كم مرة خططنا لحياتنا ورسمنا تفاصيل المستقبل، لكن الأمور لم تسر كما أردنا؟ هل حياتنا مكتوبة مسبقًا أم أننا نصنع مصيرنا بأنفسنا؟ سؤال يتردد في أذهان الكثيرين، لكن الإجابة تكمن في فهم حكمة الله في ترتيب الأقدار.
الاختيار والقدر.. كيف يجتمعان؟
يقول الله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا} (الأحزاب: 38).
كل شيء في حياتنا مقدر بعلمه سبحانه، لكننا نمتلك حرية الاختيار داخل هذا الإطار. نحن نقرر، نسعى، نخطط، لكن هناك لحظات ندرك فيها أن الأمور تسير كما شاء الله، لا كما شئنا.
كم من شخص خطط لمستقبله بدقة، ثم وجد نفسه في طريق لم يكن يتخيله؟ كم من حلم سعينا إليه بكل قوتنا، لكنه لم يتحقق، لنكتشف لاحقًا أن الله كان يجهز لنا الأفضل؟
عندما يتأخر المطلوب.. فكر بهذه الطريقة
شخص فقد وظيفته، فشعر بالإحباط، لكنه اكتشف بعد فترة أن هذا الفقدان كان بابًا لفرصة أفضل.
فتاة تأخر زواجها، فظنت أن الخير قد فاتها، لكنها أدركت لاحقًا أن الله كان يحميها من تجربة غير مناسبة.
شاب فشل في تحقيق حلمه الأول، لكنه وجد نفسه يحقق نجاحًا في مجال لم يكن يفكر فيه من قبل.
كل هذه المواقف كانت تبدو كعقبات في البداية، لكنها كانت مجرد محطات في طريق الخير الذي اختاره الله لهم.
كيف نتعامل مع أقدارنا؟
1. الثقة في حكمة الله: ليس كل تأخير شرًا، وليس كل فقدان خسارة.
2. الصبر وعدم الاستعجال: أحيانًا، لا نفهم حكمة الله إلا بعد سنوات، لكن الإيمان الحقيقي هو أن نطمئن بأن الخير قادم حتى لو لم نره الآن.
3. التوكل مع السعي: لا يكفي أن نقول "كل شيء مكتوب"، بل علينا أن نجتهد، نعمل، ونترك النتائج بيد الله.
4. الرضا والطمأنينة: حينما نؤمن أن الله لا يمنع عنا شيئًا إلا لحكمة، سنرتاح مهما تغيرت خططنا.
واخيرًا...الحياة تمضي بين سعي الإنسان وحكمة الرحمن… فافعل ما عليك، ثم اطمئن، فكل شيء يسير وفق خطة أعظم مما تتخيل.
وإذا تأخرت أمنيتك، فقل: "اللهم اختر لي ولا تخيرني، فأنت أعلم بحالي."
دمتم بخير..