خلق الله الإنسان وميزه عن باق الخلق بأنه يتمتع بالقابلية للتعلم والمعرفة (Intellectual Being).
ومصداقية هذا تأتي من قوله تعالي :
(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا).
وعبر التاريخ الإنساني إجتهد الإنسان بالبحث والتعلم وقاد الإنسانيه فى "حتمية المعرفه" نخب من العلماء والفلاسفة بحثوا فى كل شيء حتي توصلوا الي منظومة تفكير منطقيه (Reasoned Thinking) تساعد الباحث فى المعرفه وفى الوصول الي إكتشافه أو إختراعه.
فلو لم يستخدم الإنسان "His Intellectuality" أو "قابلية منظومة تفكير عقله" فى تعامله مع بيئته الحاضنة كي يعيش (Survive) لكانت حياته صعبه أو مستحيله ، فمثلا لولا إختراعه القوس والسهم ليصطاد لمات جوعا ، ولولا إكتشافه للنار لظل يأكل اللحم داميا ، ولولا إختراعه الشادوف والطنبور والساقيه ما عرف الزراعة والرى. ولولا إكتشافه لقانون الجاذبيه ما كانت الطائرات وصواريخ تحمله إلى الفضاء .
وأثناء توجهي للمعرفه ، وقفت كثيرا امام مقولة قالها الفيلسوف العظيم الإمام أبو حامد الغزالي عن تسلسل حتمية المعرفه حيث قال :
"من لا يشك لا يبحث ، ومن لا يبحث لا يعرف ، ومن لا يعرف لا يعلم ، ومن لا يعلم يعيش فى ظلام الجهل".
وصور العالم ابن خلدون حتمية المعرفه و العلم: “الحق لا يقوم سلطانه، والباطل يقذف بشهاب النظر شيطانه، والناقل إنما هو يملي وينقل، والبصيرة تنقد الصحيح إذا تمقل، والعلم يجلو لها صفحات القلوب ويصقل”.
وقفت أمام هذه الكلمات ودققت فى المعاني ، وعلمت من معانيها تلك المعادلة الفكرية الأنيقه وهي :
???? "لولا حتمية عكس المعنى ، ما كان لحتمية المعنى معنى" ، فمثلا :
???? لولا الجوع ، ما كان للشبع معنى
???? لولا الظمأ ، ما كان للإرتواء معنى
???? لولا الكراهيه ، ما كان للحب معنى
???? لولا الظلم ، ما كان للعدل معني
???? لولا الظلام ، ما كان للضوء معنى
???? لولا الليل ، ما كان للنهار معنى
???? لولا الحرام ، ما كان للحلال معنى
???? لولا العسر ، ما كان لليسر معنى
???? لولا الجهل ، ما كان للعلم معنى
???? لولا الشك ، ما كان لليقين معنى .
وأخيرا ما أجملها نصيحة من السماء إلي الإنسان عن حتمية المعرفه كي يقرأ ويبحث عن العلم والتعلم فى قول الله تعالى فى أول كلمات تنزيله الحكيم :
(اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم)????