عندما أنهر ابنتي، ينوح قلبي، كأنني أهوِي في ظلمات القهر، أقف بعيدًا، مكتوفة الأيدي، لا أدري: أكان صوتي المرتفع هو عين الصواب، أم أن ثمة طرقًا أخرى، أكثر لطفًا، وأشد أثرًا في الإصلاح والتهذيب؟
أظنني أجهل، حتى الآن، كيف يرث الابن الطباع. أهي حقًا كالجينات؟ أم أنها رواسب متراكمة، تنبع من تشاحن أسري صامت، ينمو في دهاليز البيوت؟ نعم، خلف الأبواب حكايات، وفي القبو أسرار تتخبط عبر السنين، فإما أن تولد وحشًا يوشك أن ينقض على أهله، أو رجلًا ناضجًا، تعلم كيف يحبو على جمر الألم، حتى أتقن صنعة الحياة.
لا أدري... حين اخترت العقاب، ما كان ذلك لميلٍ أو حبٍ فيه، بل لأنه بدا لي الأمثل لما يجري. خيار بين الثبات لبناء "دولة القيم"، أو التأرجح الذي يضيع معه جيلٌ بأكمله.
لكن لماذا تخنقني هذه الغصّة؟ أما اتفقنا أن ننقش على الحجر؟ أما تعاهدنا على نيل نصيب الدنيا، وسعي الآخرة؟
حقًا، إنك قلبٌ لا كلمة له...
قلبٌ شيخٍ، ما عاد يحتمل.