كأنك ظلّ، وأنا جهة الضوء
كأنك ظلّ،
وأنا جهة الضوء
التي لا تنتبه
إلا حين تميل.
لم تأتِ لتُربكني،
بل جئت
لتُعيد ترتيب سكوني.
كنتَ الهدوء
الذي يُحسن المكوث،
لا يزاحم،
ولا يفسد الصمت،
بل يجمع فتات القلب
برفق.
أنتَ لم تقل الكثير،
لكن حضورك
كان إيقاعًا
يشبه البيت؛
ذلك البيت
الذي لا ندخله،
لكننا نرتاح
لرؤيته من بعيد.
كل الذين مرّوا قبلك،
أرادوا أن أكون
صدىً أو ظلًّا
لصورتهم.
وأنت وحدك،
مررت بي
كما يمر النسيم...
تركتني واقفةً
كالأشجار...
لكنني،
للمرة الأولى،
لم أرغب في الرحيل.
أحببتك
بلا وعود،
ودون أن تُثقِل الغد
بالكلام.
أحببتك
لأنك لم تُجبرني
على الحب.
كنتَ هناك،
تمامًا حيث كنت
أحتاج أن يكون أحد.
كأنك تعرف
أنني تعبت من الركض،
ومن الأسئلة،
ومن الذين يحكون
أكثر مما يصغون.
كنتَ الإصغاء
الذي لم أطلبه،
لكنه جاء.
كنتَ الضوء
حين ضاق بصري،
والظلَّ
حين أرهقني النور.
كنتَ…
شيئًا لا يُكتب،
لكنني أكتب
لأقترب منه.
كل مرة
أحاول أن أشرحك،
يصمت الورق.
كأن الحروف تعرف
أن الحب لا يُشرح،
بل يُشعر.
أنت حضورٌ
لا أحتفظ به في الصور،
ولا أراجعه
في الذكريات.
لكنك في كل تفاصيل يومي:
في صوت الموسيقى،
في فوضى المكتب،
في كوب الماء.
أراك في الأشياء
التي لا ترفع صوتها،
لكنها تظل هناك…
تقول: "أنا معك"،
دون أن تقولها.
وأنا…
أنا تلك
التي لا تكتب الشعر،
إلا حين تحب.