آخر الموثقات

  • في حضرة الميلاد.. ورفيقة الدرب
  • قلبٌ لا يُشبه القلوب
  • ق.ق.ج/ فراغٌ بلونِ الحب
  • ق.ق.ج/ نقشُ الغضبِ
  • من قاع الكنيف
  • عمة على رمة
  • كاليجولا والمستحيل
  • مؤذن على المعاش | قصة قصيرة. 
  • بكل حرف نزف من قلبي
  • عن ديوان "واحدة جديدة" لهبة موسى
  • أعتذر عن السهو 
  • الرب يحبني
  • الإبداع البليغى
  • نَجْمَةٌ لَا تُدْرَكُ 
  • شكر واجب
  • قصة قصيرة/ جسر الأيام
  • ق.ق.ج/ شعور
  • البعد والجوى
  • احلامي المعاقبة
  • بين اليأس والسكينة.. حديث العابرين على أطراف وطن
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مها الخواجه
  5. الجدران - قصة قصيرة

الجدران

 

رنات الهاتف المحمول لا تتوقف، إنها المرة السابعة التي يتصل فيها، ست مرات سابقة متتالية كنت أنظر للشاشة ثم أدير رأسي ولا أرد لكنه لم يتوقف، ولن يتوقف، فأنا أعلم إصراره وعناده، ضغطت زر الاستقبال وأجبته لمرة أخيرة تعمدت فيها الاتزان والهدوء:

- نعم!

 صوته المندفع عبر سماعة الهاتف أتاني محملاً بالهلع، والكلمات التي يقذفها فمه دون توقف:

- إنهم هنا، ظلالهم تحاصرني، وكلما التفت أجدها تطل فوق رأسي، تعلمين أنني لا أستطيع إخبار أحد غيرك .. الجميع متآمرون ولا ثقة لي فيهم .. لا أثق بسواكِ .. أنتِ فقط .. 

 

تنهدت بصوت مسموع وأنا أحاول جاهدة أن يكون ردي هادئ، لكنه لم يمهلني، وأكمل كلماته التي أثارت حنقي ..

- لقد كذبتني في بداية الأمر حين قلت لك أنهم يأمرونها أن تتزحزح .. أن تقترب من بعضها البعض .. وها هي الآن كادت أن تنطبق .. لقد أصبح المكان بالكاد يتسع لجسدي .. 

 

أغمضت عينيّ أحاول احتواء الأمر، دوامة تطيح بعقلي وأنا أردد، لا فائدة إنه نفس الكلام الذي مللت سماعه .. فأجبته:

- ‏ثانيةً .. ألن ينتهي هذا؟!

 

كنت أستمع لكلماته وأنا أتذكر عدد المرات التي تكرر فيها هذا الأمر .. فانفلتت أعصابي:

- ‏قلت لك مرارا أخرج .. تنفس .. انظر من النافذة .. إفعل أي شيء .. غير أن تظل هكذا تراقب تلك الجدران التي تغافلك وتقترب من بعضها البعض ..

 

أدهشني صمته المفاجئ لثوانٍ معدودة، ثم صراخه الملتاع وكأن شيئًا من الجنون قد مسه:

- ‏صدقيني لم يعد هناك مزيدٌ من الوقت .. يجب أن تأتي الآن وفورا ..

صرخت بنفاد صبر:

- ‏لقد صدقتك حين قلت لي أنهم أجبروك على ترك العمل .. دعمتك، ساندتك .. وما الذي جنيته بعد ذلك؟!

صراخك عليّ ليل نهار! .. آثار نوبات غضبك التي ما زالت توشم جسدي! .. فقط لأنني أنكرت ما تراه وتحاول دفعي عنوة لتصديقه؟! ..

ازداد صراخه فبادلته صراخًا بصراخ:

- ‏قلت لك كف عن مراقبتها .. أنت لا تسمعني .. لا تنصت لكلامي .. لقد سئمت عنادك ..

عاجلني بصوته المتوسل وأنفاسه المتلاحقة وكلماته المرتعشة:

- ‏أرجوكِ إما الآن أو لن يكون هناك أية فرصة لدخولك، لن تستطيعي حتى دفع الباب .. فقد اقتربت الجدران حتى أنها ضغطت السرير فتغيرت هيئته .. لم يعد شيء على حاله .. لم يعد شيء كما عرفتِه .. إن تأخرتِ سيكون قد فات الأوان .. أستحلفك بالله صدقيني .. هذه المرة .. هذه المرة فقط.

 

كنت أعيد عليه تلك الكلمات المكرورة والتي حفظها عن ظهر قلب .. وأنا أحاول التحكم بأعصابي علني أبثه بعض الطمأنينة .. إلا أن صراخه المتواصل قد حرك شيء ما بداخلي ..

 

اختطفت حقيبتي واندفعت متوجهة نحو منزله، لم أغلق الهاتف .. ظلت على تواصل معه طوال الطريق، أحاول طمأنته ويواصل هو الصراخ .. يلاحقني بكلمات الواثق مما يحدث معه مرددا: 

- أنا لا أريدكِ أن تأتي لإنقاذي .. لا، لا مطلقا .. فأنا أدرك قدرية ما يحدث، قدرية المصير .. ما أريده أن تري بنفسك أنني لست واهما .. لتشاهدي السرير منحشرًا بين جدارين .. وقد تشظى خشبه وتحول هيكله المستطيل إلى أعجوبةٍ هندسية من خلق تلك الجدران.

 

حين وصلت أمام المبنى الذي يسكنه كان صوته على الجانب الآخر من الهاتف قد أصابه الإعياء وبدأ في الخفوت، كنت أستحثه على مواصلة الكلام .. أصرخ باسمه إلى أن أصبحت أمام الباب فانقطع صوته تماما، أولجت المفتاح في فتحته وأدرته بسرعة، حاولت دفعه لكن كان هناك ما يعيقه، استندت عليه بكلتا يديّ .. دفعته بكل قوتي .. فانزاح قليلا محدثًا صوت تهشم لأشياءٍ كانت قد تراكمت خلفه، حشرت جسدي في الجزء المنفرج دافعة بنفسي للداخل، وما إن أطللت برأسي داخل الغرفة حتى هالني ما رأيت.

 

الفوضى تعم المكان وكأن إعصارًا قد ضربه .. لا شيء سليم، لا شيء بمكانه .. أحاول المرور متعثرة بقطع الأثاث المتهشم والزجاج الذي يتكسر تحت حذائي نافذا إلى قدمي وأنا أتلفت في كل اتجاه باحثةً عنه صارخةً باسمه ولا يأتيني منه أي رد.

 

في ظل الهلع الذي تملكني اندفعت أحرك ما أستطيع إزاحته للتقدم إلى الداخل، إلى أن لمحت إضاءة هاتفه المحمول تلتمع من تحت الأثاث، فأسرعت محاولة الوصول إليه .. عندما اقتربت وجدته منكفئا على وجهه، ذراعه اليمني ممتدة للأمام متشبثة بالهاتف لا تفلته .. صرخت باسمه ولكنه لم يتحرك .. مددت يدي أجذبه وأخلصه مما تراكم فوقه، وما إن بادرت بسحبه نحوي حتى انتفض جسدي وسرت به القشعريرة وأنا أشعر باهتزاز المكان، فتعجلت سحبه بعيدا اعتقادًا مني بأن الاهتزاز ناتج عن تحريك تلك الفوضى، لكنني تسمرت مكاني عاجزة عن أي فعل أمام الظلال التي أطلت فوق رأسي، بينما اخترق سمعي صوت تزحزح الجدران التي كانت تواصل تحركها.

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
3↑1الكاتبمدونة اشرف الكرم
4↓-1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↑1الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓-1الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↑3الكاتبمدونة هند حمدي
9↓-1الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
10↓-1الكاتبمدونة آيه الغمري
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑13الكاتبمدونة طه عبد الوهاب186
2↑11الكاتبمدونة نجلاء البحيري69
3↑9الكاتبمدونة داليا فاروق68
4↑8الكاتبمدونة حسين درمشاكي41
5↑8الكاتبمدونة حنان الهواري108
6↑7الكاتبمدونة غازي جابر24
7↑6الكاتبمدونة أسماء نور الدين65
8↑5الكاتبمدونة دعاء الشاهد58
9↑5الكاتبمدونة عبير محمد97
10↑5الكاتبمدونة عطا الله عبد160
11↑5الكاتبمدونة رهام معلا173
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1090
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب697
4الكاتبمدونة ياسر سلمي662
5الكاتبمدونة اشرف الكرم582
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري507
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني430
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين418
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب338990
2الكاتبمدونة نهلة حمودة196244
3الكاتبمدونة ياسر سلمي184999
4الكاتبمدونة زينب حمدي170728
5الكاتبمدونة اشرف الكرم133749
6الكاتبمدونة مني امين117540
7الكاتبمدونة سمير حماد 109783
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي99700
9الكاتبمدونة مني العقدة96400
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين95738

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
2الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
3الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
4الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19
5الكاتبمدونة ثائر دالي2025-07-18
6الكاتبمدونة عطا الله عبد2025-07-02
7الكاتبمدونة نجلاء البحيري2025-07-01
8الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
9الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
10الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27

المتواجدون حالياً

2337 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع