أعلم أن هذه الوردة لم ترَ النور منذ عقود..
وأعلم أن راعيها انشغل عنها بالزنابق..
خجلى هي الوردة فلا تجدها تطالب حتى بالماء..
ولا تعرف كيف تسأل راعيها اهتمامه..
ولمَ عساه يطيل الغياب..
كلما حاولت الشهيق لتعيش قابلتها عيون اللائمين..
الكون يتوق للهواء..
أين حمرة وجنتيكِ؟!
أين عبيرك؟!
فيمَ نفعكِ؟!
تقف صامتة صامدة رغم أنينها..
تقف لامعة شامخة تخفي تعبها..
فيقولون..
مازلتِ تلمعين وتقفين..
رغم أنه لا عبير لكِ؟!
ورغم أنه لا لون لكِ ولا رائحة؟!
يدعون الملائكية وهم يدفعونها نحو الموت دفعًا..
وهي الوردة الهشة الرقيقة..
حتى انحنى جذعها..
حزنًا وحسرة..
حتى انحناؤها لاموها عليه..
انكسرت.. بكت وأغمضت للأبد..
فحرك الجراح كتفيه باستهانة..
وقال:
"هذا فعلها.. وأنا منه براء"