سأل المدرب اصغر متسلقة هندية لقمة ايفرست "مالافاث بورنا" .. ما هو الدافع لان تقرري خوض هذه المغامرة الخطرة؟
لم تجب ، .. كانت موهوبه و تحب التسلق لكنها لم تكن تملك الدافع .. ، حتي ماتت اختها ..لتكتشف انها - اي اختها - كانت قد كتبت لها رسالة قديمه تخبرها فيها بانها تحلم بان تراها اصغر من تسلق ايفرست ..
عادت الفتاه الصغيرة الي مدربها و اخبرته انها أخيرا وجدت الدافع .. ، و بالفعل تسلقت "بورنا" القمه عام 2014 اي منذ أقل من عشر سنوات فقط .. ، لتخلدها السينما الهندية في فيلم باسمها
بالصدفة و انا ابحث عن سيرة هذه البطلة ، اكتشفت ان مصريين اثنين تسلقا قمة جبل ايفرست ايضا هما عمر سمرة في 2015 و الدكتوره منال رستم في عام 2022 ...
لا اعرف دوافع بطلينا المصريين لأني لا ادري هل سنشاهد فيلما عنهما في يوم من الايام ؟! لا ادري ؟! .. أو ادري 😉
بالمناسبة .. دائما كنت اتساءل .. بعد كل فيلم هندي "ملهم" .. : ماذا تريد هذه الدولة الجراره في المساحة ، الجرارة في عدد السكان ، و الجرارة في الفساد الذي يضرب بعنف مفاصلها ؟! .. ماذا تريد الهند و قدراتها الاقتصادية "الجرارة" نسبيا تكفيها بالكاد .. ؟!
جاءت الاجابة ... هذا الاسبوع عندما غزت الهند الفضاء و حطت علي القمر ... كثالث بلد يفعلها في التاريخ .. و اول بلد يستكشف القطب الجنوبي او الشمالي للقمر .. لا اتذكر ..
التساؤلات تتزايد .. ماذا تريد الهند ؟ ... كيف اقنع علماء الهند ساستهم ان يرصدوا الملايين من اجل مهمة علمية في الفضاء ؟! .. من المؤكد انها استغرقت سنوات و سنوات من التجهيز و الاعداد و البحث العلمي .. حتي تنجح .. ؟! .. هل يعقل وسط كل هذه التحديات و الازمات الاقتصادية ان يكون من بين اولويات بلد معقد كالهند .. غزو الفضاء ؟!!
الهند الغير قادرة علي تغطية كامل اراضيها بالكهرباء ... وصلت الي القمر !! ... ، و يبدو ان الدافع الذي دفع الصغيرة بورنا لتسلق ايفرست .. هو نفسه الدافع الموجود في وجدان ساسة الهند و مسؤوليها ... لكي يفعلوها و يوافقوا علي مشروع ملياري كهذا .. من اجل ماذا ؟ .. من اجل البحث العلمي الذي سيجعل من الهند امة عظيمه .. ، انه ايمان عظيم بالعلم ... و ايمان بقدراتهم .. مع تخطيط يبدوا انه سليم و مدروس .. و وقود كل هذا .. هو الدافع ..
الصين .. الجارة الشمالية للهند ... صنعت منذ ايام ... هاتفا محمولا جديدا اسمه " هواوي ميت 60 برو " ... ، ما المشكلة في الموضوع ؟ .. فالصين تنتج الهواتف الذكية مثلما يشرب العرب السجائر .. ، لا فرق ..
الفارق هذه المرة ان هذا الهاتف بالذات زلزل الاوساط الامنية و العلمية الامريكية لان التكنولوجيا التي صنع منها هذا الهاتف تكنولوجيا محظورة ... تكنولوجيا متقدمة جدا .. و المخابرات الامريكية تحاول ان تعرف لاي مدي وصلت الصين في هذا المجال .. او الاصح كيف فعلتها ؟
طبعا .. نحن يهمنا في الهواتف ان تكون الكاميرا قادرة علي تصوير بوز البطه و بوز الوزة .. و نحن امام مرآه الاسانسير او مدخل العمارة .. و ان يكون 256 جيجا حتي يستوعب اهتماماتنا الكبيرة ..
سألت مرة عن السينما الصينية .. فاخبرني احد الذين عاشوا فترة في الصين ... ان السينما الصينية شغلها الشاغل .. تمجيد الصين و امة الصين و تمجيد رموزها و الفخر بهم و دفعهم الي الامام .و ترسيخ ان الصين بلد عظيم .. ، اذا هناك آلة اعلامية صينية ملهمة ايضا تصنع الدافع .. ..
سؤالي الي نفسي و اليك صديقي : ما هو دافعك .. ؟
الإجابة بسيطه و بدون "فزلكة" يا محمد .. .. الدافع هو تحقيق الذات طبعا .. معروفة يعني .. متفقعش مرارتنا بالكام فيلم الهندي اللي شفتهم ،
الحقيقه - مع الاعتذار للمرارات المفقوعة و منها مرارتي - هي ان الاجابة ليست بسيطه ..او معروفة .. بقدر ما هي معقدة جدا جدا ... لدرجة ان بعضهم ..دافعهم الوحيد هو انه لا زال يتنفس .. و يأكل و يشرب .. اذا يجب ان يذهب الي الحمام .. ! ..