصريحات
المتهورة الغير مدروسة !
فكلام الأئمة في مسألة الرضاع كله صواب وكله صحيح
نحتاج إليه !
فلو كنت قاضيا وجاءت امرأة تطلب أجرة على الرضاع
ورأيت في وجهها نضرة النعيم وعز النعمة وتوافر الصحة
وعلمت بعد البحث والسؤال أن زوجها كريم معها محسن إليها
لا يحرمها من طعام ولا شراب لحكمت بأنه لا أجرة لها تبعا
لمذهب أبي حنيفة ومالك!
ولكن لو جاءت امرأة تطلب أجرة على الرضاع ورأيت في
وجهها الشحوب وفي جسدها الهزال والذبول وعلمت بعد
البحث والسؤال أن زوجها بخيل شحيح لا يشبعها ولا يحضر
لها من الطعام إلا الرخيص الغير مغذي
لحكمت بأن لها الحق في أجرة الرضاع تبعا لمذهب الشافعي
وأحمد .