آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة (خالد) زين دومه
  5. تراتيل شارد عن الطريق

مخاض الكلمات

كانت الكلمة, كهفا آوي إليه, عندما تمتلأ نفسي بأطنان من الألم, أدخله في خلسة, في ظلمة الليل, دون أن يراني أو يلمحني أحد, أدخله وقد غلفت نفسي بآكام من هموم الحياة, فلا يبدو مني شيء, أتصبب دخان, يتساقط من جبهتي المحترقة, فإذا دخلت كهفي, أنتزع ملابسي, أتحلل من كل شيء, أقف عارياً أمام مرآتي الصغيرة, أواجه عريي, وأكشف عن تلك القروح التي تنتشر في جسدي, وتعتصر روحي, أظهر ما خلفته من طعنات البشر, أُضمد جراح ألسنتهم المدببة, التي غرسوها في لحمي, حتى بدت عظامي, مثقوبة من حناجرهم الملوثة, أحاول ساعات, إعادة ترتيب ما بعثروه مني, ألملم كياني, أحاول الوقوف من جديد على قدمين ثابتتين, أعلق فوق أرفف كهفي ما تثاقل على كتفي, لأخفف بعض العناء, أُفرغ ما في جعبتي, ثم أحصده وأنمقه, وأفرغه فوق صفحاتي, إن كهفي ضاق بي, فما عاد يحتمل, كنوز من الدمعات, ومئات الغزوات, التي مُنيت بهزيمتها, ألآف التواريخ, التي تخلد ذكرى هزائمي ونكساتي, ليتواصل الألم يمزق من لحم الحي, فكانت الكلمة, هي الخيار الأخير, الذي يشعرني بأنني لا أزال على قيد الحياة, وإن كان ذلك على الأوراق, وفوق الصفحات والأرفف, وفي كهف موحش.

كان نور

في بكرة الصبح الأول, كان ضباب كثيف, يحجب النور, تتحسس الأقدام, تشق طريقها, تتخبط, تغوص في الوحل, تترك أثراً عميقاً في النفس بالضيق, وبعد خطوات تألف الأقدام الوحل, تتفاداه بمهارة, وتمض الحياة.

جوع

كان يبدو على جسدها المكتظ أنه جائع, تتسكع به في الطرقات, تبحث عن الفتات, الذي يسد الرمق, كان زوجها ينزل في الصباح, باحثاً عن قوت يومه, يحمل معوله جالساً في ساحة, منتظراً المصير, وبعد عناء يأتي من يستأجر جسداً كاملاً, ببضع جنيهات, يعود منهكاً إلى البيت, يضع الجنيهات في يد زوجته النافرة, تعد وجبة الهوان, يأكلان وتتوه في الزحام, وفي ضجة الأيام, ما يعلق في الأذهان, وتسير المركب نحو الهلاك.

بقعة

منحها الجشع نقطة سوداء في الجبين, بعد سنوات انطمست معالم الوجه, لم يبقى منها سوى اللون المظلم, وعندما ماتت في الخريف, كفنوها بثياب الحقيقة, كان قصيراً, بقيت قدماها عاريتين, نثروا عليها التراب, وأغلقوا بابها بالطين وأنصرفوا, في المساء, أقتسموا أموالها, وأحتسوا في نشوة, الشراب على روحها الصاعدة.

صلوات

كانت لا تعرف سواه, ولا ترى غير طيفه, يجول في خاطرها, يحيط بها, فهي متطرفة في حبه, تحبه حتى الثمالة, تحمل في قلبها الصغير, شعلة ضوء تنير لعينيها مجاهل الظلام, تحبه كتابا مقدسا, تقرأ في صفحات وجه أيات الجلال, فتملأ الروح منه, فتشع وترقى وتعلو, وتعانق نجمات السماء, تحاور السحب, وتمتطي جياد الريح, فتظل تعرج, حتى تلامس الخلود, هل كان حبها له نفحة أبدية من صميم الوجود؟ فصارت عبر الأوردة والشرايين أنهر من دماء.

كان حبها غريبا يوم ولد في قلبها, ولد فتيا يانعا قويا جلدا صبورا, لم تصفعه الأيام, لم يشيخ, لم يضعف كما يدب الضعف في أوصال الحياة, بات ماردا, لا يقف في وجهه أي أخطار, سحق كل شيء, لا يعبأ بشيء, يمضي فاتحا غرفات قلبها وأعصابها كالريح الهوجاء, كعاصفة, كطوفان نوح, وحيا أبديا لم تقاومه, فتركته يحتل منها ما يشاء, حتى أتى على كل شيء, خلًف وراءه غزوات, وأنهار من حنين, بساتين لا تعرف الفصول, كان فصلها الوحيد الربيع الدائم, الساكن في زواياها, روته بوابل من العشق, كان إذا غاب عنها يوما أو بعض يوم, خلف أثار حرب, وجرائم لا تبقي ولا تذر.

وكان هو كجبل الجليد, لم يطأ الدفيء قلبه, كان فارغا من كل شيء, كانت ملامحه صرخة في وجه الحياة, وحاجباه مقطبان, دائم العبوس والشقاء, يفصل أثواب الشجن, ويتأنق فيها, ويصنع منها ما يشاء, من أثواب مطرزة بالكراهية, مطعمة بالنفور, عندما أعلن الحرب على حاله فشل, وحمله على المزيد من الخواء والسكون والقسوة.

كانا نقيضين, لا طريق يجمع بينهما, فكيف ألتقيا؟ كيف غزا حبه قلبها؟ كيف أستوطن الجليد قلبه؟ لا أدري لماذا كان لقاء!

الجدار

عندما خرج صوتي للمرة الأولى, باكيا استشرف الحياة, بعينين مغمضتين, لم أكن أعلم, أن البكاء سيستمر طويلا. صراخاتي أسعدت أمي وجدتي, كان رد فعلهم حين سمعوا صراخاتي إبتسامة. كان بطن أمي مريح, الطعام السهل الجيد, والإستغراق في النوم, صوت ضربات قلبي, تستشعره أمي ضربة ضربة, لعله يُسمّع في قلبها. في الأشهر الأولى, لم أكن قد أكتملت, أعضاء غير واضحة المعالم, علقة عالقة في رحم أمي, ذلك الجدار الصلب, كان الطريق إليه شاق, مغامرة شرسة بين ملايين من الحيوانات المنوية, سباق أجهد الجميع, الكل يحاول أن يظفر بالحياة, بالخروج إلى عالم الشمس والهواء, في اللحظة التي أنطلقنا فيها من صلب أبي, كان الأمل يحدو الجميع, بأن يفوز وينتصر في معركته, كنت في الدفقة الأخيرة, سبحت لألتصق بالجدار, كنت في طريقي, أرى الملايين التي تهوي, تسقط مجهدة, تموت من فرط التعب, كان بجواري أخ ذو عزيمة, كنا على على خط واحد من الأمل, والطموح, حفزني وحفزته, لعلنا نصل سويا, لنلتصق بالجدار, فنخرج إلى الحياة سويا, لكن في اللحظة الأخيرة, وقرب النهاية, ونحن على مقربة من الفوز بما نحلم به, في اللحظة الأخيرة, ودون مبرر, سقط أخي, مددت إليه بذيلي, لكنه قد هوى, نظرت إليه وأنا ملتصق بالجدار, أحدث نفسي لماذا؟ بعد كل هذا العناء, ليته مات في بداية الطريق, في منتصف الطريق, تعبنا من أجل أن نلتصق بالجدار, وبعد أن كان بينه وبين الجدار لا شيء يموت, أسفت عليه, وكدر يوما كاملا من فرحتي بالانتصار الكبير الذي حققته, ما أنا وحدي بعد أن سقط الجميع, ما هذا الفراغ, أنني متوج بشيء في رحم أمي, ترى ما يكون؟ أنا نصف كائن الأن, وهذا الشيء يعطني شعور بالقوة والإكتمال, صرت ضعف ما كنت عليه, جسدي بوم ملامح بدأت ملامحه في الظهور بدأت تنبت لي أشياء, تكوين جسدي يتمدد, ثم يتكور, حيزه يزداد, حجمي يكبر يوما بعد يوم, بدأت تنبت لي يدا وأقدام, وعين أبصر بها بعد أن أبصر بلا عين, وأتكلم بلسان وصوت, بعد أن أحدث خيالي ساعات دونه, أنف فم, ماذا يحدث لي ويتغير في جوهري, بدأت في ركل الجدار, الذي يحيط بي بقدمي, أو بيدي, استشعر أن المكان ضاق علي, ماذا لو أستمرت الأعضاء تتزايد, فالمكان لا يتحمل, نعم هو يتسع كلما كبرت, لكنه ربما أنفجر, أن تعد الحدود في الشهر التاسع, بدأ القلق يتزايد عن الحدالمعقول, لكني كنت أتناسى أحيانا وأكتفي بموضعي, وراحتي وأبتعد عن كل ما يسبب لي القلق والأرق, لا بد أن هناك شيء سيحدث, يغير مجرى ما أنا عليه, ربما أنتقل إلى مكان أوسع بعد, يزداد أيضا الأشياء تتغير بسرعة, متزايدة, فهذا الشيء الذي أسكن وأقبع فيه, تزداد حركته, عن المألوف, أشعر بأني أنزلق, ماء يحيط بي, أشياء تأخذني إلى أين لا أدري, يد تمتد لرأسي, شيئ يحيط بها, يحاول جذبي, إني أنزلق, لا أريد الخروج, لكنهم أيد قوية تسحبني, ما كل هذا الضوء, رغم أني مغمض العينين, ما هذا الفضاء الرهيب, الذي أرى, أسمع أنات وصراخات, أرى كتلا أمامي تتحرك, اسمع أصوات أخرى, غير الصرخات, همهمات أنهم ينتشلونيي, كأني كنت أعيش في قبو أو كهف, أرجل تتحرك, تجري في وسط الغرفة, جسدي الناعم الصغير يلف في خرقة قماش نظيفة, كانت مجهزة لأستقبالي, الإبسامات تتبادلها النساء, تحيط بي ذراع أمي المنهكة, بدت عليها السعادة, عندما أخبروها بأني ولد, شمخت بعنقها وأحست بفخر عظيم, كأن أبي هناك وجدي, يجلسان خارج البيت, على المصطبة, يدخنان وينتظران البشائر بالمولود الجديد, خرجت جدتي مسرورة تبتسم لأبي, وتقول له مبارك يا أبو الفتى, شمخ أيضا أبي بعنقه, كأنه أنجب أبو زيد الهلالي, قبل رأس جدتي ويديها, وانطلق يخبر بها كل من يقابله, ليهنأه ويبارك له قدوم ولي العهد المنتظر.

انفصام

ألتقينا في الصباح, كان الزحام شديد, والجو دافيء, والأقدام السائرة تهرول, كأنها على ميعاد, وقد تأخرت. مشينا بخطوات وئيدة, كانت خائفة تتمهل, تنطلق عينيها في كل مكان, وجهها له حمرة خوف وخجل, أخترنا مكانا متطرفا, بعيدا عن العيون, جلسنا, نظرت في الماء, الذي يجري من أمامنا, نظرة طويلة, كانت ساهمة, يبدو عليها الشرود, فيما تفكر؟ لا أدري, ولكني أظن, أنه ضميرها يوبخها, إنها حائرة بين قلبها وواجبها, بين أن تترك نفسها لمشاعرها المفقودة, والتي أذابتها الأيام, حتى نسيتها تماماً, وهي تبدو لها على بعد خطوات قصيرة, حتى تعيد الشعور به. دائما ما تنغص على نفسها لحظات السعادة, كأنها أدمنت لحظات الشقاء, لتمتد إلى أعوام, وإلى عمر كامل. تسير أمامه, بخطى فيها شيء من الدلال, تريد أن تكون مرغوبة, تتطلع لها العيون, تأكلها وتفترسها, إن هذا الشعور يمتعها, ويجعلها سعيدة, وتزهو بنفسها, جلسا على أريكة, في نهاية الممر, طلبا الشاي, ثم بدا عليها الشرود ثانية, ولكن فيما يتحدثان؟ إنه ليس من حقهما أن يعترفا بما في قلوبهم, فكل قلب هو ملك لغيره, هما في الحقيقة لم يمتلكا سوى الوهم, يعيشان عليه, ويرويان نفسهما من ماء مالح, لا يروي ظمأ, ولا يُشفي غُلة, تطلعت إليها, كانت عينيها الكحيلتين, على شفا جرف من الإعتراف والبكاء, كانت تريد أن تبكي, أن تصرخ في وجه الهواء, القائم بيننا, في وجه الحياة, وتتسآل لماذا؟ لكنها لم تجرأ على فعل ذلك, جاء الشاي, كم ملعقة سكر؟ سألتها. قالت: اثنتين, قلبت الشاي, وضعت عود من النعناع فيه؛ لتهدأ أعصابها المتوترة, يبدو عليها القلق, إنه ينهش فيها, ويربكها ويجعلها تشرد بعيدا, لماذا أنت خائفة؟ إن بيننا وبين من تخافينه مسافات, لماذا يساورك القلق بهذه الصورة المخيفة؟ ابتسمت لها, لعلها تطمئن قليلا, أبتسمت في وجل, أمسكت بيديها, ضغط عليها برفق, قالت: إنها ليست مراهقة, كي لا يظن بها الظنون, تباطئت في الحديث, كانت كلماتها متقطعة, نفسها قصير, كان الشقاء حليفها منذ نعومة أظفارها, لم تنعم بالراحة والأمان, كان الخوف هو القاعدة الأساسية في حياتها, وحيدة رغم ما يحيط بها من الأقارب, كانت عينيها مغرورقتان بالآسى والحزن, أقتربت مني, كانت تحتاج إلى أن تُلقي بنفسها بين ذراعي, أن تُلقي برأسها على كتفي, ولكنني لم أكن أريد أن أتلقها على صدري, في أول لقاء بيننا, قبلت رأسها ونحيتها قليلا, بحثت عن ذراعي, فلم تجدهما, تحدثت عن حياتها الأولى, وعن ظروف زواجها, عن الحب الذي كانت تبحث عنه, وانتظارها ما لم يجيء.

