آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة محمد شاهين
  5. لا أحد هنا

لا أجد اسمًا لما قادني إلى ذلك البيت العتيق عند آخر الطريق. لم يكن نداءً صريحًا، بل أشبه بهمهمة صامتة .

 

البيت... ذاك الذي سكنت فيه أمي قبل أن تغادر فجأة، وتغلق بابها خلفها إلى الأبد.

الغروب كان يختفي فوق الأفق، والظلال تتمطى على الإسفلت ككائنات فقدت أجسادها.

 

وقفت عند الباب الخشبي المُغبر. كان مواربًا، كما لو أن الزمن أخطأ وأبقى عليه مفتوحًا... أو كأن أحدهم ما زال ينتظرني.

 

دخلت.

 

الهواء في الداخل ثقيل، ساكن، كأنه لا ينتمي لهذا العالم. كانت الرائحة مألوفة، لا تنبع من الرطوبة وحدها، بل من شيء أعمق... كأنها بقايا أيام لم تُعش، أو ذكرى لم تجد طريقها إلى الحدوث.

 

لم أشعل الضوء. لم أحتج إليه. كنت أعرف طريقي جيدًا، كما لو أن خطواتي كانت تسبقني بسنين. الغرفة، تلك التي تطل على الشجرة اليابسة، حيث كانت تنام أمي، كانت تنتظرني.

 

لكنها لم تكن كما تركناها. الفراش مرتب بعناية، الستائر مرفوعة، وعلى المنضدة شمعة تتوهج في صمت.

 

توقفت.

 

تلفّتُّ. لا أحد.

 

"من هناك؟"

لكني لم أنطق بها. تساءلت بها داخلي، كأن الذات تخاطب ظلها.

 

لا جواب.

 

أردت الهرب، لكن قدميّ لم تكونا لي. الخطى التي سُمِعت لم تكن خلفي، بل داخلي... تقترب شيئًا فشيئًا .

 

هناك، في الصالة، علقت مرآة قديمة على الجدار. نظرت... فلم أجدني.

 

ولم أُفاجأ.

 

"أين أنا؟" همست، لكن السؤال لم يكن عن المكان، بل عن المعنى.

 

فأجابني صوت يشبهني، لكنه ليس لي:

 

"أنت هنا منذ زمن. دُفِنتَ في اليوم ذاته."

 

استدرت. لا أحد.

 

لكني شعرت بشيءٍ يتحرك بداخلي... كهواءٍ يمرّ في جسد بلا رئتين.

 

الشمعة خمدت. وعلى السرير ظهرت ورقة، بخطّ أعرفه جيدًا.

 

"لماذا تخاف؟ ألم تُدرك بعد ما حدث؟"

 

خط أمي. واضح، ساكن، كما كان على رسائلها القديمة.

 

ارتجفت. لا خوفًا، بل كمن تذكّر.

 

ومضة. بكاء مكتوم. يد باردة تمسك بي. حفر. تراب. ثم ظلام لا صوت فيه.

 

لكن... لا أذكر أنني خرجت من هناك.

 

مددت يديّ أفتش عن هاتفي، عن جيبي، عن أي دليل يشدني إلى الواقع.

 

لا شيء.

 

نظرت إلى يديّ... شاحبتان، زجاجيتان، كأنهما انعكاس لضوءٍ نُسي في العدم.

 

اقتربت من المرآة المعلقة على السلم. كانت فارغة، ثم بدأت ملامح تظهر ببطء. لم يكن وجهي، بل وجه أمي.

حدّقت إليّ بعينين تفيض بالحزن... وبشيء آخر: المعرفة.

 

همست:

"كنت تقول إنك لا تخاف الموت، لكنك ارتجفت حين غادرت."

 

تقدمتُ، أردت أن أسألها، لكن صوتها اخترقني:

 

"لم تحتمل الفقد. قلبك توقّف بعدي بلحظات. دفنونا معًا، كما تمنّيت. لكنك... لم تنتبه."

 

تراجعت.

 

لم أسقط.

 

بل ذُبت.

ذابت ملامحي، ذابت فكرتي عن نفسي، كأن الوعي تأخر في الوصول إلى حقيقته.

 

نهضت – أو توهمت أنني نهضت – لكن لم أجدني. لا ظل، لا صدى، لا أثر.

 

البيت كما هو، لكنه بات غريبًا. لا يعرفني.

 

خرجت أبحث عن باب، عن مخرج، عن حياة تؤمن بوجودي.

 

فقط جدران طينية متهالكة، تتآكلها الشقوق..

 

ثوب أبيض يلتف حولي ارتديته عن غير وعي..

 

صرخت:

"أنا هنا! أنا هنا!"

 

لكن الأصوات لم تجب. ارتدت إليّ، جوفاء، كأنها تجهل لغتي أو لم تعد تعترف بوجودي.

 

ومنذ ذلك الحين، أنا هنا..

ولا أحد هنا..ليسمعني..

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
3↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة ياسر سلمي
7↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
8↑1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
9↓-1الكاتبمدونة هند حمدي
10↓الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑55الكاتبمدونة هبة شعبان156
2↑24الكاتبمدونة عطا الله عبد136
3↑14الكاتبمدونة سحر أبو العلا48
4↑14الكاتبمدونة محمد التجاني123
5↑13الكاتبمدونة عزة الأمير157
6↑6الكاتبمدونة حسين درمشاكي35
7↑6الكاتبمدونة اسماعيل ابو زيد83
8↑6الكاتبمدونة عماد مصباح144
9↑6الكاتبمدونة رهام معلا167
10↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد53
11↑5الكاتبمدونة مريم خالد191
12↑5الكاتبمدونة هبة محمد245
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب339000
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196256
3الكاتبمدونة ياسر سلمي185003
4الكاتبمدونة زينب حمدي170729
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133752
6الكاتبمدونة مني امين117540
7الكاتبمدونة سمير حماد 109786
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99703
9الكاتبمدونة مني العقدة96402
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95744

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

1574 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع