"جزيرة غمام" ... من المسلسلات اللي تخليك تتفرج عليها بمزاج ... قصة رمزية جميلة مكتوبة بقلم الكاتب عبد الرحيم كمال بحرفية و لغة محببة كل شخصية مكتوبة بفن و مهارة ...
الشيخ "مدين" ... بيرمز للعلم في لحظات حياته الاخيرة بيقف جنبه تلاميذه الثلاثة و بيقولهم وصيته
الشيخ مدين ... أوصي ل "محارب " بأخد مكانه في المسجد ... و هنا محارب بيرمز للعلم الظاهر و الحكم بالنص و العقل و النقل ... محارب تلميذ اجتهد في العلم حفظا و نقلا عن شيخه ....
لكنه من جواه كان انسان فاضي حاسس ديما بالضعف لانه بلا عزوة ... فلما خد مكان الشيخ حس بقيمة لنفسه مستمدة من كرسي المشيخة و من العلم اللي معاه ... فشاف ان دا مصدر قوته و كان بيخاف حد ياخد منه المكانه دي و إلا هايبكون بلا قيمة عشان كده اعتبر نفسه و حب يوهم اللي حواليه انه هو الوصي علي الدين.
"يسري" اوصي له الشيخ مدين ب "بيته" ... و هنا لان الشيخ عارف ان يسري و من اسمه يعشق السهولة و يسر الحياة بلا مجهود ... يسري لم ياخد عن شيخه الا المظهر بدون حتي علم الظاهر ...فكان ميراثه بيت خالي بلا عمار
أما عرفات التلميذ المقرب للشيخ مدين وهبه سبحته ... و هي هنا رمز الصلة و الوصل و السر ... عرفات و ما يحمله اسمه من معني ... عرف سر العلم و هو علم الباطن علم القلوب.
"محارب" و "عرفات" مفروض يكونوا وجهان لنفس العملة حتي تحصل علي قيمتها كاملة.
في الحقيقة المسلسل رائع و رمزيته واصلة للقلب بسهولة .... اداء الشخصيات فيه كان راقي و محترف
طارق لطفي "خلدون" يرمز للشيطان اداء عبقري هادئ متمكن من الاداء الصوتي ببراعه
فتحي عبد الوهاب "محارب" متمكن من انفعالاته بيتعرف تقرا افكاره و احساسه من تعابير وشه ... بس مش عارفة ليه بقي يتكلم بالصوت الهامس ؟؟
احمد أمين "عرفات" .... غير موفق بالمرة لم يلمس الشخصية من قريب و لا من بعيد ... لم يخدمه سوي السيناريو و الحوار المحترف ... اختياره لطريقة المشية المنكسرة و الصعبانيه غير موفق بالمرة .... المفترض انه صاحب سر و يملك من العلم ما يصعب علي غيره الحصول عليه .... و لم يظهر سوي بمظهر الفقير في الدنيا و ليس الفقير إلي الله
الدور كان محتاج ممثل بقوة طارق لطفي و اداؤه و خصوصا انهم هما الشخصيات المحورية القائم عليها السجال كله.