هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • السعادة الحقيقية قد تنتصر على أَعتى الأمراض النفسية
  • الاء
  • جنة من غير ناس
  • ضحكتها حكاية
  • لا تكترث لهمومِ الدُّنيا
  • عزبة السلسول 2
  • الشك المنهجي والباحث العلمي
  • ظل كهف
  • فارس الاحلام الشاطر حسن بكار
  • و إني أراك بعيني جنة
  • سلوك دنئ لكلاب
  • لمسة صديقي
  • شاي الضفدعه
  • مرسال الليل
  • لمن يقدر
  • الشخصيات الجميلة ليست من فراغ
  • عدّى الزمان
  • نجم الليل
  • المبادئ تبلور حياة الفرد
  • معارك المرء التي لا تنتهي
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. مسافرات بلا قطار "الجنة وحدها تليق بك"

قال لها يوماً : " الجنــة وحدها هي ما يليق بك "
===========
بينما الصديقات في ضحكاتهن المفتعلة إذا ب "منى" قد أقبلت عليهن تحمل عدة أوراق وتبدو حالتها كالمعتاد أقرب إلى " الدهولة " ..،
ملابس غير منسقة الألوان .. ملامح لم تعرف أبداً أدوات التجميل طريقها إليها ..، عينان غائرتان وثمة بعض التجاعيد المبكرة جداً على جانبي الشفاه تشي بعقود طويلة قد أضيفت لعمر الفتاة الشابة التي كانت يوماً حسناء ..،
ولكن برغم ذلك ثمة منحة يهبها القدر تلك التي يطبعها الحزن الشفاف على ملامح الصادقين فيكسبهم من الرقة والهشاشة ما يختصر الكثير في طريقهم إلى القلوب فتجد نفسك تحب وتعطف من دون سابق معرفة على حامل هذه الصفات


- هل تشاركينا الإفطار اليوم يا منى ؟ مدت إليها وسام يدها حاملة " المنيو "
لاح ما يبدو كأنه شبح ابتسامة على محياها الكئيب ثم ردت إليها يدها شاكرة ،
- هناك منشور تم تعليقه اليوم أرجو أن تطلعن عليه بشأن الحضور والإنصراف ..،
ثم راحت توزع عليهن بعض الأوراق التي تحملها وهي تستمع إلى التعليقات الساخرة في مجملها ومضمونها حول قائمة التعليمات الجديدة من الإدارة ..
سقطت عيناها على " المنيو " الذي تخلى عنه الجميع ولمحت إسم المطعم السوري الذي يتوسطه ..
تناولت الورقة وما يعنيها فيها إلا الإسم الشامي الذي يحمله المطعم
ككل شيء له علاقة بالشام .. تناثر بعضه فيه ..فاستسلمت للحنيين إذ يعتصر من حناياها ذكرى ما زالت تعيش فيها ،،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ


إن أحلام الصبا لا تتحقق دائماً ..
تظل الفتيات بانتظار فتى أحلام يظل غالباً حيث هو ..،
ولكن منى قدر لها أن تلقى فارسها وتعيش معه سنوات حب شديدة العذوبة ما كانت فتاة لتحلم بأكثر منها
كان زميلاً شاباً وسيم ميسور وقع في هواها وأصفى لها الوداد فبادلته بمثله ..، نوع من الإرتباط الروحي لا يحدث في عالمنا هذا إلا بنسبة تبلغ واحد في كل عدة ملايين !
تعدى الهوى الجسد ليربط الأرواح كما التوائم يشعر كل منهما بالآخر ..،
ولما كانت الفتاة منطوية على حالها كتومة صامتة .. فإن ساحته كانت مستراحها الوحيد .. عنده فقط تتكلم وتعرف أنه يستمع وليس السمع بالأذن فقط ،
إن ما اتفق البشر على تسميته بالحب إن هو إلا وريقة واحدة من ورقات زهرة نمت بسرعة بين قلبين وكأنما هي تسحب مخزون السعادة في عمريهما كله لتقدمه في سنوات طويلة ..، ثم تأتي سنوات قادمات خالية منها ومنهما ..،


على محطة الفراق وقف ينتظر السيارة .. لم يبدو بهذا البهاء وتلك الوسامة من قبل وهو يحتضن كفيها كمن يتعلق بالحياة على حافة هاوية ..
ابتسمت وهي تربت على كفه البارده .. إن هي إلا أيام قليلة ويعود إليها ليكون لها للأبد ..
لكن شيء ما في عينيه جعلها تشعر بالكلمات باردة .. تذبل و تسقط قبل أن تصل إليه !
لم يكن معها .. كان سابحاً في نهر عينيها يرتوي منه قبل صيام طويل
عندها أخبرها أن الجنة فقط هي ما يليق بها ..،
كانت البلابل ترقص طرباً حولها كلما أنشد لها أحد عباراته الغزلية ..، ولكن هذه العبارة تحديداً أسرت قشعريرة باردة في جسدها كمن فتح النافذة على مصراعيها أمامها في إحدى نوات الأعاصير بمدينة ساحلية
كانت كلماته ثقيلة سوداء .. هي تعرف كيف تتلون الكلمات منه وكيف تحس وتبدو ..، لذا لم تجتهد في تخفيف الأمر عليه فهي تعرف أنه يعرف ما تشعر به بلا تجميل ولا مواربة


سافر إلى وطنه .. على وعد مفترض بالعودة .. وعد لم يسعفه القدر إلى سبيل تنفيذه
وكم من شهيد اختصر الله في عمره القليل كثير من التجارب وأنعم عليه بنعم ما كان ليحياها من بلغ من العمر أرزله
يقول الأشهاد أن جسده تناثر قطعاً فلم يجد اللحاد ما يدفنوه إلا أجزاء ..، والواقع أن كل شبر من أرض خطى معها عليها ذات يوم أصبح يحمل جزء منه ..، تحول من الجسد الفاني إلى معنى مطلق تراه بين سطور القصائد التي يعشقها وفي حروف وطنه الذي استبسل في سبيله كمعنى مجرد وحدها من لمسته وعرفته في يوم من الأيام
طوت شبابها بعده وقلبها على وعده وقامت بدفنهما حيث هو وهي تشيع معهما كل حلم نسجه وإياها ذات يوم
ومن قال أن الأحياء هم أولئك الذين لهم قلوباً تنبض ؟ ..، بعض القلوب توقفت عاطفياً عن النبض وبعض الشباب شابوا وماتوا ولم يبلغوا الثلاثين بعد !
لن يكون هناك " ناس " بعد الآن .. سيكون هناك " آخرون " فقط .. كل الناس آخرون مخلوقات أخرى ستتعامل معهم بلا عاطفة
لن يكون هناك ملذات ولا أحلام ولا اهتمامات .. إنها تقيم مؤقتاً في سجن الحياة لأنها ليست مكانها كما أخبرها
سيقولون (عانس ) سيقولون بلهاء قبيحة شاردة الذهن .. وستجازى كثيراً في عملها .. ستتلقى كل صفعات القدر وضرباته كأنما هي على جسد آخر غير جسدها
الجنة وحدها هي ما يليق بها
فقط عندما يجن الليل وتختلي بصورته الباهته ستخبره عن أحداث يومها ..
وتخبره بأن الجنة وحدها هي ما يليق بها .. وبه ،،

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2172 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع