الموت ذلك المصير المحتوم الذي نخشاه دوما ولا نتمناه وإن كنا نؤمن به يجعلنا نسأل أنفسنا هل يشعر بنا الموتي من أهلنا وهل يسعدون للقائنا بعد موتنا ؟
يا له من سؤال عميق يلامس أرواحنا جميعًا! الخوف من الموت فطري، والإيمان به جزء أصيل من معتقداتنا. أما بالنسبة لشعور الموتى بنا وسعادتهم بلقائنا، فالإجابة القطعية في علم الغيب الذي استأثر الله به. ومع ذلك، تحمل ثقافتنا الإسلامية تصورات تبعث على التأمل والرجاء:
وهناك اعتقاد واسع بأن أرواح الموتى ترفرف حولنا وتفرح بزيارتنا ودعائنا لهم. ويُستحب زيارة القبور والدعاء للمتوفى، وهذا الفعل يحمل في طياته معنى التواصل والصلة التي لا تنقطع بالموت.
ومن مجمل ما وعيناه من القرآن الكريم والسنة النبوية يوضحان أن للمؤمنين الصالحين منزلة طيبة في الآخرة. تخيل سعادتهم وارتياحهم في تلك الدار الأبدية! لقاؤنا بهم سيكون بإذن الله في عالم أفضل وأبقى.
وأن ما نقدمه من صدقات جارية، وعلم ينتفع به، وولد صالح يدعو له، يصل ثوابه إلى الميت ويسعده في قبره. هذه الأعمال بمثابة نور يضيء لهم طريقهم.
إذًا، بينما لا نملك يقينًا قاطعًا بكيفية إدراكهم لنا، فإن إيماننا وثقافتنا يشيران إلى وجود صلة روحية لا تنقطع بالموت، وأن أعمالنا ودعائنا لهم تحمل الخير والفرح. فلنجعل حياتنا مليئة بالأعمال الصالحة التي نسعد بها في دنيانا وآخرتنا، ونسعد بها من سبقونا إلى الدار الآخرة. وما الأحلام والرؤي مع من توفي من أهلنا مع قلتها دليل علي التواصل الغيبي الذى لا يدركه عقلنا ولكن تشعر به أرواحنا .
هل يفيد الذكاء الاصطناعي في الحوار مع الموتي
فهل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يفيد في الحوار مع الموتى بالمعنى الحقيقي للتواصل ؟
الذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل البيانات الموجودة، مثل النصوص والأصوات والصور، لإنشاء استجابات أو محاكاة للحوار لذلك فهو نظام يتعلم الأنماط ويتوقع الكلمات أو الجمل التالية بناءً على ما تم تدريبه عليه أو تغذيته به أما الموتى، فهم في عالم آخر، وقد انقطع اتصالهم بعالمنا المادي بالطريقة التي نعرفها. لا يوجد دليل علمي أو منطقي يشير إلى أنهم يستطيعون التواصل معنا مباشرة أو أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون وسيطًا لهذا التواصل.
ولكن، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدم بعض الفوائد ذات الصلة بالموتى وذكراهم بطرق مختلفة :
• حفظ وتخليد الذكريات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات هائلة من النصوص والصور ومقاطع الفيديو الخاصة بشخص متوفى لإنشاء أرشيف رقمي شامل يحفظ ذكراه.
• إنشاء تجارب تفاعلية: قد يتم تطوير تطبيقات تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء "شخصيات افتراضية" تستند إلى كتابات وأحاديث شخص متوفى. هذه الشخصيات يمكن أن تجيب على أسئلة معينة بناءً على المعلومات المتوفرة، مما يوفر نوعًا من "الحوار" المحاكى مع ذكرى الفقيد.
• تحليل المشاعر في النصوص: يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل النصوص التي كتبها شخص متوفى لفهم مشاعره وأفكاره بشكل أعمق، مما يساعد الأحياء على فهمه بشكل أفضل.
• المساعدة في البحث عن المعلومات: يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في البحث عن معلومات تتعلق بحياة شخص متوفى أو تاريخ عائلته.
الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التواصل الحقيقي مع الموتى. ومع ذلك، يمكن أن يكون أداة قوية لحفظ ذكراهم، وإنشاء تجارب تفاعلية مستوحاة منهم، وتحليل جوانب من حياتهم وكتاباتهم. هذه التطبيقات قد توفر بعض الراحة أو تساعد في إحياء ذكراهم بطرق جديدة، لكنها لا تمثل حوارًا حقيقيًا معهم.
يبقى التواصل الحقيقي مع الموتى في إطار الإيمان والدعاء والذكر الحسن، وهي أمور تتجاوز قدرات التكنولوجيا الحالية