"الابتعاد"
ليس في كل الابتعاد تخلٍّ..
ففي بعض الابتعاد تمسكٌ وحفاظٌ على ما تبقى من أواصرَ المودةِ وذكريات أيامٍ ولت ومضت وأفلت شمسُها
ويبقى السؤال.. متى يؤخذ قرارُ التخلي؟ ومتى يكون التمسك به ضرورةً لا بديلَ لها؟ وما حجمُ هذا الألم الذي قد يودي بعلاقاتٍ من لحظاتٍ ونبضاتٍ إلى الزوال؟
ربما نفدَ الرصيد.. فنفادُ الرصيدِ يعني تراكمات من مواقفَ وزعزعاتٍ متتاليةٍ أدت إلى هذا الطريق المسدود
الذي لا فرار منه ولا سبيل عنه إلا إليه
ربما يكون أيضًا من إيلاف النعم واعتيادها ما قد يؤدي إلى فقدانها حين نجهل قيمتها الحقيقية..
فنعزف عنها بالنظر إلى ما حولنا حتى نبتعد عنها تدريجيًا
وحينها يكون الشعار المستحق: "أهلًا بالتخلي"
حين يتغلغل الوجعُ الضلوعَ ويسري مسرى الدماء في شرايينَ دامت حياتها على لحظاتِ بقاءٍ لم تدم..
إن في التخلي شقاءٌ وفناء.. والفراقُ احتراق
فرحمةً بالقلوب التي لا تملك
سوى أن تنبض بصدقٍ وحبٍّ وأمان...