في مدخل الباب الغربي قرب القصر الرئاسي على جنوب شارع البرلمان، المتجه نحو طريق الجامعة...وفد يرتدي الكاكي(مارشال تباعا إلى جندي) مدجج بالأسلحة، حاد الطباع، يتنفسون أعقاب السجائر، يدخنون بقايا الأنقاض، يلهثون كل شئ يصنع الفوضى، يوصدون الأبواب كل صباح ومساء، توجد بينهم جندية، ذات وجه ضارم، نصف ساعدها مثل ساقيها، غليظ وسميك، تضحك بأعلى صوت أشد غلظة من الجنود الذكوريين، وأنت إلى الداخل، تشاهد مدينة مؤقتة، مدينة طفولية المنشأ، عمرها أسبوعان، قسرية الجمع، أسفل شجر النيم، نساء يفترشن أمتعتهم، يتناولن أطراف الحديث حول ما ماذا يعددن لمائدة الإفطار والغداء، أقل ما يملكن: أثاثات مدينة مر عليها عقود. على اليسار، أشجار المانجو، ظل لا يكفي لإدخال كتفيك، جوالات الأرز على مقربة من زوايا الحائط، أطفال المانجو، حديثو الولادة، نهشتهم حروب جمة لذا صار النخاع هشا، أصابهم داء الأنيميا، منهم هزيل الجسد، كمانجو ذابلة تعرضت لأشعة شمسية، فأصبحت كالهشيم تذروه الرياح، بئس النزوح