مُراجعتي لكتاب (شيخ قريتنا الغريب) للأستاذ الكاتب: بدري رضوان.
الحمدُ لِلَّهِ الذي رزقني قراءة وفَهم هذا المُؤلَف القيّم ذو الفائدة والنفع.
شيخ قريتنا الغريب مائةٌ وستة وتسعون من الصفحاتِ طُبِعَتْ لدار طفرة للنشر والتوزيع، روايةٌ مُيِّزَتْ عن غيرها بفِكرتها الغير معهودة، وبمُحتواها البالغ الروعة، ومُناقشتها أمرًا غاية في الأهمية.
بدأ الكاتب المُقدّمة بكلماتٍ مُختصرة، دَلّتْ على مُرادِ صاحبها من سطرها، ورغم قِلّتها إلَّا أنَّ بِها من العِظاتِ الكثير والكثير.
ثُمَّ شرع حضرتهِ في الفصلِ الأوّل بالحديثِ عن بطلِ الرواية (شَوّادي)، والتعريف بهِ بدايةً من مولدهِ وحتّى بلوغهِ السابعةَ عشر، مع التركيزِ على طبيعةِ الحياة آنذاك، وكيفية التعامُل بينَ النَّاس.
تمتعَ أسلوب كاتبنا بالوضوحِ بعيدًا عن التعقيدِ والتشويش، بالإضافةِ لسردٍ قوي، ولُغةٍ جزلة أصيلة، كما تنوّعتْ مُفرداتهِ لتدُلّ على مدى ثقافتهِ وإدراكه.
سُبحانَ مَن أهدى كاتبنا لهذهِ الفكرة الغير معهودة!
نجحَ كاتبنا في اِنتقاء مُفرداتهِ ووُفقَ في صياغتها ببراعة، كما زيّنَ السرد ببعضِ المُصطلحات الخاصّة باللهجةِ الصعيدية، والتي كانَ لا بُدَّ من وجودها؛ نَظرًا لأنَّ الروايةَ تحكي لنا حدثًا خاصًّا بمنطقةٍ ما بالصعيد.
لا أدري ماذا أقولُ؟
فأنا أمام عمل أدبي خارج الصندوق، من حيثُ الفِكرة والمُحتوى.
أخذني الأسلوب الأخَّاذ الذي كُتِبَتْ بهِ الرواية لداخلِ صفحاتها، ويكأنَّني في رحلةٍ سياحية إلى عهدٍ مَضى ولم يَعُد لهُ وجود.
شخصية الشيخ (شَوّادي) شخصيةٌ فذّة، أخذتْ من ذِهنٍ كاتبها ما أخذتْ حتّى تصلَ رسالتها للقارئ.
شَوّادي الغلبان، أو الملكوم، أو المبروك، قُلْ ما شئتْ فُكلّها ألقابٌ حصلَ عليها على مدارِ حياته.
(شيخ قريتنا الغريب) روايةٌ حَملتْ بطيَّاتِها رسالة نبيلة وهدف شريف، تُعرَف بقرائتها.
فَرِحتُ حينَ توّفرتْ لي هذهِ الرواية، لكنَّ وبعد قرائتي لها قد أصابَ الحُزن قلبي، لتبدُّلِ الأوضاع وتغيُّرِ الأحوال، وما حَدَثَ بداخلها من أهوال.
زادتْ سعتي المعرفية والمعلوماتية بقرائتي لهذهِ الرواية الفريدة، هي حقًّا فريدة بكُلِّ ما تحملهُ الكلمة من معاني.
تعاطفَ قلبي كثيرًا مع شخصيةِ (ست البيت)، تلكَ الشخصية التي اِزدانتْ بِها الأحداث، وفَرِحتُ بوجودِ شخصيتا (علوان) و(بسطاويسي)، كما زادَ اِحترامي لشخصية الشيخ (عبد الرسول)، وعلى الجانبِ الآخر زادَ اِحتقاري لشخصيةِ الشيخ (وهبة)ومَن هُم على شاكلته.
إنَّهُ لمِن السعادةِ أنْ أتممتُ قراءة هذهِ التُحفة الأدبية، على أملٍ أنْ أُعاودَ قراءتها مرّات ومرّات، فمِثلُها يستحقّ.
سيظلُّ يومَ اِقتنائي لهذهِ الرواية هو ذِكرى مُميّزة من ذكرياتِ مريم.