هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة سحر حسب الله
  5. كانت تُسمّى فلسطين

كانت الساعة تشير إلى الرابعة فجرًا حين سمعت سُمى طَرقًا خفيفًا على نافذتها الشرقية. نهضت بخفة، كأن الصوت كان نداءً مألوفًا، لا يفزع، بل يستدعي القلب. فتحت الستارة، فرأت ظلًّا يتحرّك خلف شجرة التين الكبيرة. لم يكن غريبًا عنها. لقد اعتاد قلبها أن يتيقّظ كلما مرّت فلسطين قرب نافذتها.

 

كانت سُمى في العاشرة من عمرها، لكنها تحفظ أسماء القرى التي لم ترها، وتعرف من الشقوق صوت الرصاص، وتفهم أن الرمل الذي تزرعه أمها في أصيصات الشرفة هو تمثيل رمزيّ لوطنٍ دُفن ولم يُدفن بعد.

 

“ماما، في أحد بالخارج.”

نهضت الأم من مرقدها. عيناها متعبتان من السهر، ويدان لا تتوقفان عن الخبز والدعاء.

“ارجعي إلى النوم يا سُمى، إنه الليل فقط… يتذكّرنا.”

لكن الليل لم يكن وحده من يتذكّرهم. فهناك على الضفة الأخرى من الحاجز، كان يوسف يركض. لم يكن قد أتمّ الخامسة عشرة، لكن ملامحه الصلبة كانت تكفي لتشي بشيء أكبر من عمره. في جيبه صورة لأمه، وفي قلبه صورة للوطن الذي أُخذ منه قبل أن يولد.

جاء الليل. وأتى الغزاة. وتهجّر الأهل.

 

يوسف لم ينسَ شيئًا. كان يسير بين الأزقّة يهمس بأسماء الشهداء، يلمس الجدران وكأنها تقرأ أفكاره. في هذه الليلة بالتحديد، لم يأتِ ليستذكر، بل ليسترد.

في عام 1948 كانت قرية “دير ياسين” واحدة من الأمكنة التي تغيّرت أسماؤها، وارتُكبت فيها الخيانة العظمى. لم يكن يوسف قد وُلد، لكنه وُلد من رحم تلك المذبحة. كان يحمل الجينات التي تُقاوم النسيان. وكانت “دير ياسين” لا تزال تسكنه كما تسكن الحكاية من صدّقها.

“سوف أعيدها، حتى لو متُ قبل أن أراها.”

هذا ما قاله قبل أن يغادر الحدود، يختبئ بين شجر الزيتون، ويعبر إلى الناحية التي كُتب على بواباتها: “ممنوع المرور. منطقة عسكرية.”

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتسلّل فيها، لكنه هذه المرة لم يأتِ برسالة، أو لرؤية القبر، بل كان يحمل كيسًا صغيرًا يحتوي حفنة من تراب غزة، وورقة كتب عليها:

“هنا كانت تُسمّى فلسطين.

في الجانب الآخر من المدينة، كانت المستوطنة تنام بهدوء على وسادة الحديد والأسلاك الشائكة. صبيان يرتدون الزيّ الأخضر يتجولون بين البيوت المسروقة، وبعضهم يحمل كتاب التوراة، وآخرون يحملون بنادق الألم.

أحد الجنود الشبان كان اسمه دانيال. نشأ في حيفا الجديدة، ولم يسأل يومًا كيف أصبحت “جديدة”. تعلّم في المدرسة أن البلاد بلا شعب، وأن من دخلها دخلها بإذن الربّ، لكن قلبه لم يكن مقتنعًا. كلما نظر إلى الحوائط، سمع أسماء غير تلك التي في الكتب. وكلما عبر زقاقًا قديمًا، سمع بكاءً مكتومًا لا يشبه ضجيج الانتصار.

ذات ليلة، رأى في نومه فتاة صغيرة تحمل علمًا أبيضًا وتمشي وسط الأنقاض. قال لها: “أين أنت ذاهبة؟”

أجابت: “أبحث عن باب لم يُكسر بعد.”

قال لها: “ما اسمك؟”

فقالت: “اسأل الأرض.”

حين استيقظ، قرّر أن لا يحمل بندقيته هذا اليوم. مشى وحده في البلدة القديمة. كان الظلّ ثقيلاً، والريح تحمل رائحة حريق بعيد.

رأى طفلاً صغيرًا يحاول تسلّق جدار، اقترب منه، فهرب الطفل، لكن دانيال لمح قطعة قماش سقطت من جيبه. كانت قطعة خضراء، مكتوب عليها بخط يدوي:

“كانت تُسمّى فلسطين.”

يوسف وصل. تحت الجدار، غرس التراب الذي جاء به من غزة في فتحة صغيرة، وضع الورقة الملفوفة داخل زجاجة، دفنها بعناية، وألقى نظرة سريعة نحو السماء. لم تكن هناك نجوم. فقط ظلّ وجه أبيه الذي استشهد في الانتفاضة الثانية، وهو يقول له:

“البلاد لا تموت ما دامت تُسمّى.”

 

وفي اللحظة ذاتها، كانت سُمى لا تزال تنظر من النافذة، كأنها رأت ما فعله يوسف من بعيد.

قالت لأمها: “ماما، سمعت الأرض تنطق الليلة.”

قالت الأم: “وماذا قالت؟”

ردّت: “قالت: اسمي فلسطين، وسأظلّ كذلك.”

 

مرت أعوام، مات يوسف في عملية اجتياح، وسُمى كبرت وصارت معلّمة لغة عربية، كانت كلما كتبت “القدس” على السبورة، خطّت الكلمة بقلم أحمر، ثم همست في قلبها:

“لكي لا تصبح ماضيًا.”

 

أما دانيال، فقد قدّم استقالته من الجيش بعد أن سأل نفسه سؤالاً واحدًا:

“إذا كان هذا وطني حقًا… لماذا لا أطمئن فيه؟”

 

وصار يكتب على جدران الأزقة:

“البيوت تعرف أصحابها.”

 

 

في عام 2080، فُتحت كُبسولة زجاجية خلف جدار قديم في إحدى ضواحي القدس، وجد فيها باحث أوروبي زجاجة صغيرة بداخلها ورقة مكتوب عليها بخط مرتجف:

“هنا كانت تُسمّى فلسطين.”

 

ابتسم الباحث، وقال لرفيقه الذي لا يعرف العربية:

“انظر… حتى الكلمات تقاوم الاحتلال.”

ثم أعاد الورقة إلى الزجاجة، ودفنها من جديد..

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339000
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196256
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185003
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133752
6الكاتبمدونة مني امين117540
7الكاتبمدونة سمير حماد 109786
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99703
9الكاتبمدونة مني العقدة96402
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95744

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

3402 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع