يا نَفحَ كربلاءَ، قولي للحَصى
من أيِّ جُرحٍ قد توهّجَ ذا الدَّمُ؟
ومن الطفوفِ إلى السماءِ مرابعٌ
قُدّستَها الأرواحُ، وارتفعَ العَلَمُ
لم يُبقِ صبرُكَ للزمانِ تساؤلًا
ما العِزُّ؟ ما هذا البقاءُ المُحتَدمُ؟
يا ابنَ البتولِ، وسيفَ أحمدَ إن بَكَى
في المَحرَماتِ، وعينهُ تتضرّمُ
قُمتَ الحياةَ بكلّها، ومضيتَ في
دربِ الإباءِ، كأنّك المُتقدِّمُ
لا تسألوا عن كيفَ ماتَ، فموتهُ
أسطورةٌ فيها الحياةُ تُترجَمُ
قالوا: تُلاقِي الموتَ وحدَك، فابتسمْ
ومضى كما تمضي الجبالُ، وتَحْلِمُ
ما كان صوتُك في الطفوفِ سوى نداءٍ
ما زالَ يهزأُ بالسكوتِ، ويُعلِمُ
أن الحياةَ وقفةٌ.. إن لم تكنْ
حمراءَ، ماتَ بها السُؤالُ المُبهمُ
يا كربلاءُ، خذي حروفيَ وانشري
ما في دمي، فلعلَّهُ يتكلَّمُ
حُسينُ يا مِحرابَ نارٍ مشتعٍ
في كلّ قلبٍ، بالكرامةِ يُلهمُ