إن ما يسمعه الغرب أو يقرأه أو يراه منا صورة نمطية قديمة, يتناقلها الكتاب وتتوارثها الأخيلة, من إننا أمم أشبه بوجوه بشر, ونفوس متوحشة, تملأ الأهواء والغرائز, عقولهم وقلوبهم, ولا مكان في الرأس لعقل يفكر, ويرسم لنفسه منهحا إنسانيا يليق به, إن أنيابهم لا تنفك تبحث عن فرائس تشحذ بها نفوسها المتعطشة للدم, فان لم يجدوا من يقاتلونه ويحاربونه, حارب بعضهم بعضا, وأقتتلوا فيما بينهم, ورفعوا أسلحتهم ووجههواها إلى رءوسهم ولو أتحدوا فيما بينهم, سعوا لمحابة الأخرين ممن ليسوا على شريعتهم وعقائدهم, فحياتهم قائمة على رؤية الدم يسيل يروي ظمأ نفوسهم المريضة, وما يرى عليهم في معايشهم من انحلال وفساد, حجة قائمة على فساد نفوسهم, وفقر قلوبهم, وخواء عقولهم من التفكير السليم, إذ بدعون أفضليتهم وهم أرازل, يعيشون عالة على نتاج الغرب, ويهاجمونه ويسبونه ويلقوا في وجهه بعصا الحقد, وضغينة تؤجج, ويتوارثونها فيما بينهم, ويعلمون أبنائهم إياها, فينشأ حاقد على الغرب, ناقم على علومه, التي يتلقاها فاتحا له ذراعية, غالقا قلبه لها فإذا أتجهت أنظار الغرب إلينا صدق ما يخطه أقلام كتابهم, فنقف بآياد مقطوعة, ننتظر من يذود عنا ويدافع, ونحن جامدون, فالإعلام وأغلب المسيطرين عليه من اليهود وأذنابهم, يجدون أيضا في نقل الصورة المعتادة من وحشيتنا فيقبلها الغرب مصدقا لما يقرأ أو يسمع, فالحروب بينهم والاسنبداد والطغيان, هي قواعد أصلية في حياتنا كأننا نؤكد ما يرموننا به, نساعدهم على هدمنا, لأننا جراثيم يجب أن تباد, وأن ذلك أصلح للبلاد وللعباد, كل ولم نحاول أن تكن يدنا ندافع بها عن أنفسنا نصحح خطأ مقصود أو غير مقصود ورائه نية حسنة أو سيئة أن الحقيقة ضائعة وسط خضم هائل من رواسب قديمة, خلفتها السنوات وتركت أثرا سيئا كبيرا في عقولهم, فوجب أن نشد المئزر, ونشمر سواعدنا ليعرفنا الغرب, كما نحن وعلى الواقع وأن منا كما منهم الناجح والراسب, الحكيم والغافل, وأننا لسنا خلوا من الحسن, كما أنكم لستهم خلوا من السيء, وأننا يجب أن ننشأ جبهة لتحارب بالقلم, وتنقل حقائق وإلا يوقفها ذلك الصرح الضخم من اللوب الصهيوني, الذي يمتلك ناصية الموقف, فيرفع من يشاء, ويدعو بإسمه, ويتحي الأطهار الأطياب ومن يقولون الحق, لا يخشون لآئمة لائم دون أن نشتري الضمائر والنفوس العارية, التي تكتسي بالنفاق, وتبيع نفوسهم لمن يدفع لهم أكثر وأن أساليب الخسة وأن كانت قوية بالمال والسلطان, فغالبا ما تتكشف عنها الحجب, لترى كما هي ناصعة بيضاء, تهدي الحائرين فهل في وسعنا أن نفعل أو نقاوم ليد تمتد بالسلام إلى البشر من كل نحلة وعقيدة ودين, فليس الأمر صعبا في ظل ما نشاهده من تلك الثورات التي تساعد الإنسان على كشف هويته الحقيقة, ونقل صور, ورد وتفنيد لما يذاع, وما تراه عيونهم, وتطلع عليه عقولهم, ثم نتركهم يختارون على بصيرة وعلم, دون لجاجة أو اختراع, فليس ما نحلم به خيال إنما يحتاج إلى إيمان راسخ صلب, بأنفسنا أولا وإنه ليس أدرى منا بالحديث عنا سوانا, نحتاج إلى تلك القوة لتكون لنا دافع, فالطريق طويل لا شك, ولكنه سهل في نقض الأوضاع القائمة, التي تظهر للعيان, وتلقي في روعه بشاعة الشرق المغلوب على أمره, والمقتول بسيف الدعاية المزيفة, والأقوال المخترعة, أن نحرر عقولهم من المنطق القديم, ليحكموا على بينة وهم مفتحي الأعين, فهل نحن قادرون على تحقيقه أم ننظر من الغربين ما يعدل في الحكم, ويقول كلمة حق, وهم قليلون ننتظر المصادفة لعلها تأتي بما عجزنا عنه.