العودة

 إنها ترحل من كل شيء, إلا الذاكرة التي تحملها معك في كل مكان, أراني يئست وعاد طيفها يؤلمني, أبعد كل هذه السنوات؟ تدور الأرض دورتها, وتعدو الأيام وتقف هناك, إنها أشياء لا تُنسى, تبقى محفوررة في القلب, وتظل تُطل برأسها من حين لأخر, تُطل لتطمئن على أنها مازالت تتحكم وتبقى, أن موضعها ثابت, لا يتزحزح, آسف على الوقت الذي مر بلا جدوى, يحرث فينا الأمل, ثم هو يخذلنا, ويشق بعصاه رأسنا, ويشطرها نصفين, أترى يقودنا إلى أين أتدري؟ أتعرف إنك دائما تاءه, أشعر بيأس شديد يحوم حول رأسي المكلوم, إنها رحلت كما ترحل الأشياء, وباقية حيث تبقى قي الذاكرة, لا تترك له متنفس, إلا جحيم الفراق, أتراني أريد أن أنساها بالفعل؟ أم أني أخادع نفسي, كي تعود من مرفأ الوداع.

لا أريد إلا أن أعود لنفسي ثانية, أعود إلى هناك, الشاطيء القديم, الأغنيات التي أحببتها, وعاشت فيا زمنا, ولا تريد أن تغادر, أريد أن أكون أنا الأعلى صوتا, في دنيايا التي أحببتها وعشقتها, أن أعيش بداخلها, من حقي أن أحتفظ بها في نفسي, وأنا أريد الرجوع, إننا نتعاون من أجل العودة, من أجل البقاء على ساحة الموت, أحيانا نعاني الحرمان, الذي يطل برأسه من خلف كل جدار, أحتاج إلى أن أكون أنا بلا زيادة ولا نقصان, بلا تبديل, ولا تحريف, بلا قصور, كم أحتاج من الوقت, كي أعود إلى نفسي التائه, أريد أن أكون أنا بلا رتوش, ولا تغيير, يعترني من الداخل, أو الخارج. هل تشعر بألم في صدرك؟ إن صدري لا يعرف إلا الألم, إنه فرن, صهد ناره تحرق حياتي كلها, وكيف إذن تعود؟ وما هي رؤيتك كي تعود؟ وهل تجد نفسك بعد طول الغربة؟ وطول السفر والهجرة؟ هجرة الروح والنفس والقيود, الغربة الساكنة منذ أعوام؟ ألا تسيطيع أن تكمل حياتك بهذا الطاريء الجديد؟ أنت تطلب المستحيل, إن العودة صعبة. أعلم ذلك, ولكن لا مفر منها بالنسبة لي, كيف تطلب مني أن أكون غيري, وأن أعيش بأشياء, ليست لي, ولا صلة لي بها, إنك تطلب مستحيلا, قد يكون هذا بسيط, لمن لا هوية لهم, ولا يعرفه شاطيء, يرسو عليه, ولكني أعلم من نفسي الكثير, ما يشقيها, وما يسعدها, كيف أتجاهل كل هذا, لأكون غير بالإكراه, إن الرحيل قادم, والهجرة مكتوبة, فوق الجبين, العين التي لا تراها يستشعرها القلب, ويحس بها.

