هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • ما بال هذا الهيام..
  • مَواسم الفُراق
  • التسويق في مصر بعافية ١
  • حسان و السمان
  • تداعيات إشكالية
  • عندما يكون الإسهال عرضا جانبيا لدواء ..
  • كتابي السِفر
  • لغة البتاع
  • وطأت قدم
  • أتدري أنها فانية؟!
  • كلمتي الختامية من ندوة مناقشة رواية حيوات الكائن الأخير في مختبر السرديات 
  • قراءة في فهم قضية تعريب الطب
  • شئ….لا يستوعبه عقل 
  • عندك أحسن.. أروق .. أنضف
  • يوم حسن
  • ليس الأمر شاي و لا مج
  • لا وقت للدراما
  • ....لانهم كانوا نورا...
  • شوك الورد
  • مستشفى الخفافيش "سلسلة الموقع الأسود"
  1. الرئيسية
  2. مدونة زينب حمدي
  3. عين واحدة .. (الجزء العاشر)

انطفئت شمعتها ..!
لم تتجاوز الثامنة عشر بعد ..، ولكنها فقدت الإحساس بمذاق كل شيء ..!
إن التعود يربط الإنسان بالإنسان أكثر من الحب ..، وهي تعودت على وجوده بشكل ما في حياتها ..
كما ان الظلم إحساس رهيب .. فإذا ما اجتمع مع إنعدام الحيلة والإرادة كان الإنسان أشبه بجثة متحركة !
المشاعر الآدمية من حب وكراهية وغضب..الخ التبست عليها ..! ..، لم يعد للأشياء أي منطق مفهوم ..، كل شيء قابل لأن يكون على غير ما تراه عليه !ّ
الأبيض من المحتمل أن يكون أحمر ولكنك توهم نفسك بأنه أبيض ..!
المحب من الممكن أن يكون مبغضا منتقما ولكنه يظهر ذلك في صورة حب ..!
الشاب الذي يستميت لنيل ود فتاة ليس بالضرورة أن يكون محبا لها من الممكن أن تكون صديقته !! ويكون له هناك حبيبة أخرى !
والحبيبة الأخرى لا تغنيه عن هذه الصديقة ..!

يرتبط الشاب بفتاة لا تعرف عنه اي شيء لان ذلك ميزه في حد ذاته ..، بينما الفتاه التي تعرفه جيدا وتقف بجانبه في كل عثراته لا تصلح لانها عرفت عنه أدق أسراره !!

ما هذا المنطق المقلوب ؟ كيف صار هو الحقيقة المجردة ؟

الزوجه من الافضل الا تعرف شيء عن زوجها ..، في حين تعرف الصديقه كل شيء ولا تتزوجه ! لأن العلاقات بين الأصدقاء تدوم بينما بين الازواج هي عرضة للإنهيار ؟؟

لكي تحافظ على مودتك لإنسان يجب أن تبقيه بعيداً عن حياتك الخاصة ؟؟

دائره مفرغة من سفسطه غير منطقية أدخلتها فيها هذه التجربه اللعينه ..، جعلتها تفقد الكثير من الإحساس وتكفر بالمشاعر .. وتشكك في نوايا جميع البشر

لاشيء حقيقي يمكن أن يكون ..

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

يعني ايه مش هتدخلي الامتحان .. ؟؟
قالتها شيماء باستنكار غاضب ..، تمالكت هبة نفسها وهي تعتصر سماعة الهاتف بين أصابعها :
مش مستعده نفسيا ومش قادره اذاكر ..، بكره الامتحان ومعنديش فكره عن أي حاجة في المادة !
أتاها صوت شيماء يحمل غضبا مكبوتا : مينفعش تضيعي على نفسك السنه عشان حاجه متستاهلش ..، اسمعي .. انزلي الكليه دلوقتي هقعد معاكي اذاكرلك شوية نقاط يمكن نقدر نلم اي حاجه للمادة بكرة
دمعت عيني هبة تأثراً ..، لا تعرف كيف كانت ستمضي حياتها من دون شيماء .. ، من الجحود أن ترفض دعوتها وهي من ستضحي بدقائق ثمينه قبل الإمتحان بساعات من أجلها ..
ماشي يا شيماء .. ساعه وهكون فالجامعه نتقابل هناك ..،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

ما هذا ماذا حدث للفتاة ؟؟
همست شيماء لنفسها وهي تتأمل كومة العظام الجالسة على أحد المقاعد ..، ملاسها تبدو متسعة كثيراً على جسدها النحيل ..،شحوب يعلو وجهها ويتحول للون غامق أسفل العينيين .. شفاه متشققه وملامح تشي بيأس فوق ما يتحمل سنها الصغير ..

احتوتها بحنان جارف قبل أن تسألها : تحبي نقعد فين .؟
مكتبة المكفوفين .. مكان ما عملنا عيد ميلادي !
كادت تبدي إعتراضها لكن مظهر هبة أجبرها على الإنصياع لرغبتها ..
هناك..
كان أحمد جالساً مع خطيبته إلهام .، وقد أمسك بكفيها وتخللت أصابعهما وبدا كما لو أنهما منفصلان تماماً عن العالم المحيط بهما .،
توقفت هبة وشيماء لحظات يتأملاهما ..
تعالي نروح مكان تاني .. جذبت شيماء يد هبه غير أن الأخيره ضغطت أصابعها برفق تستحثها على الوقوف قليلاً..
هذا الشاب لم يحبها على الإطلاق ..! بل لم يعرف الحب أبداً ..!
إنه يعيش لينتقل بين غصن وآخر بمسميات كثيرة لم يعدم القدرة على خلع تسمية ما لكل فتاة يعرفها ..، يكفي أن يشعر بالسعادة لوجودهن في حياته ..!
هذه صديقه .. هذه اخت .. هذه حبيبة .. هذه خطيبة .. الخ الخ .. وعند المطالبه بالاستحقاق اللازم لتبعات هذه العلاقة لن يعدم الأعذار

من يدري ؟ ربما هو على حق .. والصواب ان يكون للإنسان أكثر من شخص في حياته حتى لا تتمحور حياته ووجوده في شخص واحد يموت إذا ما رحل عنه !

عين واحدة .. لا تدرك قدرتها على الإستبصار الأبعاد الحقيقية للإنسان وللعلاقات ..،

عين واحدة تعطي رؤية مسطحة لا ترى عمق ولا تعتبر لتبعات

هكذا هي حياة أحمد ...

منذ هذه اللحظة .. أصبح أحمد غريباً عن هبة .. وصار بالنسبة لها (شخص) ما .. !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


(يتبع)

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

2141 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع