آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة صفاء فوزي
  5. رواية الهودو - الفصل السادس

"كلما غلبها التعب تغمض عينيها، على أمل أن تفتحهما فتجد أن ما يحدث مجرد كابوس وانتهى، ولكن هيهات!"

يرن هاتف سارة، يخرجها من شرودها، كان سامر يطمئن منها على حال شيرين، تنهدت سارة وهي تتطلع إلى شيرين، بحزن وألم لما أل إليه حالها، أغلقت عيناها بأسى وعادت بذاكرتها إلى الماضي…

توجه أحمد يفتح الباب ليجد أمل، كاد قلبه يسقط أسفل قدميه من شدة فرحته، بادلها الابتسامة ولم ينبس ببنت شفة، ظل أحمد لحظات صامتًا، وأمل أمامه تتعجب لحالته؛ فهو يقف أمامها يسد باب الشقة فلا تستطيع أن تدخل ولا هو يرحب بها؛ ارتبكت من تصرفه وحاولت تمالك نفسها مرددة: أريد التحدث إلى سارة، نسيت كتابي معها هل أستطيع الدخول؟!

انتبه أحمد من شروده وتراجع قليلًا إلى الخلف ليسمح لها بالدخول مردداً: نعم بكل تأكيد، تفضلي.

تهمّ أمل بالدخول في خجل، يغلق أحمد الباب ويتجه إليها قائلًا بنبرة طغت عليها السعادة: أمل .. أنا ..أحبك ..

تغير لونها من بياض ناصع إلى حمرة كلون الدم من شدة الخجل وتصلبت مكانها، اقترب منها أكثر وهمّ بالكلام: أمل ..أنا ..

 فهربت مسرعة إلى غرفة سارة، وأسرع هو إلى غرفته؛ ظل شاردًا يفكر، لعله يخشى الرفض أو سقوط أحلامه في بئر الواقع وغرقها، يظل بغرفته مضطربًا، يجول الغرفة ذهابًا وإيابًا كأنه ينتظر نتيجة الامتحان، بل أصعب فهو ينتظر تقرير مصيره أما الحياة أو الموت!

نعم، دون أمل لا أمل لديه ولا حياة ولا أحلام فهي أحلامه التي نسجها سنوات طوال. كان يذاكر لينال أعلى الشهادات ليس هدفًا بل وسيلة للوصول لقمة قلبها لا قمة الشهادات، يجتهد ليُنهي دراسته ليعمل حتى يكون جديرًا بها وفارسًا لها يحقق لها كل ما تحلم من رفاهية، ماذا لو رفضت قلبه وردته خائبًا؟! ماذا لو آثرت الصمت ولم ترد؟! هل سيظل في ناره وعذابه هذا؟! ماذا يفعل؟ ظل ساعات على حالته حتى انتصف الليل، جفاه النوم وتبدل حاله إلى هم وحزن كأنه يحمل أطنان من اليأس فوق رأسه، الأفكار تطارده والخوف تملكه، فقرر المجازفة وأمسك الهاتف وتردد هل يتصل بها؟! ماذا لو ردت أمها؟! ثم تشجع وطلب رقم أمل، كاد أن يغلق الهاتف، لكن صوتها أتى لينقذه من غرقه وحيرته، تردد .. هل يتحدث إليها أم يغلق الهاتف؟! وماذا سيقول لها؟! استجمع ما تبقى من قوة وتحدث إليها: أنا أحمد، سألتك سؤال ولم تردي عليّ، أريد الإجابة الآن!

- أي سؤال؟! لم تسألني، أنت أخبرتني.

- وهذه الكلمة هل لها رد؟! هل تبادليني نفس الشعور، هل تحبيني يا أمل؟! أنا أحبك وأريدك زوجة لي!

صمتت برهة وارتبكت وكادت سماعة الهاتف أن تسقط من يدها، شعور متناقض تملكها فرحة عارمة لسماعها الكلمة التي انتظرتها منه طويلًا، قالها مرتين في يوم واحد، وخوف شديد من فراق حتمي ينتظرهما فلا يحق لهما هذا الحب ولن يكون نهايته سعيدة لن يجتمعا كأي عاشقين فحبهما كُتب عليه الموت قبل ولادته.

انتبهت من شرودها على صوت أحمد وهو يكرر كلامه: أنتظر ردكِ، أمل هل تسمعيني؟

- نعم أسمعك، لكنني خائفة!

- خائفة مني أنا؟!

- لا، بل من قدرنا، أنت تعلم مصير تلك المشاعر، ليس هناك أمل!

- كيف؟! وأنتِ أملي وأمنيتي وحلم عمري، الأمل في الله دومًا، وافقي أنتِ وأتركِ لي الباقي، ابلغيني أنكِ تبادليني نفس الشعور، وأعدكِ سأحارب العالم من أجلكِ، صدقيني وقولي أحبك ليطمئن قلبي.

 بعض الكلمات لا تُقال وبعض المشاعر لا تُوصف بل تُحس، صمتت قليلًا ثم أكملت: إذا سنحارب معًا!

كانت فرحة أحمد كبيرة عند سماعه كلامها؛ تنهد بارتياحية شديدة وغرق معها في بحر عميق وتمنى لو أن هذه اللحظة تطول، تمنى لو توقف الكون هنا وتركهما معًا، لكن جاء صوت أمها من بعيد فأغلقت الهاتف.

وتركته يسبح في بحر أحلامه، مد جسده فوق السرير، وجعل ذراعيه وسادة وضع رأسه عليها وشرد من جديد في حب عمره وأمل حياته، ظل هكذا حتى تنفس الصبح واستيقظت سارة؛ فأسرع أحمد إليها وحكى لها ما حدث، واحتضنها وظل يدور بها في الغرفة بفرح، اندهشت سارة لتصرفه وجرأته، وفرحت لأخيها الذي تراه يكاد يمسك السماء بيده من سعادته، لكنها تعلم صعوبة الأمر والحرب التي ستبدأ عندما يتقدم لها رسميًا.

تساقطت دموع سارة وهي تتذكر أخيها الوحيد (رحمه الله).

هنا فتحت شيرين عينيها، لتجد سارة أمامها بينما هي ممددة على سرير بالمشفى، لا تتذكر ما حدث، تحاول سارة أن تشرح لها ما حدث، تبكي شيرين بشدة عندما تتذكر عذابها مع سامر وموت والديها دون أن تودعهما، تمسك سارة يدها وتحاول تهدئتها، لكن تتعالى صراختها.

بينما وصل سامر إلى بيت ربيعة في غضب شديد يدفع الباب، ويدخل مندفعا نحوها: ماذا فعلتِ أيتها الحقيرة! ألم أحذركِ من قبل إلا شيرين! سمعتِ!

تتعالى ضحكات ربيعة وقهقهتها الشريرة وهي تنظر في عين سامر: هل نسيت مع من تتحدث، تهددني أنا؟! يا لك من أحمق! استطيع أن أنسفك وإياها بإشارة مني يا حقير! لا تنسَ نفسك مرة أخرى.

تقترب منه أكثر وعينها تشتعل نارًا، مهددة بقتلها لو تكرر عصيانه لأوامرها مرة أخرى، يستمع سامر لكلامها ويُلجم لسانه ويكظم غضبه منها ولا يتذكر إلا عمله، يقوم لينفذ أوامر ربيعة بلا عقل وكأنه تحول إلى إنسان آلي بلا قلب، يتحرك وينفذ الأوامر دون جدال.

تدخل الأم تبكي ومعها ابنها الذي تجاوز العقد الثاني من عمره، تجره كأنما تجر نعجتها، الواضح أنه معاق ذهنيًا لكن كلام أمه ينفي هذا، مرددة ببكاء شديد: ابني كان يبلغ من العقل ما يفوق عمره، متفوق في دراسته، كان من أوائل الثانوية العامة، دخل كلية الطب التي حلم بها، وأظهر تميزه في عامه الأول، فجأة أصابته العين والحسد، كره كليته وحياته، حبس نفسه في غرفته لا يخرج منها، لم أترك شيخًا ولا شيخة إلا وذهبت إليه من أجله، والآن لا يتكلم ولا يفقه شيئًا، فقد عقله تمامًا، صراخ وتكسير في كل شيء ولا ينام بالأيام. يزداد بكاء السيدة، ومن حولها يواسونها، تربت إحداهن على كتفها مرددة: لولا السيّدة ربيعة ما برأ جسدي من علّته بعدما فقدتّ الأمل في شفائه!

ثمّ تبعها صوت أخر قائلًا: لولاها لمَا انفكّ السّحر عن ابنتي ولما تزوّجت بعد أن وصلت أعتاب الأربعين وفقدتّ الأمل في أن أراها عروسًا!

توالت الأصوات بعد ذلك، تعقب بعضها البعض والكلّ يستحضر إنجازات عصا السيدة ربيعة التّي فاقت عصا موسى إعجازًا.

اطمأنت السيدة وجذبت ابنها ودخلت الغرفة مستبشرة، جلست أمام ربيعة قائلة: أنتِ الأمل الوحيد لنا، سمعت عنكِ من الناس وعن كراماتكِ وتفوقك في فك السحر وشفاء حالات صعبة علي يديكِ، أرجوكِ ساعديني ليعود ابني كما كان.

اعتدلت ربيعة في مجلسها مفتخرة بما تسمع من السيدة، ووعدتها بأن يكون شفاء ابنها عاجلًا على يديها، وكعادتها تغمض عينيها وتردد كلمات غير مفهومة مصحوبة بتصاعد دخان البخور وإطفاء الأنوار، تلك الأجواء التي تشعر الزبائن بجلالتها وقدرتها ورهبتها وتصور لهم حضور الجان بل ويستمعون لهم بأصوات مختلفة، تعلن عن اسم الساحر ومكان السحر وتصف حالة الابن وعلاجه.

تخرج الأم وهى تدعو لربيعة وتقبل يدها وتعدها بالحضور مرة أخرى ومعها كل ما طلبت إضافة إلى المال المطلوب والتي توهمهم أنه يُخرج كهدايا وعطايا لأولياء الله والفقراء والمحتاجين.

يرن هاتف سامر ليجد سارة تخبره أن يحضر فورًا إلى المشفى؛ يترك كل شيء ويسرع إلى شيرين.

 

 

 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339024
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196297
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185021
4الكاتبمدونة زينب حمدي170733
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133776
6الكاتبمدونة مني امين117547
7الكاتبمدونة سمير حماد 109795
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99726
9الكاتبمدونة مني العقدة96414
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95784

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

832 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع