وقفت أمام نافذة مكتبها في الدور الخامس والعشرين من ناطحة السحاب التي تحتل شركتها فيها الدور بأكمله تنظر للجو بالخارج؛ ضبابي معتم يتخلله شعاع صغير للشمس توارى خجلًا أمام تلك السحب
اليوم حفل زفاف ابنها عمر
مرت حياتها السابقة أمامها وأخذت في تذكر ماضيها الذي أوصلها لهذه اللحظة،
ذكريات كثيرة مرت بخاطرها، أيام ومواقف أوصلتها للدور الخامس والعشرين في شركتها، في أحد تلك الأيام البعيدة، التي مضت ودفنتها تحت ركام العمل كانت قد استيقظت مبكرًا جابرة نفسها على ذلك، فهي لا تحب أبدًا الاستيقاظ المبكر، إنها عاشقه للسهر، وذلك اليوم كان بداية دراستها في عامها الأخير بكلية التجارة،
دائمًا ما كانت محط إعجاب الجميع، فهي كما يصفونها
"طويلة القامة، ممشوقة القوام، شعرها مموج لونه ليل أسود، عيناها بنيتان،
ساحرة الشخصية تأسرك بروحها المرحة، وملامحها الجذابة، وضحكتها الفاتنة، تمتلك موهبة فذة في الرسم وتصميم الملابس"
وكان زملائها يتسابقون لنيل رضاها لكنها لم تكن تلقي بالًا لأي منهم، فلقد كانت معجبة بوسام أخو رشا صديقتها آن ذاك، التي تعرفت عليها في الكلية منذ اليوم الأول ودائمًا ما كانت تراه مرافقُا لرشا عندما كان يوصلها للكلية في طريقه لكليته فوسام معيد بكلية حقوق، وسام كان أيضًا معجبًا بها وهذا ما أسرت لها به رشا
فهي " فتاة محترمة من عائلة وستكون إنسانة مناسبة للزواج"
هذا ما قاله لها وسام.
ذلك اليوم حان موعد عودة وسام من سفره فلقد كان بالخارج في بعثه، ستراه أخيرًا اليوم بعد غياب سنة كاملة.
تذكرت ما حدث وقتها وكأنه يحدث الآن أمامها، هي أدرى مني بقصتها وسترويها لكم...
استقبلتني رشا يومها مبتسمة كالعادة: صباحًا محملًا بالفل يا زوجه أخي المستقبلية.
أجبتها بخجل: صباح الفل يا رشا، لا أحب المزاح في هذه الأمور.
قالت رشا وقد تصنعت الجدية: ومن قال إني أمزح، سيكلم وسام والدك اليوم ليحدد موعدًا لنخطبك.
تهللت أساريري ساعتها وكأنني ملكت الكون بين راحة يدي: حقًا يا رشا؟!
احتضنتني رشا بحب: وهل أكذب عليك في أمر كهذا، لكن وسام يريد الحديث معك أولًا في مكتبه هيا لنذهب له.
وسام، طويل القامة، عريض المنكبين، ليس على درجة عالية من الوسامة إنه مقبول الشكل، لكن له جاذبية تشدني إليه بدون أن أعلم السبب.
دخلنا وألقينا السلام
وبادرت رشا بالقول: ها هي مُنى يا وسام، اسألها ما تريد.
تنحنح وسام مبتسمًا: آنسة مُنى، بالطبع أخبرتك صديقتك بم أريد، أتمنى أن أجد لديك قبولًا مبدأيًا لطلبي.
أجبته بخجل: إن شاء الله.
وغادرت مسرعة.
ضحك وسام وهاتف والدي السيد غازي وأخذ منه موعدًا بعد يومان لطلب يدي.
عندما عدت للمنزل ناداني والدي: لقد تقدم وسام الكاشف بطلب لخطبتك هل لديك علم بذلك؟
أخفضت رأسي ساعتها بخجل: أخبرتني رشا.
- وما قولك فيه؟
قلت وقد شعرت بوجنتي تستشري فيهما نيران الخجل: القول قولك يا والدي.
رد ضاحكًا: إذن أنت موافقة.
- عن إذنك.
وتركته هاربة لغرفتي.
كان هذا ما أتذكره من حديثي مع والدي عند تقدم وسام لخطبتي
أما نهله والدتي كانت في منتهي الفرح فستخطب صغيرتها ومدللتها آخر العنقود
جاء يوم مقابلة وسام لوالدي، لم يكن والدي مرتاحًا لوسام، أحس فيه بنزعة من التكبر والغرور لأنه معيد بالكلية ويُحضِر للدكتوراة، لكن لم يشأ أن يكسر بقلبي حيث كان ظاهرًا عليّ فرحتي بوسام، وحددا يومًا للخطوبة.
طلب وسام بلا أي خجل حفلًا كبيرًا وفخمًا، لكي يدعو أصدقائه المعيدين والدكاترة وعميد الكلية، تضايق والدي من هذا الطلب رغم أنه لم يكن ليجعل أبدًا حفل الخطبة بسيطًا، فأنا مُنى حبة قلبه وآخر العنقود، لكن لم يكن يصح أن يطلبها وسام هكذا صريحة.
قال إنه سيحضر لي هدية الخطبة خاتمًا ماسيًا
"لا أستطيع أن أدعو العميد إلى الخطبة مقدمًا شبكة ذهبية عادية" "هكذا قال وسام
كنت في قمة سعادتي سيتحقق حلمي، حضرت أختاي نهى وزهراء مع زوجيهما وأولادهما، فكل منهما متزوجة في محافظة.
نهى متزوجة في الدقهلية من هادي محمد، يعمل مدرس تربية رياضيه ولديها من الأولاد سامر وسمر، أما زهراء فمتزوجة في كفر الشيخ من غالي رجل الأعمال، ولديها بنت وحيدة أسمتها هنا.
مر حفل الخطبة كئيبًا، وسام لم يدعني أترك الكرسي إلا للسلام على المعيد وباقي عمداء الكليات المهمين، كلما هممت بالقيام للرقص بصحبة زميلاتي وأختاي كان يطالبني بالجلوس لكيلا أسيء لمظهره المهم على حد قوله
"كيف تتراقص زوجته أمام عمداء الكليات؟!"
مرت الأيام
في كل يوم كان أبي يتأكد من أن هذا الوسام لا يصلح أبدًا لي، أما أنا كنت عمياء، صماء، ألتمس له الأعذار دائمًا.
طالب وسام بتحديد موعد للزفاف وعقد القران سريعًا ليأخذني ويسافر لاستكمال بعثته وقد كنت حاضرة لحواره مع والدي
سأله والدي بهدوء: ألن تحضر الشقة يا ولدي لنجهزها لكما!
رد بتعال: الشقة جاهزة في بيت أهلي، أحضر أنت الأثاث سأدفع لك المهر وجهز الشقة.
ظهر الضيق على ملامح والدي: لم يكن هذا اتفاقنا، اتفقنا على أن تحضر شقة بعيدة عن منزل أهلك، لنتلافى أي مشاكل مستقبلية.
أجابه وسام ببرود: ظروفي لا تسمح.
رد أبي محاولًا الحفاظ على هدوءه: إذن سأضع المهر في حساب لمُنى بالبنك حتى تسمح ظروفك بإحضار شقة مناسبة.
انبرى وسام للقول سريعًا: ولماذا في حساب منى؟ لا فرق بيننا، سنضعه في حسابي، وسنعقد القران ونسافر مباشره بلا حفل زفاف.
لم يوافق والدي أبدًا على هذا الحديث الفارغ الذي أظهر بما لا يدع مجالًا للشك طمع وسام الواضح، مع أن وسام كان ذو مركز مرموق وحالة مادية عالية، وفسخ الخطبة.
تضايقت كثيرًا ولازمت غرفتي، وسط محاولات من رشا للتأثير عليّ لأجبر أبي على اتمام الزواج.
علمت من رشا أن وسام سيسافر بعد أسبوع وسيكون بالكلية لإنهاء بعض الأوراق،
بعد أن جلست مع نفسي قليلًا، قررت أن أنزل لأراه وأتحدث معه، فربما أقنعه
وأجعله ينفذ ما يريده والدي.
صعدت لمكتبه وهممت بفتح الباب لكني تسمرت عندما سمعت وسام يتحدث مع زميل له عني، وكان يخبره بفخر أنه متأكد أني سآتي له لأني أحبه وسأضغط على والدي ليوافق وسيجعل والدي يتكفل بكل المصاريف
"ربما حتى توافق على الهرب معي"
هكذا قال وسام لزميله، صعقت مما سمعت، وكأن الله أمر بزوال الغشاوة التي كانت تعميني.
غادرت وأخرجت وسام من قلبي للأبد.
مرت الأيام...
بعد انتهاء الكلية تقدم لي أحمد المنشاوي
تمت خطبتنا بناء على رغبة نهلة والدتي العزيزة، فلقد كان أحمد ابنًا لإحدى صديقاتها لكن لم أكن أطيقه أبدًا، واكتشف والدي أنه انسان مريض بالكذب وداء السرقة بعد أن اختفت من منزلنا العديد من الأشياء في وجود ذلك المنشاوي، وتيقن والدي من أنه سرقها حين اختفت ولاعته الفضية التي كانت والدتي أهدتها له في عيد زواجهما وكانت قد طالبت بنقشها خصيصًا باسمه واسمها وتاريخ زواجهما ووجدها والدي معه بعد اختفائها بأسبوع، سعيدة الحظ أنا أليس كذلك؟! ففسخت الخطبة.
بعد فترة تقدم لي علاء، رجل متوسط الحال يعمل رسامًا وخطاطًا
أوهم الجميع بأدبه وأخلاقه واهتمامه بي، كان يدللني ويغدق عليّ بالكلمات الرومانسية، حتى اطمأنت نفسي له، ونويت أن أكمل معه حياتي، فلم أكن لأفسخ الخطبة الثالثة، ماذا سيقول عني الناس؟ هذا منطق أمي نهلة.
بم أن علاء متوسط الحال، فكان والدي يساعد كثيرًا في متطلبات الجهاز، ويقول لعلاء "أنت بمقام ابني، وكل ما يهمني أن تضع مُنى بعينيك"
كان أبي مخدوعًا في علاء، وعلاء كان يخفي طمعه في البداية، وعندما بدأ طمعه في الظهور كان موعد الفرح قد اقترب وخشى أبي من كلام الناس فآثر شراء سعادتي بالنقود.
حجز علاء قاعة فخمة في فندق مشهور، تعجب والدي لأن إيجار القاعة كان بالطبع غاليًا، فتحجج علاء بأنه قام بعمل جمعية كبيرة لهذا اليوم ليفرحني، لأن حفل الخطبة كان متواضعًا ومقتصرًا على الأقارب، عرض والدي على علاء أن يتقاسم معه ثمن الحجز، لكنه رفض وقال هذه هديتي لمُنى، ودفع العربون، ولكن في اليوم المفترض فيه دفع باقي المبلغ فوجئ والدي باتصال هاتفي من علاء يخبره أنه تعرض للسرقة في طريقه لدفع المبلغ، وذهب إليه والدي ودفع هو المبلغ ووعده علاء بسداد المبلغ كاملًا عندما تتيسر الأحوال.
حضرت أختاي قبل أسبوع من الفرح، أوصلهما زوجيهما وغادرا،
مظهر أختاي كان متغيرًا، لكن كانت رأسي مشغولة بما أنا مقدمة عليه،
يوم حفل الحناء كان الكل سعيدًا، لم ينغص علينا شيء سوى العقارب أخوات علاء،
لعلاء ثلاثة أخوات رغد وروان ورباب، رغد متزوجة، وروان ورباب اللتان تشبهان ريا وسكينه لم تتزوجا، وطوال الحفل لم تتركا شيئًا إلا وانتقدتاه، كدت أن أضربهما لكن أمي العزيزة هدأتني، وقالت تحملي ما هذا إلا غيرة منهما.
في يوم حفل الزفاف...
كان من المفترض أن يأتي علاء ليصحبني من مركز التجميل في الساعة السابعة ونذهب للتصوير، ثم تبدأ مراسم الاحتفال في القاعة من التاسعة حتى الثانية عشر، علاء لم يصل مركز التجميل إلا في العاشرة
هل لكم أن تتخيلوا مشاعري واضطرابي وقلقي، أتصل على هاتفه المحمول لا يجيب، حاول الجميع الاتصال به، ذهبوا لمنزله لا أحد هناك، ذهبوا لشقة الزوجية لا أحد هناك.
تخربت زينتي بالكامل فلقد بكيت كثيرًا، حتى وجدته أمامي في الساعة العاشرة،
بكل هدوء وبرود وكأنه لم يفعل شيئًا
"آسف يا حبيبتي لقد كنت مرهقًا، ونمت عند أحد أصدقائي والهاتف كان صامتًا وفور أن استيقظت أتيت"
هدأني المحيطون بي قبل أن انفجر بوجهه
وقالوا لي "الحمد لله ففي الأفراح يحصل أكثر من هذا بسبب العين والحسد"
نظر لي شذرًا "هيا، عدلي مكياجك لنذهب للتصوير"
ذهبنا للتصوير متأخرين بالطبع عن الموعد المحجوز كان من المفترض أن يدفع علاء باقي المبلغ، لكن تحجج أنه نسي محفظته وجاء والدي بالطبع ودفع المبلغ،
مرت مراسم الفرح طبعًا على عجل، فلقد وصلنا القاعة متأخرين بعد أن غادرها معظم الحضور، كان حفل زفاف كارثي.
وصلنا عشنا السعيد ويا ليتنا ما وصلناه، بدلت فستاني وارتديت إسدال ليصلي بي زوجي، عندما خرجت إليه تبدلت ملامح وجهه
قال باستهزاء: ما هذا يا سيدتنا الشيخة.
نظرت له متسائلة: ألن تصلي بي إمامًا؟!
نظر لي نظرة شهوانية قذرة مع أني كنت أرتدي الإسدال، نظره ذئب جائع يوشك على الانقضاض على فريسته وقال: وهل هذا وقت صلاة؟
وحملني لغرفة النوم، حاولت المقاومة وتذكيره بوجوب الهدوء وأن نصلي أولًا، ليبارك الله في حياتنا، لم يسمع لي، ألقاني على السرير ممزقًا إسدالي وما تحته، طالبته بالتمهل قليلًا وكأني كنت أحدث الحائط، لم يعطني أي فرصه لأشعر بأي شيء سوى الألم كان متوحشًا، وعنيفًا، عنيفًا لأقصى الدرجات، كنت أحس أني أتمزق، لم يبال أبدًا بتوسلاتي وآهاتي، أصبت بنزيف حاد، هاله منظر الدماء التي غطت السرير وسط صرخاتي، حاول كتم أنفاسي
"ستفضحيننا، اصمتي".
عندما وجد الدماء تزداد تدفقًا، ولم يجد أملًا في توقفي عن الصراخ استدعى أخواته، صعقت أخواته من منظري، عاونني لأرتدي ملابسي وسط صراخي وذلك السيل من الدماء الذي يرفض التوقف، ذهبنا للمشفى
"نزيف حاد وكسر في الحوض " إنه تشخيص الطبيب.
أمضيت ليله زفافي الأسطورية في المستشفى، اتصل بوالدي بالتأكيد ليتهرب من دفع النقود، عاتبه الجميع أنه كان يجب عليه التمهل قليلًا، كان يتقبل الأمر بمنتهى البرود موجهًا اللوم لي أنا بأني فضحته أمام الجميع وأنه لن يمرر هذا مرور الكرام أبدًا، يا ويلي ماذا ستفعل أكثر من كسر بالحوض أيها المعتوه؟!
أذن لي الطبيب بالخروج وسط تنبيه مشدد ألا يقربني علاء لمدة شهران.
"ما أحلى حظي يا له من شهر عسل!" كان هذا رد علاء الساخر على الطبيب.
ذهبت لمنزلنا بعد مكوثي أسبوع بالمشفى.
كل يوم يمضي أحس أني أمام إنسان آخر غير ذلك الذي كنت مخطوبة له.
"عندما تصبحين بخير ستجدين سريرك وكأن شيئًا لم يحدث"
كان هذا كلام والدتي.
بالطبع سأظل فترة الشهرين عند والدي ليستطيعوا الاعتناء بي،
ظلت أختاي معي، كنت أظن أنهما بقيتا للاعتناء بي، لم أكن أعلم أنهما أتيتا غاضبتين لكنهما كانتا تخفيان الأمر عني، وكان علاء يأتي يوميًا ويظل يلقي عليّ باللوم.
يأخذ في التذمر "أهكذا يا رب أقضي فتره شهر العسل؟ هذا ليس عسل هذا بصل".
لأرد عليه "وهل كنت أنا السبب في هذا البصل أم أنها غلطتك وتهورك، لو كنت سمعت كلامي لم يكن هذا ليحدث، وتلك المنشطات التي تناولتها وجعلتك بتلك الوحشية هل كنت أنا من أعطاها لك؟"
أمسكني ساعتها من رقبتي" اصمتي، لولا أننا في ضيافة أهلك لكنت أريتك ما لا يعجبك."
فصَمُتُ محطمة القلب، من هذا الوحش الذي تزوجته؟
وآثرت أن أخفي عن أهلي، لكيلا أجعل والدي ووالدتي يحسون بما أعانيه يكفيهم مشاكل أختاي، بعد أسبوع أخذ أبي أختاي وأرجعهما إلى زوجيهما.
كان سبب غضبهم ليس بالأمر الجلل، لكنهما قامتا بتكبير الموضوع، نهى كانت تريد نقودًا لتشتري ملابس مناسبه لزفافي الميمون لها ولأولادها وفهمت خطأ أن محمد يخفي نقوده عنها، وعلم أبي بعد ذلك أن تلك النقود كانت أمانه لديه،
وزهراء غارت على غالي من إحدى العميلات التي كانت تدلل عليه وظنت أن بينهما علاقة ما، فاشتعلت النيران في قلبها وصممت على ترك المنزل.
محمد وغالي كانا رجلين عاقلين أوصلاهما بنفسهما للبيت قبل الفرح بأسبوع ليقوم والدي بنصحهما
"يا بنات تحدث الخلافات في كل المنازل، كن صبورات، وتحملن، كل المشاكل تمضي وتظل العشرة الطيبة والاحترام المتبادل، وما دام أي من زوجيكما لم يهيناكما فلا داع للمشاكل الصغيرة، إياكما أن تتركا بيتكما مرة أخرى إلا لأمر جلل دعكما من الأمور الفارغة"
أما العلاء زوجي المغوار يوم أن ذهب والدي ووالدتي لإرجاع أخواتي وتركوني في عهدة زوجي المصون، كان ينظر لي نظرة كتلك التي نظرها لي يوم زفافنا، وأخذ في التودد إليّ، ولما ذكرته بأن الطبيب أمر بعدم اقترابه مني، صمت قليلًا، ظننته استسلم للأمر، لكنه أعطاني كوبًا من العصير وبعدها لم أشعر بشيء، حين استيقظت علمت أنه نال مني مراده.
وعندما عاتبته رد بكل برود: زوجتي ومن حقي في أي وقت، يا حلوتي خدرتك لكيلا تتألمي أنتِ وأرتاح أنا.
كرهته، لم أعد أطيقه، لكن هل أتطلق وأنا ما زلت عروسًا وأتسبب في فضيحة لأهلي، وتلوك الناس سيرتي، هذا ما كان يدور بعقلي ساعتها، دفنت خيبتي في قلبي.
ومرت الأيام ...
كان مقيمًا عندنا فتره الشهرين، آكلا شاربًا نائمًا وعندما كان يذهب لشقتنا بحجة الاطمئنان على أختيه العقربتين كان يأخذ طعامًا له ولهما أيضًا، إلى أن اكتشفت الطامة الكبرى
أنا حامل...
وقع عليّ الخبر كالصاعقة، وفرح الجميع بالخبر ما عدا علاء
الذي قال متأففًا: لم أفق بعد من مصروفات الفرح الذي لم أفرح به هذا ما كان ينقصني طفل يزيد من أعبائي.
طمئنه والدي: لا تحزن يا ولدي كل طفل يأتي برزقه، وسأعينك ما استطعت.
أمي نهلة كانت تتحسر على حالي، وتسري لأبي بخوفها الشديد عليّ وعلى مستقبلي مع علاء، لكن أيضًا كانت تخشي أن أنفصل فأحمل لقب مطلقة.
قالت لي في محاولة منها لإمدادي بالقوة: أعرف بنيتي بما تشعرين لكن تحملي كل الرجال هكذا، ظل رجل أفضل من ظل الحائط والآن سيرزقك الله بطفل جميل اجعليه دنياك، لا تلقي بالًا لأي شيء، أنا ووالدك في ظهرك لن نجعلك تحتاجي لشيء.
كنت أسلي وقتي في فراشي برسوماتي وتصميماتي التي كان علاء دائمًا يسخر منها مع أن كل من حولي يبدون اعجابهم بها وبجمالها واهتمامها بتفاصيل التصميمات.
وكان دائمًا ما يردد على مسامعي: اعملي في بنك تُدرين علينا مالًا بدلًا من هذه الشخابيط التي لا تفيد.
انقضى الشهران وعدنا لشقتنا
حاول علاء الاقتراب مني وكنت لا أطيقه، كنت معه كالرجل الآلي لا رغبه لي به أبدًا، مرت حياتنا على تلك الوتيرة، معظم طلبات منزلي كان والدي العزيز هو من يحضرها حتى أضحي ذلك الكرم في نظر علاء التزامًا، وإذا قصر أبي عن دون قصد منه أسمع من علاء ما يعكر دمي
- هل نسيك والدك؟ أين طلبات المنزل؟ هل أشتريها أنا؟
- هذا هو المفروض! أزوجني أهلي لك ليقوموا بالإنفاق علينا؟
- احمدي الله أنت وأهلك أنني قبلت بك بعد فسخك لخطبتين، اطلبي من والدك نقودًا لنصرف منها.
- وهل فسخ الخطبة يعيبني، ثم أين النقود التي كسبتها من اللوحة التي كنت تخطها.
- أي لوحه إنها ملاليم لا تكفي لشيء.
- لقد رأيتك تضع بدولاب غرفة الأطفال نقودًا، اصرف منها.
- أتتجسسين عليّ أيتها الحقيرة.
وصفعني فوقعت على السرير، انقض عليّ يضربني، صفعات تتلوها صفعات، أمسكني من رقبتي قائلًا:
- إياك أن تضعي عينيك على ما معي من نقود، ما أكسبه لا شأن لك به، أنتِ ملزمه بالصرف على المنزل، اطلبي النقود من والدك، وإلا أقسم بالله سأجعلك تحزنين عليه وتأخذين عزائه.
- أنت مجنون، ابتعد عني، هل ستقتله؟
- وهل رأيتِ جنونًا بعد؟ لست أنا من سيقتله، أحد أصدقائي يتمنى خدمتي، ولن يجد أفضل من هذه خدمة نقتله لترثيه.
- أيها القذر لقد فاق جنونك الحد.
- لم تري شيئًا بعد أيتها الجميلة، ما بك أصبحت حلوة هكذا؟
وأنزل يده من على رقبتي بعد أن كان يخنقني، وأخذ في تلمس جسدي بشهوة منه وصد مني، واغتصبني وسط كلماته التي أكرهها:
- أنتِ لي... لا تستطيعين تركي... إما أن تنفقي على المنزل أو أسلط على والدك من يقتله.
لم أخبر أحدًا من أهلي بما حدث بعد تهديد علاء لي بقتل والدي، فلعلاء صديق بلطجي ويفعلها.
كانت الأيام تثبت لي كل يوم مدي سوء حظي، كنت أتحمل وأُمني نفسي أنه ربما يتغير ولا أكسر بقلب أمي، كنت أغيب عنهم ولا أزورهم في الأيام التي تكون الكدمات فيها واضحة وأتحجج بأي حجه لكيلا يأتون لنا.
أما العقربتان أختاه المقيمتان معنا بنفس المنزل كانتا في قمة سعادتهما وهما تريان كدماتي، مرت أيام حملي وأنا أحمل هم شقتان أنظف لي ولهم وأطبخ أيضًا.
وضعت حملي، صبي اسميته عُمر ليكون عمري
كرست حياتي لولدي، تحملت من علاء الكثير والكثير، لن تكفي الصفحات لأحكي عن مواقفه معي، لسانه السليط على أهلي وأختاي، كل ما يريده أن أنفق على المنزل عليه وعلى أخواته.
بالطبع كانت احتياجات عمر في رقبة والدي.
مرت سنتان منذ ولادة عُمر
في أحد الليالي جاء متأخرًا للمنزل معه لفافة سوداء أخفاها في غرفة الأطفال في الدولاب، كنت لا أدخل هذه الغرفة لأنه كان يشاهد بها أفلامه القذرة متحججًا بأني حتى لم أعد أحرك فيه شعره.
لكن شيئًا ما كان يخبرني أن تلك اللفة بها شيء خطير، غافلته بعد أن نام وفتحتها لأجد ما هالني، مسدس وبضعه أكياس من الهيروين
صرخت من صدمتي، أفاق هو على صرختي ليجدني بالغرفة،
أخذ يكيل لي السباب وانهال عليّ ضربًا حتى تورم وجهي وجسدي، وأمسكني من شعري ووجه المسدس إلى رأسي مهددًا بقتلي، لم تشفع توسلاتي له ليتركني،
استيقظ عُمر ورآنا على تلك الحال، فزع الولد وأخذ في البكاء واقترب يضرب علاء: أترك أمي أنا لا أحبك. (بلغة غير واضحة بالطبع)
ليضربه علاء بقدمه وألقاني أرضًا، احتضنت ولدي
صرخ هو: إن سمعت حرفًا واحد منك سأقتلك أنت وهو.
أخذت أهدئ من روع عُمر وأقنعته أن ما رآه كان كابوسًا حتى صدقني،
بعد ذلك الموقف عقدت العزم على الهرب منه، لقد تحملت الضرب والإهانة طويلًا لن أتحمل أن يتاجر في المخدرات أو أخاطر أن يصل ولدي فلذة كبدي لها،
لا لن أربيه مع هكذا رجل أبدًا، فليذهب كلام الناس للجحيم، لن يعيش أحد معاناتي.
بعد أن خرج باليوم التالي أخذت ولدي وتوجهت لوالدي أخبرته بكل شيء.
استدعاه والدي للمنزل
ليبادره علاء بالقول: هل يصح يا حاج أن تترك ابنتك المنزل من ورائي هل هكذا ربيتها؟
رد عليه والدي: لولا أني ربيتها ما كانت لتظل معك وتتحملك كل هذه الفترة وليس هذا مربط الفرس.
فرد علاء: وما هو مربط الفرس.
- الطلاق.
- نجوم السماء أقرب لها.
- ستخلعك.
- ساعتها سأجعل سيرتها على كل لسان وأسوء سمعتها وسألفق لها قضية زنا.
- اذكر الثمن الذي تريده يا علاء لننهي هذا الوضع بالتراضي.
- مائة ألفٍ وتتنازل عن كل حق لها عندي.
- حسنًا موافق، وتتنازل أنت عن كل حق لك في حضانة عُمر أو حتى رؤيته.
- لا، عُمر له ثمن هو الآخر، خمسون ألفًا لعُمر وأطلق وأتنازل عن شوقي لرؤيته.
- اتفقنا.
أخيرًا أصبحت حرة، هل ستنتهي معاناتي يا الله؟ كنت أخشى من علاء أو ما قد يفعله، لم أكن أخرج من المنزل أو أدع عُمر يخرج من المنزل خوفًا من علاء أن يؤذينا، كنت أدعو الله أن يخلصني منه للأبد واستجاب الله لدعائي، قُبض على علاء بتهمة الاتجار بالمخدرات، وفي أثناء فترة الحجز قتله أحد المساجين في أثناء مشاجرة بينهما.
أما أختيه العقربتان تخلت عنهما أختهم المتزوجة بعد أن خيرها زوجها بين أن تظل في عصمته أو تختار أخواتها وتنسى أولادها تمامًا فظلتا وحيدتين في وجه الأيام،
لقد خلصني الله من كل من آذاني.
