كلما كان الفقيه فقيها بصدق تراه أبعد الناس عن التعصب المذهبي والفكري ، وأكثرهم تسامحا إزاء الآراء الأخرى ، ولو كانت على خلاف المفتى به في مذهبه الفقهي الذي ينتمي إليه .
فإمام بحجم أبي حامد العزالي في الفقه الشافعي ، وصاحب المصنفات كبيرة الوزن فيه : الوجيز والوسيط والبسيط يقول في عبارة وجيزة : وددت لو أن مذهب الشافعي في الطهارة كمذهب مالك
................
إذن ومامذهب مالك في الطهارة : أقول يرى مالك ر حمه الله : أن الماء المطلق إذا لم تتغير أحد أوصافه الثلاثة : اللون والطعم والرائحة فهو طاهر مطهر ، يعني يصح أن أتوضأ به للصلاة وأغتسل به لرفع الحدث الأكبر : من جنابة وحيض ونفاس .
ولو حدث وتوضأت بماء وبقي هذا الماء الذي توضأت به على أوصافه لم يتغير : صحت الطهارة به مرة أخرى ولاإشكال في ذلك عند مالك مادام لم يتغير ، لاسيما اذا لم يوجد غير هذا الماء . أما الشافعي فعنده تفصيلات في أحكام المياه يشق العمل بها مع حالة ندرة المياه التي تعيشها أكثر دول العالم الإسلامي الآن ومنها مصر في بعض المناطق ، ومع ذلك يصر المتعصبون للمذهب الشافعي على الفتوى بها ويحجرون على الناس في هذا واسعا ، مما يوقع الذين يعانون قلة المياه في حرج كبير ، والأخطر هو هذه الحالة التي نعيشها من إهدار كميات كبيرة من المياه لكونها لايجوز التطهر بها وفق المذهب الشافعي .
...............
قليل من فقه الواقع أيها السادة المفتون لاسيما مع حالة الحرب الحقيقية الموجهة ضد مصر في مياهها ، فهل أنتم مبصرون ؟ لكن مع وباء الكورونا الآن لاأنصح بالتطهر بماء مستعمل في الوضوء الا إذا كان للشخص نفسه ، وقد غسل يده جيدا قبل الشروع في الوضوء ، وهو يعلم أنه في مأمن من التعرض لمصدر من مصادر العدوى .