ازاي بنخدع نفسنا؟. بنشتكي كتير من خداع الناس لينا، ومبنخدش بالنا إن احنا أحيانا بنخدع نفسنا بنفسنا؟
هقول لكم إزاي ده بيحصل وإيه دور المعالج النفسي في كشف الخديعة دي؟
أربع طرق بنخدع بيهم نفسنا. هبسطها لكم
♦️الطريقه الأولى هي : عودة الذات المفقودة
ناخد مثال يوضح الطريقة دي.
تلاقي مثلا أب بيشتغل مقاول ولأنه هو ما قدرش يدخل كلية هندسة.
مصمم ان ابنه يدخل كلية هندسة. ويطلع مهندس ويبرر ده ويقول :عشان يبقى له مكانة كبيرة.
مش ده السبب الحقيقي، أومال تصميمه ده ليه بقى؟
عشان يتولى ابنه عنه تحقيق الحلم اللي هو فشل انه يحققه وهنا بيتحول حلم الأب ده لحمل تقيل على اكتاف الابن اللي اصلا عمره ما فكر في كده ولا ده بيناسب طموحاته .
لو الاب فكر شويه هيكتشف أنه غلطان.وموهوم
وده غلط كبير لان احنا المفروض نتقبل اللي حوالينا وبالأخص أولادنا زي ما هم ،يعني نتقبلهم بذواتهم الحقيقية ، مش زي ما احنا عاوزينهم يكونوا.
♦️الطريقة الثانية: الشراب النفسي
والخدعة دي مع الأسف بيقع فيها المعالج النفسي أوقات مش بس المريض بمعنى انه المعالج مش بيتعاطف مع المريض، لأ بيتعاطف مع السلوك الخاطئ اللي هو بيعمله.زي مثلا أن المريض يكون بيدعي كذبا، أنه ضحية العنف الأسري من أبوه، في حين أنه هو اللي اختار طرق الكسب السهلة غير المشروعة والأب بيحاول يرجعه عن الطريق ده.
فيتعاطف المعالج مع المريض في أن الأب بيتشاجر مع ابنه المريض. وميلتفتش للسلوك الخاطىء، اللي هو سبب غضب الأب.
وطبعا ده بيساعد المريض أنه يصدق وهم كبير، وهو أنه مظلوم وضحية،
يعنى تبقى أنت عامل مص يبة وتتهم الآخرين إن هم السبب.
المعالج الناجح دوره هو أنه يوضح للمريض حقيقة اختياراته السيئة. ويساعده يتخلص من أوهامه.
♦️الطريقة الثالثة: الانتقائية النفسية
وهنا احنا بدل ما نتقبل الواقع زي ما هو . بنرفض منه جزء وبنتقبل جزء يعني بننكر مشاعرنا السلبية وبنحاول نهرب منها ونتجنبها وبنختار ان احنا نعيش المشاعر اللي بتتماشى مع أوهامنا، ونرفض الباقي. في حين ان احنا لو تعاملنا مع مشاعرنا السلبيه هنكتشف حقايق كتير،
مثلا: لما نواجه الحزن بعد الفقد ونعبر عنه ونعيشه لفترة، هنعرف قد إيه كنا بنحب الشخص اللي فقدناه. وتتضح لنا قدرتنا على الحب. ودي حاجة تستحق نفخر بيها.
كمان مشاعر الغضب مثلا بتخلينا نعرف نتعامل بالشكل السليم لما اللي حوالينا يتجاوزوا حدودهم معانا .
يبقى اذا المشاعر السلبية في أوقات كثيره جدا بتساعدنا نصمد ونفضل عايشين.انكارنا للمشاعر دي يعتبر بتر لجزء من الذات.
والصح أننا نفهم كل مشاعرنا ونعترف بيها ونتقبلها.
♦️الطريقة الرابعة والأخيرة: وهم المعرفة:
وهي ادعاء أننا بنعرف كل حاجة وبنفهم كل شيء، وطبعا ده وهم كبير.
ووضح ده في مثال د."چون فريدريكسون" في كتابه
"أكاذيب نخبرها لأنفسنا"
The lies we tell our Selves
وقال إن مريضة يعرفها
كانت بتتهم جوزها بالغباء وطول الوقت تقول له: أنه غبي
كانت شايفه ان هي صح وانها كده مش غلطانة
وهنا تدخل المعالج النفسي بتاعها وقال لها ان اللي هي شايفاه صح اللي حواليها شايفينه قسوة وانه ده خلى جوزها يشعر انها مش بتراعي مشاعره.
الدكتور هنا كان دوره انه يشرح لها ان هو ده المعنى اللي واصل من كلامها وأثاره السيئة، وانه الاثنين دول ما ينفعش نفصلهم عن بعض.
هنا بقى وفي الأربع طرق دول اللي بنكذب بيهم على نفسنا بيتضح دور المعالج النفسي .
واللي بيتمثل في انه بيكشف لنا الحقيقة وبيميزها وبيخلينا نواجه أوهامنا وبالتالي بنتعرف على نفسنا بشكل كامل.
بكل جوانبها.
جدير بالذكر ان العلاج النفسي مش سحر، ولا بيساعدنا ان احنا نكون مثاليين.
دور المعالج النفسي الحقيقي انه بيساعدنا ان احنا نعرف نفسنا الحقيقية ونتقبلها بكل ما فيها من عيوب ونحاول اصلاح هذه العيوب قدر الامكان.