1ــ شنت إسرائيل حربا على إيران فجر اليوم الجمعة تفوق كونها مجرد حملات عسكرية أو ضربات محدودة مستهدفة مواقع في العاصمة الإيرانية وعدد كبير من المدن، وأسفرت هجماتها عن استهداف البرنامج النووي الإيراني وأصول عسكرية واستهداف قادة كبار في المنظومة العسكرية الإيرانية.
2ــ أدت العمليات في التقييم المبدئي إلى اغتيال قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس الأركان الإيراني محمد باقري، وقادة كبار آخرين في الحرس الثوري وعلماء ذرة كبار.
3ــ يمكن القول إن هذه الحرب تنقسم حتى الآن إلى 3 مستويات متزامنة وهي: المشروع النووي ــ تدمير منصات إطلاق الصواريخ ــ القضاء على كبار مسؤولي النظام بمن فيهم القادة والعلماء.
4ــ يعني ذلك أن إسرائيل أرادت إحداث خلل بالغ في منظومة القيادة الإيرانية، تمهيدا لشن المزيد من الضربات الموسعة التي تطال رأس النظام نفسه، بمعنى أن هذه الحرب لا تستهدف تقويض البرنامج النووي بل تستهدف القضاء التدريجي على النظام مع توقعي باستهداف المرشد الإيراني على خامنئي.
5ــ وتشير نجاحات إسرائيل هذه المرة في الوصول السهل إلى قلب طهران وقلب المدن المركزية في الهضبة الفارسية التي طالما تحصنت تاريخيا ضد العدوان الخارجي إلى أن تل أبيب لديها القدرة الراهنة على استهداف المرشد وإحداث أكبر الخسائر السريعة والمؤثرة للغاية بالنظام.
6ــ ما سبق يؤدي حتميا إلى أن إيران أولا تعرضت لخداع إستراتيجي بالغ من كل الأطراف الدولية وعلى رأسها أمريكا والتروكيا الأوروبية التي نبذت إعلاميا اللجوء إلى الحل العسكري لحل المعضلة الإيرانية كما أنه يشير إلى ضعف بنيوي وهيكلي في منظومة الأمن الوقائي لدى إيران لا يمكن التعبير عنه بالكلمات.
7ــ من المؤكد أن إيران سترد على تلك الحرب الإسرائيلية بعمليات صاروخية ومسيرات، لكن لو لم تقم إيران باتخاذ القرار السياسي والإعلان عن الامتلاك النووي والقيام بعمليات حقيقية مماثلة تماما في قلب تل أبيب واغتيال قادة في قلب النظام، فهذا يعني سماح إيران لإسرائيل باستمرار حملاتها على إيران، وبالتالي إسقاط النظام كليا وإخضاعه عسكريا تماما كما حدث في حالات الغزو البري التي تعرضت لها إيران على مدى تاريخها الحديث المفعم بالانكسارات العسكرية أمام القوى الخارجية.