تعقيبي على قرائتي لكتاب (لعنة فستان فرح)، لأستاذي الكاتب الروائي/ مايكل يوسف.
----
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيم
"وقُلْ ربِّ أعوذُ بكَ من همزاتِ الشَّياطين وأعوذُ بكَ ربِّ أنْ يحضرون".. صدقَ اللَّهُ العليّ العظيم.
(لعنة فستان فرح) عنوانٌ جذّاب لكنَّ مُحتوى الكتاب أكثرَ منهُ جاذبيّة؛ حيثُ إستطاع حضرة كاتبنا أنْ يربطَ الأحداث بمُددٍ زمنيّة مُتنوّعة، مُستدِلًّا في ذلكَ على الوقائع التاريخيّة.
تساءلتُ قبلَ البدء في القراءةِ عن سببِ تسميةِ الكتاب بهذا العنوان، وفكّرتُ بيني وبينَ نفسي في ماهيةِ مُحتواه، لكنَّني قد تفاجأتُ بإجاباتٍ غير مُتوّقعة داخل الصفحات.
(لعنة فستان فرح) مائتينٍ وأربع من الصفحاتِ طُبِعَتْ لدارِ الزيّات للنشرِ والتوزيع، وانضمّتْ بتصنيفها لأدبِ الرُعب، وبخاصّة الرُعب النفسي!
بدأ الكتاب بتقديمٍ رائعٍ للكاتبة/ د. شاهندا الزيّات، والتي أنجزتْ وأوجزتْ فيهِ فوضحتْ العِبرة واسْتَبَانَ الهدف.
أحداثٌ جَمّة مليئةٌ بالإثارةِ والغموض، بالإضافةِ للمُتعةِ والتشويق.
ظَهَرَ جلّيًا المجهود المبذول من قِبلِ حضرة كاتبنا في دِّقةِ البحث والتحرّي، وكذا الدرجة التي وصلَ إليها من الثقافة.
(لعنة فستان فرح) أراها جولةً سياحيّة قد حَظيَ بها عقلي من خلالِ المُطالعة.
وُفِقَ الكاتب في اختيارِ الشخوص وتوظيفهم طِبقًا للأحداث، كُلّ شخصيةٍ بما يُناسبها.
راقني دعم الكاتب للأحداثِ بأشعارٍ مُطابقة لها، للشاعرة الفلسطينيّة (هويدا أحمد شُعيب).
سردَ حضرة كاتبنا أحداث الرواية بطريقةٍ مُوّفقة؛ حيثُ بلغَ شعوري أنَّني شاهدةٌ على الأحداثِ لا قارئة وحسب!
ظَهَرَ حُبّ الكاتب للتاريخِ طاغيًا على الأحداث وما بها من وقائع تاريخيّة، لم تُلصق بالرواية وحسب؛ بل جاءتْ بعدَ بحثٍ واستقصاء.
أذهلني ظهور (شهاب عامر) المُفاجئ، وهو نذيرُ شؤمٍ لا يظهر بمكانٍ إلَّا وحلَّ بهِ الخراب!
يُحسَب لحضرةِ كاتبنا احترامهُ لعقولِ القُرّاء، ومن ثَمَّ إخراج إنتاجهِ الأدبي على هذا الأساس.
لعنة فستان فرح.. تُحفةٌ أدبيّة تأخذ اللبّ قبلَ القلب.