 إنك مضطرب الخاطر, مضطرب الفؤاد, فكر في الأمر مليا.

الأعمى

 كان يبحث عن الحب, لكنه لم يجده, تاه في طرقات المدينة الواسعة, داسته الأقدام, لم تشعر بها إلا بعد أن أصبح جثة هامدة, رفعوه من على الأرض, ثم كفنوه, وحملوه فوق خشبة الموت, وحفروا له قبرا, وضعوه في حفرة عميقة, وألقوا عليه التراب, قرأوا الفاتحة, وانصرفوا كل إلى عمله, لم تختلف الحياة كثيرا, عما كانت من قبل, كما رحل الكثير من البشر رحل, كتب الموت على كل شيء, فلماذا لا يموت الحب أيضا, أقاموا له بعد أيام حفل تأبين, تكلم البعض, النفاق الكذب ودعو له من خلف ظهورهم بالرحمة, ثم أنصرف الجميع إلى دورهم, وقفت قليلا بعد أن رحلوا, تملكني الفزع, ثم رحلت, كما رحلوا, لم أعد أتغنى بشيء, كيف لي أن أتغنى بالموت, وهو يفطر كل قلب, شحنت نفسي من ذاكرة الماضي, لكنها لم تجدي نفعا, أنام مبكرا وأصحوا للعمل, ثم أعود لأنام مرة أخرى, وتمر الأشياء من حولي في وتيرة واحدة, لأن كل شيء تغير, لون عيون الأخرين, والشفاة التي كانت تبتسم بهتت, كل بريق في وجوه الناس انطفأت, تحول إلى لا معنى, أستغرق الأمر سنوات, لينبت شيء جدديد, لكنه لم يكن, لم يجيء, كان يجب أن يتأخر, يعود إلى الخلف, كي نعرف أن نعوض, أن ننتبه, فالجرم كان عظيم, لكننا لم ندرك حتى صوت الطيور, تغير كأنه شكوى, ونحن لا نفهم ما يقصد, الألفة لم تعد, خفت النور لدرجة كبيرة, لم يعد يظهر أي شيء سوى أشباح تتراء لنا, تملأ القلب رعبا وآسى, إنه المجون, السحر المكنون, في أطراف أثوابنا أو ما سرق منا, أتظن أنك فقدت شيء, بل أنت فقدت كل شيء, أشياء تراها, وأشياء تسكن, ولا تراه, وأشياء لم تمت, في ذاكرتك أتنوي البقاء على هذا النحو من اللا شيء, من اللا معنى, وما يضيرك إذا إذا كنت أعمى, وأنت مبصر, ولا جدوى من بصر عليل لا ير سوى لون واحد, يتحدث عن الأحمر والأخضر والأزرق, وهو لا يعرف معنى ما يقول, يخدعه خياله, وينقل عن الأخرين ما أملي عليه, كل لون لا لون فيه, إنما هو لون واحد, وسيرة واحدة, ينقل ما تتناقله أذنه, حقائق ثابته, يرى بأذنه ما لا يعرف الشعور, إنها أكاذيب القلب والعقل, مناوشات الهروب من الإعتراف بالعجز, بأن هناك نقص في المخيلة, الصغار ينقلون ما لا تراه عيني, مئات الأحاديث, نقطة البدء, أنا الآن في وسط طريق الأخرين أشعر بشعورهم, وأنقل خُطايا بأقدامهم, فأنا مبتور الساق, لأن عيني لم ترى, نعم لي قلب, لكنه صناعة الأخرين, هم من أنشأؤه صنعوا فيه, ما أملت عليهم عيونهم, وأنا أنقل عنهم, حدثني لسانهم عن عيونهم, التي ترى, يرسمون الحدود والبدايات والنهايات, ويحشون في الهيكل الأجوف ما يرون, آكون صناعة غيري, فلماذا لا أفكر بعقولهم, وأشعر بقلوبهم, أنني أرى بعيونهم وبقلبي أرى أشياء لم يروها, أنقل لهم, ولكنهم ينكرون لا يعترفون بعيون القلب, إذا ليس للقلب عيون, إنه يضخ الدم, ولا علاقة له بالرؤية, فهو أعمى إن كان بلا عين, أيعقل أن تكون قلوبهم لترى ما أرى بعين قلبي, أحجبت عيونهم ما يراه القلب, ولا يستطيع أن تنقله العيون, أو الألسنة أيعقل أن يفقد مهامه الرئيسية, كل ما يستطيع أن يحمل دما, كأنما يحمل قربة ماء, بلاص لا قدرة له على فهم ما يحمل, كل ما في الأمر كرات من دماء حمراء وبيضاء, أليست حية لها نبض, يحس إنهم لم يتركوا للأعمى شيء, إنهم يمنون عليه, إذ يسحبونه من يديه, ليضعوه على الطريق ثم يتركونه, بعد أن لقنوه من جعبتهم ما أستطاعوا, يحاول أن يريهم أن له أيضا ما ينقصهم وأن يعطيهم كما أعطوه, ويلقنهم كما لقنوه, لكنهم لا يستمعون إليه, كلامه مرفوض كلية, فلا شيء عنده, هو خاوي, يحتاج دائما إلى العطاء, من الأخرين, هو لا يمتلك ما يمتلكون, في صباح يوم ما خرج وحده بعد أن ضاق ذرعا بهم, إنهم لا يستمعون إليه, ولا يعطونه الفرصة, ليقول لينقل لهم ما لا يرون, صورة واضحة من قلبه, قطعة صادقة مما يشعر به, خرج في بطيء شديد, يحمل خطواته الثقيلة إلى الخارج, تعثر في خطواته مرة وأخرى, كاد أن يقع المرة بعد الأخرى, مر على الكثيرين, أرادوا أن يأخذوا بيديه, لكنه أبى أن يعتمد على أحد منهم, في خضم ذهوله واستغراقه, في إثبات ما أرد, أن يقول مرت سيارة لتطيح برأسه المثقل بالهموم, المثقل بالأفكار, أطاحت برأسه المنكوب, كل جزء تناثر تبخر مع ريح عاصفة حملته إلى بلاد بعيدة, عن البشر, عن الكائنات, في لحظة الإطاحة شعر بخفة رهيبة, بروعة أن تكون بلا أفكار بلا هموم, أن تفقد أن تكون كالآخرين بلا عيون, في اللحظة الأخيرة, قبل الانفصال أبصرت عينها الحقيقة, أنه لا يجتمع بصران, وأن العمى خيار بين العين القلب, وأن أحدعما يمحو الآخر, في لحظة الهدم كان البناء, الذي يشبه الحقيقة الغائبة.

هذا المساء

كان مساء عجيبا عندما التقت قلوبنا على شيء واحد كنا متنافرين نسير في طريقين متباعدين لم نلتقي ابدا على شيء روحينا هائمتين كل في عالمه الخاص وقعتين العيينين في شرك ما حينا اجتمعنا على ذلك الشيء بحثنا عن اشياء بداخلنا تلتقي وها هي ذي تعمدت ان انظر في عينيه واطيل النظر اليه لكنه هرب بها بعيدا كانه ينظر الى السماء والوقت حتى ينصرف كان مساء غير كل المساءات التي القينا فيها كان الاختلاف هو سيد الموقف بيننا ربما وصل الى التنافير في بعض الاحيان ولكنه لم يصل الى العداء رغم التباعد الذي كان يزداد يوما بعد يوما لعل قلوبنا كانت تبحث عن هدنة تلم الليلة كان في عينيه اشياء ولكنه لم يرد ان يبوح بها هل امره قلبه ايضا بهدنه ربما اعتراني شعور بالدفيء جعلني اتمنى لو طال اللقاء بيننا الى ما لا نهاية تسرب الى نفسي اني اتغير هناك ترتيب اخر يحدث بداخلي يصيغ انفاسي بنبرة مختلقة الضباب الداخلي ينقشع رويدا رويدا لتبدو صفحة النفس انقى من اي وقت اخر الالوان في تلك الليله اصبحت اوضح تتبدل ما بين الوردي والبنفسج والجوري السماء مطلية بنجمات صبية ضوئها باهر يقع على العين انجم مطرزة بحبات من لؤلؤ مكنون يجلس امامي كعادته منذ سنوات نتجادل ونخوض غمار النقاشات السهلة والهينة والوعرة حتى ننتهي بان نفترق وكل منا ليس عنده شك في عدم اللقاء ثانية فراق بلا لقاء اخر منشدةما يتطاير اثر المناقشات والحدة في معالجة الامور وحلها لم يطر لأذهننا يوما ان نجتمع على شيء فلماذا هذه الليلة ايكون السحر هو ابعد ما يكون من هذا الامر وحتى ان ما بيننا لا يجعله يفعل ذلك ذم انه اشد ثبات مني انني غير واثقة مما يدور في خلجات نفسه الان وربما يكون شعور بانه يعرب بعينينه غير صحيح وانما اشعر به هو خاص بي لا يشاركني فيه ان هذا المساء غريب حقا نقطة فاصلة في شعوري المتناقض الغريب لماذا اريد ان اوصل له رسالة استبعدها انا ويلحي علي فيها قلبي بارسالها اليه صراعي مع نفسي الان لا بد ان يكون هناك صراع اعيشه ولكنه الان مع نفسي وما اقسى ذلك الصراع حين تحارب نفسك وتثور عليها وتعد العد لتغزو نفسك وتحاول ان تحرر نفسك من نفسك وقد تنهزم وترفع الراية البيضاء لها وتأخذك اسير الى ما لا ترغب ولا تحب وتظل تفرض عليك عقوبات صعبة حينا ومهينة اخرى وانت لا تقدر على الرفض والعصيان وقد تراها وهي تقودك نحو الهاوية وترضخ لها كالمسحور يملأك الضعف وتظل حتى تتهدم ويضيع كل ما بنيته في سنوات الضنى اخذني خيالي الى تلك النقطة التي تجعلني اتراجع واعود الى زاوية من الحياة التي ترهبني وتخيفني من الاقبال فارتد على عاقبي مسرعة ولكن شيء ما يجعلني هذه المرة ان اهزأ بخيالي وان اسفه ما يقول واهزأ له ان خيالي هو الاخر تغير او يتعجب لامري فقد كنت اخذ كلامه جائما على محمل الجد فما الذي حدث انه حقا مساء غريب انه كنا هذا المساء طويل ولا ندري ما الذي جعله يختلف عن كل المساءات السابقة علا فيه شيء لم نكن نراه من قبل استجد فينا امر لم نكن نحس به او لعله ولد في غفلة منا وظل يكبر فينا دون ان ندري به من رعاه واهتم به وكان يغذوه لا نعلم من امره شيء ايي فجأة في مساء كهذا ليطلبنا بحقه في ان يخرج الى الحياة بعد ان سجناه بداخلنا سنوات امتدت فلماذا الان ولماا هذا المساء بالذات اراد الخروج ويريد ان يفرض نفسه ان الحيرة تتضاعف والشك في امر عقلي بدأ يساورني ويستوقفني وانا حائرة تائة بينها جميعا

خلف النافذة

كان وقوفها يمتد لساعات طويلة, لم يكن الملل يتسرب إلى قلبها أبدا, بل كان أملا يملأها, ويشحذ عزيمتها, كان الحب هو عمودها الفقري, الذي تتوكأ عليه, فيمنحها القوة والصلابة, لم تكن جميلة, ولكن لها روح تملأ الأجواء سعادة, كانت ابسامتها ساحرة, لعل ذلك لأنها تخرج من قلبها مباشرة, كنت أحب تلك الإبتسامة العابرة, كانت تضيء وجهها, وأنا أمر من الشارع, وهي على مقربة, فلا أنظر إليها, لم أخطف نظرة واحدة, وأنا بيني وبينها خطوات, كنت أمر وعندما أبتعد أختلس تلك الإبتسامة, كانت هي أيضا حريصة على إعطائي إياها, لم نتكلم كلمة واحدة, وإن دارت ألآف الحوارات بالعين, وبالنظرة الخاطفة, كانت تطول لساعات أيضا, نظرة واحدة, تجلس في غرفتك في المساء, فتتلقى أحاديث لا نهاية لها, لا أنكر خلبني ذلك العود المصلوب على الباب, ينتظر أن أمر من أمامه, هل كنا أطفال, عندما كان الشغف يقتحم قلبينا الصغيرين, إن شيء عظيم ظل قابع في أعماق النفس, لا يبرح, رغم مرور الأيام والسنوات الطوال, لكما مر على الذاكرة شيء من طيفها حتى عند مروري بالمكان, ورغم أن كل شيء تغير, وأنطفأ المكان, لم يعد هناك البريق القديم, إلا أن شيء يتحرك, يحاول أن يخبرني بشيء, ولكني أتجاهل كعادتي دائما, أحيانا كثيرة, كانتا تقفان كتوأمتين, هي وأختها, كانتا رقيقتين, وكان باب البيت التي يقفان بداخله قليلا, تبدوان كزهرتي نرجس, تفوحان عطرا, وتنشران فيه جمالا خاصا, هيبة الحياة إنه نفس المكان, الطريق لم يتغير, البيوت كما هي, لم تعد هناك, فقط هي الغائبة, لم تقف في مكانها المعهود, فلا البيت هوهو, ولا المكان هو المكان, ولا شيء, إنها أشبه بصحراء قاحلة, يتم متصل, وبكاء وعويل من تراب الأرض والجدران, إنها لم تعد تقف, فتغير الوجود, ودار الزمان دورته المؤلمة, ذلك الشعور ولم يكن هناك, كلمة واحدة, إنما هي الوقوف على عتبات العشق المستحيل, هل فكر في يوم أن يتزوجها, أن يتقدم لها, لم يكن ذلك في الحسبان, إنه عاش وهو موقن, أن الرفض سيكون مائل طلبه لا شك أن الفقر عيب كبير, وأن الناس يبحثون عن ما يريح أبنائهم, وأن الحب لا يكفي, وما لنا والحب, إنه ليس من أهلنا, ولا صلة لنا به, فليذهب إلى الجحيم, إن كان الفقر ملتصق به, لا يبرح له مكان, هل كانت تعلم إنه يخشى هل كان قلبها يسوقها دون وعي؟ وقفاتها مصلوبة لساعات هل كان لها نهاية في مخيلتها, كانت تحبه, لا شك وكان يحلم بها لياليه, ولكن كانا يعلمان أن النهاية, ليست لهما, وأنهما يتغاضيان عن الحقيقة, يهربان منها, كانا يؤمنان بها, لذا لم تكن هناك الكلمات, وما جدوى الكلمات, لعلها تؤزم الأمر وتجعله ينتهي نهاية مؤسفة, يتحطم قلبيهما, كان ذلك يخفف حدة مصرع ما, نما في قلوبهم, ولم يكن لأحدهما يد في ذلك, إنهما لم يجرما, كان حكم القلب, الذي لا سلطان لأحد عليه, ولو كان الأمر بيد الناس, لم وجد على ظهر الأرض عين تبكي, ولا روح تشقى, ولكان كل شيء صامت جامد, لا حراك فيه, هل كانا يشعران بكل هذا, جائز ولكن لم يريد مواجهته, في الوقت الحاضر, فليقتنصا من الحياة القليل, قبل المواجهة الحقيقة, فهل كانت تنتظر أن يأتي, وهو لم يفهم ذلك, وما الحائل, كانت تراود خاطره, أفكار غريبة, ربما يبرر بها عدم ما يشعر به من جفاء الحياة له ولأمثاله, مضى إلى حال سبيله, دون أن ينظر إلى الوراء, فكل الأشياء في هذه الحياة, تتبدل وتنتهي فلماذا لا يتبدل قلبها وقلبه؟ وينسى كما نسي أشياء كثيرة في حياته, الأمل والغد المشرق

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339000
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196256
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185003
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133752
6الكاتبمدونة مني امين117540
7الكاتبمدونة سمير حماد 109786
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99703
9الكاتبمدونة مني العقدة96402
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95744

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1546 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع