مشهد بيتكرر كتير في الحياة حوالينا:
شاب يحب بنت أكبر منه. قلبه مرتاح، وعقله بيقوله "هي دي اللي أنا عايز أكمل معاها"، لكن أول ما بيحكي لحد، تبدأ الأسئلة تنهال:
"هي أكبر منك بكام؟!"
"هتعرف تتفاهم معاها؟"
"هو مفيش بنات في سنك؟!"
والأصعب من الأسئلة دي هو النظرة...
نظرة فيها استغراب، رفض، وأحيانًا سخرية.
ليه؟
ليه المجتمع متعود يقبل الراجل الكبير والست الصغيرة، لكن العكس لأ؟
الست لما تكون أكبر من الراجل، بيبدأوا يشكّكوا في نواياها:
"دي أكيد مش لاقية حد"،
"يمكن عايزة تسيطر عليه"،
"شكلها خدت قرار غلط وهي صغيرة وبتعوضه دلوقتي!"
طب ليه كل ده؟
ليه ما نبصش للموضوع من منظور أبسط؟
يمكن الراجل شاف فيها حنان، احتواء، نضج، وراحة نفسية ما لقاهاش في غيرها.
يمكن هي شافت فيه روح بتفهمها، قلب بيديها أمان، وعقل بيحترمها من غير ما يِحكم عليها.
مش دايمًا فرق السن بيخلق مشكلة،
اللي بيخلق المشكلة هو فرق النظرة، وفرق النية، وفرق التقبل.
آه، في تحديات طبعًا.
هي ممكن تكون عايزة استقرار أسرع، وهو لسه بيكتشف نفسه.
لكن فيه رجالة في العشرينات أنضج من اللي في الأربعينات،
وفيه ستات في سن الثلاثين أحنّ وأعقل من اللي في الخمسين.
والمجتمع، للأسف، بيحكم قبل ما يسمع الحكاية.
بيحكم بمنطق "الراجل لازم يبقى الأكبر"،
كأن العمر هو اللي بيقيس النضج، وكأن السيطرة أهم من التفاهم.
وفي النهاية.عايزة اقولكم إن
الحب مبيسألش عن بطاقة الرقم القومي.
لو فيه تفاهم، وصدق، واختيار واعي بين اتنين... يبقى فرق السن مش عيب.
خلونا نوسّع قلوبنا شوية، ونتعلم نشوف الحب بعين أوسع من أرقام العمر.
دمتم بخير---