تفرغت لأربي ولدي وعكفت على رسوماتي أنميها وأحسن من مستواي
إلى أن وجدت إعلانًا في الجريدة عن مسابقة للتصميم لصالح إحدى دور الأزياء الشهيرة، قدمت في المسابقة وفزت بالمركز الأول، فتم تعييني بالشركة، وأصبحت من أهم المصممين بها، لم ألتفت أبدًا لكلام الناس ولا للنظرات الموجهة لي في الشركة فور معرفة أني مطلقة، سافرت للعمل بفرع الشركة بباريس، كانت أمي معترضة طبعًا لكن والدي شجعني وتركت عُمر في رعايتهما.
تألقت تصميماتي بعد أن صفت نفسي مما كان يعكرها ونالت تصميماتي الإعجاب وصرت أشهر مصممة أزياء من أصل عربي في باريس، كنت مدعوة لإحدى الحفلات لتكريمي، ارتديت تصميمًا من تصميماتي وفي الحفل ذهبت عند البار لأطلب شيئا أشربه، تعثرت في ذيل فستاني وكدت أن أسقط لولا تلك اليد التي أمسكتني، إنه وسيم فائق الجاذبية له شارب وذقن، ملامحه عربية خالصة، شعره ناعم حالك السواد عينان لا تختلفان عن شعره، تشعان جاذبية، لقد تسمرت عندما رأيته لم أستطع النطق أحسست أن الزمن توقف من حولي، لقد أطلق كيوبيد سهمه وأصابني مباشرة في سويداء قلبي.
سألني بالفرنسية: هل أنتِ بخير؟
- نعم أشكرك.
تناسيت رغبتي في العصير وآثرت الابتعاد عن محيط جاذبية هذا الذي ظهر لي من حيث لا أعلم وتركته، أُعلن في الحفل عن تكريم المصممة العربية منى غازي وصعدت لاستلام جائزتي.
بعد قليل وجدت ذلك الوسيم يقترب مني قائلًا بالعربية: أنا فخور بتكريمك وتشريفك لبلادنا في عالم الأزياء، تفضلي أنا لا أشرب الخمر فآثرت أن أحضر لك عصيرًا.
- أشكرك.
وتناولت منه العصير محاولة إخفاء ارتباكي بينما قال:
- أعرفك بنفسي أنا جاسر حسين رجل أعمال ومهتم بالفن والأزياء.
- الشرف من نصيبي سيد جاسر.
وطوال الحفل كان جاسر بجواري يتجاذب معي أطراف الحديث، بعد انتهاء الحفل أوصلني جاسر حيث كنت أقيم متعللًا بتأخر الوقت وأنه لا يصح لسيدة في مثل جمالي أن تغادر دون رفيق يحميها.
دخلت شقتي في قمة سعادتي أغني وأتراقص طربًا أدور كالطفلة لا أعلم سببًا لذلك فقط كنت في قمة سعادتي وراحتي أمسكت بقلمي وصممت فستان زفاف كان أروع فستان صممته.
أنا نفسي كنت غير مصدقة أنني رسمته، لن أعرضه على الشركة سيظل هذا لي مع تلك التصميمات الخاصة بي التي أحتفظ بها لنفسي.
ذهبت لعملي كالعادة وقلبي يتمنى أن ألتقي بجاسر صدفه، لكن خاب أملي ولم أره، مر أسبوعان منذ الحفلة، سألت عنه طوب الأرض كما يقولون متعللة بأن هذا أول رجل أعمال عربي أقابله فلدي فضول بشأنه، أجمع الكل أنه رجل عصامي ذو تاريخ مشرف، لا تشوبه شائبة، لا علاقات نسائية مشبوهة، لا صديقات، معاملته مع النساء في حدود العمل فقط، لا يشرب الخمر، يا ربي إنه حتى لا يدخن السجائر، من أي قصه خيالية خرج هذا الجاسر ليمتلكني هكذا منذ النظرة الأولى.
وفي المساء وجدت هاتفي يرن برقم لم أعرفه والمتصل يقول لي بالعربية:
- مرحبا سيدة غازي، أتمنى ألا أكون أزعجتك في وقت راحتك، معك مكتب السيد جاسر حسين، أتمنى تحديد موعد ليقابلك السيد جاسر للحديث معك في أمر هام.
- وما هو ذلك الأمر؟
- لا علم لدي سيدتي، تقتضي مهمتي بتحديد الموعد فقط.
- حسنًا، أستطيع مقابلته في يوم عطلتي بعد غد.
- هذا جيد سيدتي، ستأتي السيارة لتوصلك لمكان الاجتماع في الساعة السابعة، هل هذا مناسب لك؟
- حسنًا، هذا جيد سأكون جاهزة في السابعة.
أغلقت السماعة غير مصدقه لما حدث، أخيرًا سأقابل جاسر الذي لم أكف عن التفكير فيه منذ يوم الحفلة، جهزت نفسي ارتديت فستانًا أسودًا متلألأ في هدوء بدون بهرجة وأطلقت العنان لشعري مسترسلًا، كانت راحتي وانجذابي لجاسر تضفيان عليّ بريقًا وجمالًا ملحوظين.
في السابعة دق جرس الشقة ليعلمني حارس العقار أن هناك سيارة تنتظرني بالأسفل
نزلت، فتح لي الباب مثنيًا على جمالي شكرته بابتسامة،
لأجد جاسر مستندًا على باب سيارة رياضية، تبادلنا التحية وركبت معه ليصحبني إلى مطعم عربي، تبادلنا الحديث، وأسر لي أنه يريد إنشاء شركة أزياء خاصة به أكون أنا مديرتها، وافقته فكيف أرفض مثل هذه الفرصة.
عملنا سويًا وتعارفنا عن قرب أكثر، وكانت كل دقيقة تمر تزيدني تعلقًا وحبًا له، وبعد فترة، خرجنا في موعد لعشاء عمل، بعد أن انتهينا من الحديث عن العمل قال:
- أنهينا الآن الجزء العملي لنغادر، لأن لدي ما أريد قوله لك وليس هذا مكانه.
- لماذا ليس هذا مكانه؟ إلى أين سنذهب؟
أمسك يدي: تعلمين أني رجل حسن السمعة لا تخشي شيئًا هيا بنا.
- لا أريد أن أتأخر سيد جاسر.
بكل حب ورقة نظر في عيناي: جاسر فقط يا منى.
هربت من نظراته وغادرت معه لنصل لشاطئ البحر، وجدت طاولة وكرسيان محاطان بالشموع، وجو يخلب الألباب السليمة فما بالكم بلبي أنا الذي لم يعد معي وغاب بسكرات الهوى، جلس جاسر وطلب مني الجلوس وقال:
- منى أنا أعرف عنك كل شيء منذ أن ولدت للآن، وأعرف أنك سألت عني جيدًا وأنا لست ساذجًا أبدًا لألا ألحظ أنك تكنين لي المشاعر فأنا كذلك أيضًا، لقد طلبت يدك من والدك ووافق.
ونزل أمامي راكعًا على ركبته كما يفعل الأجانب مخرجًا خاتمًا ماسيًا من جيبه
- منى أتوافقين أن تتزوجيني؟
لم أعرف ماذا أفعل أمام هذه المفاجأة، الصدمة أخرستني فلم أكن لأتوقع هذا أبدًا، قبل أن أحاول جمع شتات نفسي، وجدت جمعًا غفيرًا لا أعلم من أين ظهر،
أمي وأبي وعمر ابني وأختاي وزوجيهما وأولادهما، كلهم يقولون: وافقي يا منى وافقي.
قلت: موافقة.
أمسك جاسر يدي وألبسني الخاتم، لأجد المأذون شخصيًا بجبته وقفطانه يظهر
ويجلس على الطاولة ويعقد قراني على جاسر بشهادة زوجي أختاي.
فور عقد القران قبلني جاسر من جبيني واحتضنني وأخذ يدور بي هامسًا في أذني -- هذا ما تمنيت فعله منذ أن رأيتك بالحفل.
ذهبنا جميعًا للإقامة في قصر جاسر حتى موعد الزفاف، صمم جاسر أن تكون الشركة باسمي وملكًا خالصًا لي، عرضت عليه تلك التصميمات الخاصة التي صممتها فأعجب بها جدًا خاصه فستان الزفاف، بعد أن أخبرته أني صممته يوم أن قابلته.
حددنا موعد حفل الزفاف، واتفقنا أن عُمر سيقيم معنا بباريس فلقد أحبه جاسر جدًا وكذلك عُمر أحب جاسر، طلب مني جاسر ألا أشغل نفسي بأي تجهيزات وأن إحدى شركاته المتخصصة بتجهيزات الحفلات ستهتم بالأمر وأن فستاني سيكون جاهزًا على ذوقه.
يوم الحفل انتهت خبيرة التجميل من عملها لأجد فستاني وصل، إنه الفستان الذي صممته يوم قابلت جاسر، تم الحفل وكان غاية في الروعة، منحوتات ثلجية على هيئة طيور متناثرة في الأركان، ورود هنا وهناك، صاحب دخولنا سرب من الحمائم البيضاء التي انطلقت في الأجواء، وبعدها سقطت علينا بتلات الورود من كل مكان، وفي نهاية الحفل انطلق بي أنا وجاسر منطاد أبيض كبير كتب عليه
(حقًا لقد تزوجنا)
وفور انطلاق المنطاد انطلقت آلاف البالونات البيضاء معنا، حياتي مع جاسر لم أعاني فيها أبدًا ولا لحظة واحدة، جاسر كان عاشقًا لعُمر، وعُمر كان مرتبطًا جدًا بجاسر.
أنجبت من جاسر أحمد ويوسف، لم يفرق جاسر أبدًا في معاملته بينهم،
عشت نعيمًا لا مثيل له.
أفقت من ذكرياتي بدخول جاسر المكتب ليحتضنني قائلًا: هيا سنتأخر على حفل زفاف عُمر.
تمت بحمد الله